احتجاجات حاشدة في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس
اندلعت مواجهات بين عناصر الشرطة الإسرائيلية، الاثنين، ومحتجين أغلقوا طريق أيالون السريع في تل أبيب للمطالبة بصفقة مع حركة حماس لتبادل الأسرى، الشرطة تفرق المتظاهرين بالقوة وتعتقل عددا منهم.
تظاهر المئات من الإسرائيليين في شوارع تل أبيب، حيث اندلعت مواجهات مع الشرطة في أعقاب الاحتجاجات العفوية التي انطلقت بعد إعلان حركة حماس عن موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى مع السلطات الإسرائيلية، في حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن المقترح “لا يلبي مطالبها”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وانطلق الاحتجاج من ساحة “كابلان” التي تعتبر معقلا للاحتجاجات المناهضة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وجاب المتظاهرون شوارع تل أبيب حيث عطلوا حركة المرور، واندلعت مواجهات مع عناصر الشرطة التي حاولت منع المتظاهرين من قطع طريق أيالون السريع المتجه جنوبا، وسط أنباء عن إصابة عدد من المحتجين.
واعتقلت الشرطة عددا من المحتجين الذين هتفوا مطالبين بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفي حين تحدثت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) عن اعتقال نحو 10 متظاهرين، أعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المعتقلين خلال الاحتجاج في تل أبيب” خالفوا الأوامر وأخلوا بالنظام العام”، وأكدت أن عناصرها نجحوا في فتح طريق أيالون في كلا الاتجاهين من جديد أمام حركة المرور؛ وقالت إنه “بعد اندلاع مواجهات مع متظاهرين خالفوا التعليمات، أعلنت الشرطة أن المظاهرة غير قانونية وطالبت المتظاهرين بإخلاء الطريق”.
وهتف المتظاهرون مطالبين بـ”تحرير جميع الرهائن فورا” ورددوا شعارات على غرار: “لن نتخلى عنهم”، و”جميعهم… الآن”، كما رددوا شعارات مناهضة لحكومة نتنياهو، معتبرين أنه يعمل على عرقلة جهود الوساطة وإحباط المساعي للتوصل إلى اتفاق حركة حماس، مدفوعا بـ”أهداف سياسية”.
كما تظاهر العشرات في أماكن أخرى في إسرائيل، بما في ذلك قرب مفرق هرتسليا وكركور وفي مدينة حيفا.
وتصاعدت الاحتجاجات الإسرائيلية، الليلة، مع إعلان كابينيت الحرب أن رد حماس “لا يلبي” المطالب الإسرائيلية. وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن “كابينيت الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدما في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب”.
وفي حين أكد البيان أن إسرائيل سترسل وفدا للقاء الوسطاء في القاهرة، شكك زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، مساء الإثنين، برغبة حكومة نتنياهو إعادة الرهائن، وقال إن حكومة نتنياهو “لو كانت تريد إعادة المختطفين، لكانت تعقد الآن نقاشا عاجلا، وترسل فرق التفاوض إلى القاهرة لإتمام الصفقة التي وافقت عليها حماس”.
وأضاف، في تدوينة عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “هذه الحكومة، على عكس من ذلك، أصدرت بشكل هستيري” ما قال إنها “3 إحاطات مختلفة من مصادر مختلفة”، معتبرا أنها بذلك “تسحق قلوب أهالي المختطفين”. واختتم تصريحه بالقول: “هذا عار وطني”.
وفي حين كان لا يزال الفريق الإسرائيلي المفاوض يعمل على “دراسة” المقترح الذي أعلنت حماس، مساء الإثنين، أنها وافقت عليه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنكر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية إعلان الحركة، رافضين إبرام أي اتفاق قد يؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة، ودعوا إلى الإسراع في اجتياح مدينة رفح.
من جانبه، اعتبر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أن موافقة حماس على مقترح الهدنة هو محض “مناورات وألاعيب”، واعتبر، في تدوينه على “إكس”، أنه “لا يوجد إلا رد واحد على حماس وهو الأمر الفوري باحتلال رفح، وزيادة الضغط العسكري (على الحركة)، واستمرار سحق حماس حتى هزيمتها بشكل كامل”، وفق تعبيره.
المصدر: عرب 48