إشهار كتاب “هبة في حالة عتبة” للكاتب والباحث خالد عنبتاوي
قال عنبتاوي خلال كلمته، إنه “من المهم أن نتحدث عن أسباب اندلاع هبة الكرامة المعروفة في العالم باسم هبة الشيخ جراح، ولكن في الداخل تسميتها مختلفة وجاءت من الشعب والجيل الذي سماها بهذه التسمية..”
جانب من المشاركين في ندوة إشهار الكتاب (عرب 48)
أشهر الكاتب والباحث، خالد عنبتاوي، كتاب “هبة في حالة عتبة” الذي تناول أحداث هبة الكرامة التي اندلعت في أيار/ مايو 2021، وذلك في ندوة نظمت في قاعة “ميرال” بمدينة حيفا، بالتعاون مع مركز “مدى الكرمل” للدراسات الاجتماعية والتطبيقية وجمعية الثقافة العربية وجمعية الشباب العرب “بلدنا”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأدار الندوة مركز الإعلام والعلاقات العامة في جمعية الثقافة العربية، ويأتي إشهار الكتاب بعد مرور 3 سنوات على هبة الكرامة و11 عاما على هبة برافر تحت عنوان “عن الفعل السياسي والاستكانة. فلسطينيو الـ48 بين هبة الكرامة وحرب الإبادة”.
وبحثت دراسة الكتاب في خصائص هبة الكرامة، بوصفها حراكا شعبيا احتجاجيا معاصرا وسياقاتها التاريخية في الداخل الفلسطيني، وتحاول استنادا إلى تناول هبة الكرامة وفهم طبيعتها وعواملها، أن تفهم التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الجارية في الداخل على مستوى المجتمع والدولة ما بينهما، وكيفية تأثير هذه التحولات في رسم مسارات الهبة.
وتخللت ندوة إشهار الكتاب كلمة افتتاحية لمديرة مركز “مدى الكرمل”، د. عرين هواري، فيما كانت مداخلة وكلمة لعنبتاوي حول كتابه “هبة في حالة عتبة”، حيث تحدث عن الكتاب ودراسته والحالة الفلسطينية في الداخل.
وعقبت على الدراسة والكتاب، المحامية بوحدة الحقوق السياسية في مركز “عدالة”، ناريمان شحادة زعبي، بالإضافة إلى مركزة ائتلاف “نساء ضد السلاح”، فداء شحادة، والمحامية والناشطة النسوية التي تعمل في مجال المناصرة الدولية سهير أسعد.
وقال عنبتاوي خلال كلمته، إنه “من المهم أن نتحدث عن أسباب اندلاع هبة الكرامة المعروفة في العالم باسم هبة الشيخ جراح، ولكن في الداخل تسميتها مختلفة وجاءت من الشعب والجيل الذي سماها بهذه التسمية، وهناك تحول بهذه الهبة من خلال الصدام الذي كان بين ليس فقط الدولة، إنما أيضا الصدام الذي حصل مع المستوطنين ومنها في المدن المختلطة مثل عكا واللد ويافا”.
وأضاف أنه “يوجد شكل جديد من الاستيطان في اللد وعكا، وليس عبثيا أن الصدام كان فيهما، لأنه كان نوعا من الاستيطان في هذه المدن وحتى اللحظة مستمر. ذات الحكومة الإسرائيلية التي أخرجت الحركة الإسلامية الشمالية عن القانون، قامت بالمصادقة على خطة 922 الحكومة، وهذا على المستوى الاقتصادي الذي تقاطع مع عدة أمور، وهناك من الإسرائيليين من اعتبر دمج العرب هو أهم من النووي الإيراني بالنسبة للجانب الإسرائيلي”.
وأشار عنبتاوي إلى أنه “كان العديد من الخطط الإسرائيلية التي ازدادت خلال السنوات الأخيرة وخصوصا بعد العام 2000، وذلك في محاولة لدمج العرب في الداخل، إذ أن انخراط العرب في النظام الصحي كان قرابة 6% والآن نرى أن انخراط العرب في مجال الصحة هو 20%”.
وتطرق إلى الاتجاهات الاقتصادية الجديدة في المجتمع الفلسطيني بالداخل، بالقول إنه “في موضوع التمريض وصلت نسبة الاندماج في العام 2000 إلى 9% ولكن حتى العام 2020 ارتفعت إلى 50%، وفي مجال طب الأسنان كانت النسبة 10% وحتى العام 2020 وصلت إلى 50%، كذلك الأمر في مجال الصيدلة حيث كانت النسبة 15% وحتى العام 2020 وصل 57%، وفي مجال الطب كانت النسبة 11% وحتى العام 2020 وصلت إلى 46%. هذه الاندماجات وغيرها الكثير أثرت على المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل”.
