اتهام مستوطنَين بالإرهاب بدافع قومي
المستوطنان، مع آخرين، هاجموا العائلة في حوارة بعد أسبوع من هجوم مئات المستوطنين الإرهابيين على حوارة، نهاية الشهر الماضي، إلا أنه لم يُعتقل أيا منهم، بينما صدر أمر اعتقال ضد إداري ضد مستوطنين هاجما قوات إسرائيلية
أحد المستوطنين يضرب سيارة العائلة الفلسطينية بفأس (المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية)
قدمت النيابة العامة في منطقة وسط إسرائيل اليوم، الخميس، لائحة اتهام ضد مستوطنين – هما عَكيفا رابين من البؤرة الاستيطانية العشوائية “غفعات رونين” وراز حاييم غيرون من مستوطنة “يتسهار” جنوب نابلس وكلتاهما معقلا لمستوطنين الإرهابيين – نُسب فيها إليهما اعتدائهما على عائلة فلسطينية في بلدة حوارة جنوب نابلس في الضفة الغربية، “بهدف تنفيذ عمل إرهابي بدافع قومي”، وذلك بعد أسبوع من هجوم مئات المستوطنين الإرهابيين على حوارة، ليلة 26 – 27 من شباط/فبراير الفائت، والذين لم تقدم لوائح اتهام أو اعتقال أي منهم.
وجاء في بيان مشترك للشاباك والشرطة الإسرائيلية أنه “بعد أسبوع من الهجوم العنيف في حوارة، التي جرى خلاله إحراق مبان، بعضها مأهول، وحوانيت وسيارات وأملاك، وصلت مجموعة ناشطين ليلة البوريم (عيد المساخر)، إلى قرية حوارة، ورصدت هناك عددا من أفراد عائلة فلسطينيين يجلسون في سيارتهم، خارج إحدى الحوانيت في القرية. وبدأت مجموعة الناشطين بإلقاء حجارة من مسافة قصيرة باتجاه الجالسين في السيارة وفيما أحد الناشطين بدأ أيضا بضرب أحد الجالسين في السيارة، من النافذة، بفأس”.
وجاء في لائحة الاتهام أن المستوطنين هاجما أفراد العائلة وهي من سكان قرية عسيرة القبلية، وجاءوا لمشتريات في سوبرماركت في حوارة، وبعد ذلك عادوا إلى سيارتهم. وخلال ذلك وصل المتهمان مع مستوطنين آخرين إلى المكان، حاملين فأسا ومطرقة وحجارة وغاز الفلفل، “بهدف تنفيذ عمل إرهابي ضد فلسطينيين في حوارة من خلال دافع قومي”.
وأضافت لائحة الاتهام أن “المتهمين، إلى جانب نحو عشرة أشخاص آخرين، خرجوا من السيارة ملثمين وألقوا حجارة باتجاه سيارة أفراد العائلة، وسيارات أخرى كانت في المنطقة وباتجاه السوبرماركت”.
وتابعت لائحة الاتهام: “لاحقا، جرى رابين باتجاه سيارة العائلة، وضرب بفأس على نافذة السيارة الخلفية. وبعد ذلك وصل غيرون، وألقى حجرا باتجاه النافذة الخلية. واستمر رابين بضرب النافذة الخلفية للسيارة، حتى حطمها، وبعد ذلك حطم النافذة اليسارية للسيارة، فيما استمر غيرون بإلقاء حجارة على النافذة الخلفية”.
ووفقا للائحة الاتهام، فإنه “بعد أن حطم رابين النافذة بقرب أحد أفراد العائلة، ضرب المتهم بفأس السائق، الذي أبعد جسده ورفع يديه، بحيث أن الفأس أصاب كتفه ويده. وفي موازاة ذلك، أحد (المستوطنين) المتواجدين الآخرين ألقى حجرا باتجاه النافذة الأمامية اليمينية للسيارة، وحطمها، واستمر في إلقاء الحجارة.
“وانضم غيرون، وأصاب حجرا ألقاه رأس أحد أفراد العائلة. وعندما بدأ أفراد العائلة بالفرار من المكان، استمر المتهمان وآخرون بإلقاء حجارة باتجاههم، ورشوا غاز الفلفل داخل السيارة التي تم تحطيم نوافذها. وخلال الحدث صرخ المتهمان وآخرون: ’الموت للعرب’. ونتيجة لأفعالهم أصيب أفراد العائلة بإصابات كثيرة، وكذلك لحقت أضرار بسيارتهم”.
واتهمت النيابة المستوطنتين بعمل إرهابي وإلحاق إصابات بظروف خطيرة وإلحاق أضرار بسيارة عمدا بدافع عنصري. وجاء في بيان الشاباك والشرطة أن “المتهمين ينتميان إلى مجموعة عنيفة تنشط من أجل استهداف فلسطينيين… ويؤدي نشاطهما إلى إثارة غليان وتأجيج مشاعر”.
ويبدو أن الشاباك والشرطة الإسرائيلية تريد أن توحي بشكل مضلل، من خلال اعتقال الإرهابيين المذكورين، بأنهما يواجهان إرهاب المستوطنين. ففي أعقاب اعتداء مئات المستوطنين في حوارة، نهاية الشهر الماضي، اعتقلت قوات أمن الاحتلال الإسرائيلي 10 مستوطنين، إلا أن المحكمة أصدرت قرارا، في 2 آذار/مارس الحالي، بإطلاق سراح ثمانية منهم، فيما أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمر اعتقال إداري ضد مستوطنين اثنين. وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع بأن المستوطنَين اللذين صدر بحقهما مذكرة اعتقال إداري، “خططا ونفذا عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي”، أي أنه لم يعتقل أي مستوطن بسبب الهجوم الإرهابي في حوارة.
المصدر: عرب 48