إسرائيل تسعى لتحويل المستشفى الإندونيسي “مقبرة جماعيّة”
رجّح القدرة ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة جرّاء “عدم توفّر خدمة صحّيّة داخل المستشفى، بعد أن أفقده الاحتلال الإسرائيليّ كافّة الإمدادات الطبّيّة والمقوّمات الصحّيّة، وصولًا إلى انقطاع التيّار الكهربائيّ والوقود”…
مصابون جراء الهجوم الإسرائيليّ على المستشفى الإندونيسي في غزّة (Getty)
قال متحدّث وزارة الصحّة في قطاع غزّة، أشرف القدرة، اليوم الإثنين، إنّ “الاحتلال الإسرائيليّ يضع المستشفى الإندونيسيّ في دائرة الموت، حيث قام منذ اللحظة الأولى من صباح اليوم (الاثنين) باستهدافه بقنابل المدفعيّة وبرصاص القنّاصة المتواجدين في محيطه”.
وأفاد أنّه “تمّت محاصرة المستشفى بشكل كامل وإطباق الخناق عليه، وارتكب الاحتلال الإسرائيليّ مجزرة صباح اليوم داخل المستشفى أدّت إلى استشهاد 12 شخصًا من الجرحى ومرافقيهم وسقوط عدد كبير من الجرحى بينهم حالات خطيرة وحرجة، منهم أفراد من الطواقم الطبّيّة”.
ورجّح القدرة ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة جرّاء “عدم توفّر خدمة صحّيّة داخل المستشفى، بعد أن أفقده الاحتلال الإسرائيليّ كافّة الإمدادات الطبّيّة والمقوّمات الصحّيّة، وصولًا إلى انقطاع التيّار الكهربائيّ والوقود”.
وأكّد على أنّ “الاحتلال الإسرائيليّ يحاول (إعادة) تمثيل ما حدث في مجمع الشفاء الطبّيّ داخل المستشفى الإندونيسيّ، الّذي يشكّل عصب الخدمة في شمال قطاع غزّة”.
وحذّر من أنّه “إذا ما سقط هذا المستشفى فإنّ هذا سيكون آخر معقل للخدمة الصحّيّة في الشمال”، مبيّنًا أنّ “الاحتلال الإسرائيليّ يحاول تحويل المستشفى الإندونيسيّ إلى مقبرة جماعيّة كما حدث في مجمع الشفاء الطبّيّ”.
وطالب القدرة “المؤسّسات الأمميّة بسرعة التدخّل من أجل حماية أكثر من 200 شخص من الطواقم الطبّيّة وأكثر من 500 من الجرحى وأكثر من 2000 من النازحين، وحماية المستشفى حتّى يظلّ في الخدمة”.
وأكّد أنّ الجيش الإسرائيليّ ما زال “يمنع دخول وخروج أيّ أحد من وإلى المستشفى الإندونيسيّ، ويحاول إخراجه عن الخدمة تمامًا”.
كما كشف أنّ الجيش “يقوم باستهداف مركز نورا الكعبيّ لغسيل الكلى، حيث هناك عدد كبير من النازحين ومرضى الفشل الكلويّ محتجزون داخل المركز الّذي هو ملحق بالمستشفى الإندونيسيّ”.
وحول جهود حماية المتواجدين بالمستشفى من جرحى ونازحين، قال القدرة: “تواصلنا مع الأمم المتّحدة واللجنة الدوليّة للصليب الأحمر والأونروا، ووضعنا الجميع عند مسؤوليّاتهم”.
وتابع: “حتّى اللحظة لم يتمّ التوصّل إلى إجراءات فاعلة وضامنة لوقف هذا العدوان المستمرّ على المستشفى الإندونيسيّ أو حمايته أو إيجاد ممرّ آمن لخروج الجرحى والطواقم الطبّيّة إلى مستشفيات خارج قطاع غزّة، وكذلك العمل على خروج النازحين منه بأمان”.
وطالب القدرة دول العالم بـ”إيجاد مستشفيات ميدانيّة لشمال قطاع غزّة بعد أن خرجت كلّ مستشفياته عن الخدمة، وبطواقم طبّيّة مدرّبة ومؤهّلة للتعامل مع مثل هذه الحالات الخطيرة والحرجة وبإمكانيّات كاملة تستطيع أن تقدّم الخدمات الطبّيّة لشمال وجنوب القطاع”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الداخليّة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في بيان مقتضب عبر تلغرام، سقوط “شهداء ومصابين، جرّاء استهداف إسرائيليّ لنازحين أثناء خروجهم من المستشفى الإندونيسيّ شماليّ القطاع”.
ويحاصر الجيش الإسرائيليّ المستشفى الإندونيسيّ في أعقاب سياسة مماثلة استهدفت قبله مجمع الشفاء الطبّيّ غرب مدينة غزّة وغيره من المستشفيات في شمال ووسط القطاع، بهدف الإخلاء القسريّ لهذه المستشفيات من المرضى والمصابين والنازحين.
وكانت حركة “حماس” اتّهمت إسرائيل بـ”الاستمرار في سياسة تدمير القطاع الصحّيّ، ضمن مسعاها لتنفيذ جريمة التهجير القسريّ للفلسطينيّين تحت وطأة القصف والمجازر وتدمير البنى المدنيّة”.
ومنذ 45 يومًا يشنّ الجيش الإسرائيليّ حربًا مدمّرة على غزّة، خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلًا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء وفق المكتب الإعلاميّ الحكوميّ بغزّة.
المصدر: عرب 48