وعن التحولات في اللد، قال عنبتاوي إنه “كان تحولا في شكل الهجرة ومنها ترك قسم من اليهود للمدينة، ولجوئهم إلى مناطق أخرى مثل شوهام ومدن أخرى، ولكن ترك اليهود لمدينة اللد جعل يهودا آخرين يسكنون فيها، وقسم كبير من هؤلاء هم مستوطنون”.
وتابع أن “1% من المتهمين هم من المسيسين وما تبقى ليس مسيسا، و64% من الشباب ينتمون لعائلات تتلقى خدمات رفاه اجتماعي، و31% ينتمون إلى عائلات أحادية الوالدية، وحسب أقوال العائلات قسم كبير منهم قال لي إنهم تركوا وحدهم، إذ وصل الحال بوالد قال لي إنه يفكر ببيع كليته من أجل سداد مستحقات محامي الدفاع وتكاليف سجن ابنه”.
ونوه عنبتاوي إلى أن “52% من المتهمين في ملفات مصنفة ضمن مكافحة الإرهاب أو خلفية عنصرية من سكان النقب أو المدن المختلطة، و35% من المتهمين في هذه الملفات هم من المدن المختلطة”.
وقالت المحامية سهير أسعد خلال مداخلتها، إن “مشهد التكافل الاجتماعي الذي شاهدناه في هبة الكرامة، يأخذنا إلى استكمال المسار على مدار 10 سنوات، وأيضا مسار الاحتواء الإسرائيلي الذي كان خلال هذه السنوات ومن هنا نذهب إلى محاولات الاندماج”.
وأضافت أن “جغرافية هبة الكرامة في النقب والمدن المختلطة ليست صدفة، إنما هذه الجغرافيا هي التي عملت عليها إسرائيل على مدار سنوات، وفي هذه المدن كانت شرارة وقوة الهبة”.
ولفتت أسعد إلى أنه “نلاحظ من خلال المعطيات التي عرضها خالد في دراسته، عن خلفية الشباب والمعتقلين الذين شاركوا في الهبة، أن هؤلاء الناس اشتبكوا في أيام محددة ما قبل الإضراب الذي كان في هبة الكرامة، وهناك نرى أن المواجهات كانت أكبر وكان يوجد بها عنف من قبل الشرطة والمتظاهرين، إذ أن هذه الأيام شهدت تنظيما نوعا ما بين محامين وحارات وبلدات، وانتهى ذلك مع الإضراب الذي شارك فيه الطبقة الوسطى بالغالب”.
وذكرت فداء شحادة من اللد التي عاشت الأحداث بالمدينة خلال اعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب في هبة الكرامة، أنه “في هبة الكرامة على خلاف ما كان في السابق، الناس فتحت بيوتها في اللد واستقبلت أشخاصا لا تعرفهم من أجل حماية الأهالي العرب في اللد بسبب الاعتداءات من قبل المستوطنين”.
وتابعت أن “ما حصل في هبة الكرامة لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا، وأيضا بحال اطلعنا لما حصل في بداية الحرب الحالية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أيضا ما حدث لم يكن مفاجئا بسبب ما تعرض له الشباب الذين جرى اعتقالهم”.
وقالت المحامية ناريمان شحادة زعبي، إن “كل التهم التي وجهت للشباب بدأت بنفس الطريقة وذات المقدمة التي لا تمت بصلة للمجال القانوني، إذ أن السردية في المحاكم كانت تغيّب كل ما حصل في الشارع، وفي السردية التي عرضتها المحكمة لا تظهر إلا الجانب الإسرائيلي الذي جرى المصادقة عليه، حيث أن التوصيف في المحاكم كان منحازا للجانب الإسرائيلي بغض النظر عن التهم أو الشبهات الموجهة للشباب”.
وأوضحت أن “المحاسبة الإسرائيلية في المحاكم كانت لأننا نعتبر أنفسنا ضمن الكل الفلسطيني، إذ أن كل مخالفة كانت صغيرة أو كبيرة جرى ربطها بما هو أوسع من الجانب القانون وذلك لإنزال أعلى الأحكام على الشباب العرب”.
وفي الختام، جرى فتح الباب أمام طرح الأسئلة من جانب الحضور على المشاركين والمتحدثين في الندوة.
المصدر: عرب 48