اجتماع تحضيري في إسبانيا وبلجيكا للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني
اجتمعت شخصيات فلسطينية مقيمة في إسبانيا وبلجيكا، يوم الجمعة الماضي، عبر برنامج مؤتمرات الفيديو (زوم)، للتحضير للمشاركة في “المؤتمر الوطني الفلسطيني”.
عقدت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المقيمة في إسبانيا وبلجيكا اجتماعا، يوم الجمعة الماضي، عبر برنامج مؤتمرات الفيديو (زوم)، للتحضير للمشاركة في “المؤتمر الوطني الفلسطيني”.
ويهدف المؤتمر، وفقا للقائمين على تنظيمه، إلى “مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة المستمرة على أهلنا في قطاع غزة، بالإضافة إلى معالجة حالة الانقسام السياسي وغياب قيادة فلسطينية موحدة ترقى إلى تحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وتكون قادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية لما يسمى اليوم التالي”.
افتتح اللقاء الكاتب والصحافي الفلسطيني أحمد فراسيني من بلجيكا، قائلا إن “هذا النداء الذي وقعنا عليه هو نتيجة جهد تراكمي للعديد من المبادرات والمحاولات التي أطلقها الفلسطينيون خلال السنوات الماضية للوصول إلى مؤتمر وطني فلسطيني يلبي طموحات الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من أن الكثير من هذه المحاولات فشلت أو أُفشلت، فإننا نعلق آمالاً كبيرة على هذه المبادرة نظرًا للظروف الراهنة والضرورة الملحة لها”.
بعد ذلك، تحدث الناشط السياسي الفلسطيني سيف أبو كشك من إسبانيا، مشددًا على “أهمية تفعيل دور الناشطين في المناطق المختلفة لدعم القضية الفلسطينية ومناهضة الاحتلال”.
وأضاف أنه “ننتظر مبادرة كهذه منذ فترة طويلة، حيث إننا بحاجة إلى رؤية إستراتيجية شاملة تلبي طموحات الفلسطينيين بالتحرر”.
وشدد على أن “منظمة التحرير الفلسطينية ليست ملكًا لأي جهة، بل هي ملك للشعب الفلسطيني، وإعادة بنائها يأتي من خلال العمل الجماهيري المشترك بهدف تحقيق مشروع التحرر”.
وتحدث عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني معين الطاهر، عن مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني.
وركز الطاهر على “أهمية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن “ذلك يعني إنشاء منظمة ديمقراطية وتمثيلية لجميع الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، تضم نخبًا من مختلف الأطياف الفكرية والإيديولوجية والسياسية، وتستقطب ناشطين ومثقفين ومنظمات جماهيرية تمثل جميع فئات الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن “لهذه المنظمة برنامج نضالي للتحرر من الاستعمار يرتكز على دحر الاحتلال، وحق العودة، وحق تقرير المصير، ويعتمد على ثوابت الشعب الفلسطيني”.
وأضاف الطاهر أن “هذه المبادرة هي مبادرة مستدامة، تهدف إلى إنشاء هيئات ولجان ومؤسسات مهمتها الرئيسية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ومتابعة الحراك والنضال ضد الأبرتهايد، وتنفيذ برامج إغاثية في غزة، في قطاعات التعليم والصحة وإعادة البناء والإعمار والتكافل الاجتماعي”.
وفي السياق نفسه، أشار عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد غنيم، إلى الاجتماع التحضيري الذي عقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مسلطًا الضوء على “التحديات التي واجهها القائمون على المبادرة من أجل عقد هذا الاجتماع”. كما شدد غنيم على “الحاجة الماسة للفلسطينيين، داخل فلسطين وخارجها، إلى العمل الجماعي المشترك”، مؤكدًا أن “هذا التعاون هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنية وتجاوز العقبات التي تعترض طريقهم”.
وناقش الحاضرون “الكيفية التي يمكن من خلالها دمج الحركات الطلابية والمنظمات الشبابية في أي كيان فلسطيني وطني قادم مثل المؤتمر الوطني الفلسطيني، والدور المتوقع من الشباب في هذا المؤتمر”.
كما تطرق الحاضرون إلى “كيفية تمكين الشباب من العمل في ظل المعيقات والحواجز التي تعيق عملهم، وكيف يمكن للمؤتمر الوطني الفلسطيني أن يوفر للشباب فرصة للتغيير وتجاوز هذه العراقيل”.
وناقش الحاضرون “آليات إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وجمع الجاليات الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم”، بالإضافة إلى “خطط العمل للقائمين على هذه المبادرة لتحقيق تلك الأهداف.” وناقش الحاضرون أيضًا “كيف يمكن أن تكون طبيعة الموقعين على المبادرة مكسبًا للمؤتمر الوطني الفلسطيني، وكيف يمكن استغلال مشاركة هذه النخب الفلسطينية في عمل المؤتمر”.
كما شدد الحاضرون على “ألا تقتصر هذه المبادرة على كونها مجرد نداء، بل صوتًا فلسطينيًا قويًا لمواجهة المخاطر القادمة”. ونوقشت آليات عمل هذا المؤتمر في العالم، والمجتمع الأوروبي، ودعمه للطلبة، والجامعات.
وانبثقت مبادرة “المؤتمر الوطني الفلسطيني” من لجنة تحضيرية قامت بصياغة بيان يدعو إلى عقد المؤتمر لتعزيز الوحدة الفلسطينية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، صدر في شباط/ فبراير 2024 بعنوان “نداء من أجل قيادة فلسطينية موحدة”.
ووقع على هذا البيان أكثر من 1300 شخصية فلسطينية من حوالي 45 دولة حول العالم، تضم شخصيات بارزة من مختلف القطاعات مثل الناشطين، والمهنيين، والباحثين، والأكاديميين، والأساتذة، والفنانين، والكتاب، والصحافيين، والشخصيات القانونية، وطلبة الجامعات، وبالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوعة بصفتهم الشخصية.
يُشار إلى أن الموقعين على المبادرة من كل دولة يعقدون اجتماعات أولية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في “المؤتمر الوطني الفلسطيني”، حيث عقدت حتى الآن عدة اجتماعات تحضيرية في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، ومن المقرر عقد عدة لقاءات إضافية خلال الأسابيع القادمة في أماكن مختلفة في الدول العربية والغربية. كما تناقش هذه اللقاءات ورقة سياسية أعدتها اللجنة التحضيرية في أيار/ مايو 2024، تحدّد سياق ورؤية المؤتمر وأهدافه، حيث تُعرض خلال هذه اللقاءات وستُعرض أيضًا في المؤتمر الوطني الفلسطيني عند انعقاده قريبًا.
المصدر: عرب 48