إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في سورية: غارات مكثفة وتوغلات برية
وسط تصاعد الأحداث في سورية، نفذت إسرائيل غارات جوية “غير مسبوقة” استهدفت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في دمشق ودرعا والساحل السوري، بالتزامن مع توغلات برية داخل سورية. وسط مزاعم بأن العمليات تهدف إلى تدمير أخطار محتملة واتخاذ إجراءات دفاعية.
قوات إسرائيلية تتوغل في الأراضي السورية (تصوير: الجيش الإسرائيلي)
شن الجيش الإسرائيلي، سلسلة غارات جديدة عصر اليوم، الإثنين، على مواقع عسكرية في مناطق سورية، شملت دمشق ودرعا جنوبًا ومنطقة الساحل غربًا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو هاجم اليوم أكثر من 150 هدفًا عسكريًا داخل الأراضي السورية، في إطار الجهود لـ”تدمير” الجيش السوري؛ وبحسب المرصد، فإن “الغارات استهدفت مواقع عسكرية تضم صواريخ مضادة للدروع ومضادات جوية”، مشيرًا إلى أن إسرائيل “تعمدت تدمير كل ما يمكن أن يشكل خطرًا عليها”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
يأتي ذلك فيما نفذت القوات الإسرائيلية توغلات برية داخل سورية، بالتزامن مع الغارات الجوية المكثفة على مواقع في سورية. وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية توغلت عدة كيلومترات داخل المنطقة العازلة واحتلت منطقة بعمق عدة كيلومترات جنوبي سورية على طول المنطقة الحدودية من جبل الشيخ حتى المثلث الحدودي بين سورية وإسرائيل والأردن، مشيرة إلى أن العملية تتم بداعي تدمير أسلحة لجيش النظام السوري السابق، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 210 تواصل ما وصفها بـ”الأنشطة الدفاعية”، وادعى أن قوات المظليين دخلت المنطقة العازلة داخل سورية لـ”تعزيز حماية الحدود”.
وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي أن قوات المظليين إلى جانب قوات أخرى “تنفذ أعمالًا دفاعية أمامية ميدانية لمنع أي تهديد، وهي منتشرة في المنطقة العازلة في نقاط سيطرة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل قوات الهندسة، المشاة، والمدرعات تحت قيادة الألوية الإقليمية وهي منتشرة على طول الحدود بين إسرائيل وسورية بهدف تعزيز الدفاع في المنطقة”، وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن المستوى السياسي أوعز بمواصلة العمليات العسكرية في سورية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن فجر اليوم أن قواته “داهمت منطقة جبل الشيخ في شقه السوري في إطار انتشارها في المنطقة العازلة وفي عدة نقاط” وصفها بأنها “دفاعية ضرورية” وادعى أن ذلك يأتي لضمان “أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل في ضوء الأحداث في سورية”، وقال إنه “لا يتدخل في الأحداث الواقعة في سورية وسيواصل العمل وفق ما تقتضيها الضرورة للحفاظ على المنطقة العازلة وحماية دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وأوضح المرصد أن الهجمات الجوية الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة دفاع جوي وذخيرة تابعة للجيش السوري في منطقتي طرطوس واللاذقية الساحليتين. كما شملت الضربات مواقع في محافظة درعا، لا سيما في منطقة تل الحارة ومدينة إزرع، بالإضافة إلى استهداف مستودعات أسلحة في منطقة القلمون بريف دمشق؛ وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن العشرات من الأهداف التي تم استهدافها في سورية تشمل “دبابات وطائرات ومروحيات عسكرية” للجيش السوري.
وفي سياق الغارات الجوية، وصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي العمليات بأنها “غير مسبوقة”، مشيرة إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي ينفذ هجمات مكثفة تستهدف تدمير كل ما وصفته بالأهداف العسكرية التابعة للنظام السوري. تضمنت هذه الأهداف مستودعات أسلحة ومرافق عسكرية متقدمة.
وأشارت الإذاعة إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تستخدم قنابل ثقيلة خارقة للتحصينات، في موجات متتالية من الهجمات، مما حول القواعد الجوية إلى “طرق سريعة” للطائرات المغادرة والعائدة؛ وقالت: “تعتبر الغارات الجوية في اليوم الأخير في سورية حدثا دراماتيكيا إلى حد ما، حيث تقوم إسرائيل بتدمير جيش الأسد بشكل منهجي”.
وأشار المرصد إلى أن الضربات الإسرائيلية تأتي في أعقاب إعلان فصائل المعارضة السورية سقوط نظام الأسد، عقب سيطرتها على العاصمة دمشق وانسحاب قوات النظام. ومنذ الإعلان، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية لتدمير مستودعات ومواقع عسكرية، شملت اللواء 112 بين مدينتي الشيخ مسكين ونوى بريف درعا، واللواء 12 في مدينة إزرع، ومستودعات أسلحة في ريف دمشق قرب صيدنايا وتل منين، إضافة إلى مواقع في شمال مدينة القارة بريف دمشق.
المصدر: عرب 48