احتياج إسرائيل لروسيا من أجل التأثير في سورية تلاشى
لم يعد بإمكان إسرائيل تسمية روسيا بأنها “الجارة في الشمال”، لأن “الرافعات التنفيذية والإستراتيجية التي كانت تنبع من مكانتها هذه لم تعد موجودة”، ورغم ذلك تحافظ إسرائيل على علاقة مع الكرملين في قضايا أخرى، أولها إيران
الشرع خلال استقباله وزير الخارجية الأوكراني، 30 كانون الأول/ديسمبر الفائت (Getty Images)
اعتبر تقرير إسرائيلي أنه في أعقاب سقوط نظام الأسد، فقدت روسيا معظم قدرة تأثيرها، الإيجابي والسلبي، على المصالح الأمنية الإسرائيلية في سورية، ويتعين على إسرائيل إثر ذلك أن تعيد حساباتها بما يتعلق بالعامل الروسي لدى اتخاذ قرارات.
وحسب التقرير، الصادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، الأسبوع الحالي، فإن الأمر المركزي الناجم عن ذلك هو أنه لم يعد بإمكان إسرائيل تسمية روسيا بأنها “الجارة في الشمال”، ولذلك فإن “الرافعات التنفيذية والإستراتيجية التي كانت تنبع من مكانتها هذه لم تعد موجودة”، بعد أن كانت إسرائيل “تأخذ بالحسبان باهتمام كبير العنصر الروسي في سياستها تجاه الحلبة الشمالية، والآن تلاشت الحاجة إلى ذلك بشكل كبير”.
وإحدى المصالح الأمنية التي حاولت إسرائيل تحقيقها في سورية بوساطة روسيا، كانت من خلال اقتراحها، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بأن تكون روسيا ضالعة في منع نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية، لكن الروس اعترفوا حينذاك بأنه لا يمكنهم ضمان تمكنهم من تنفيذ هذا المقترح.
وأضاف التقرير أن الانتقادات الدولية الشديدة ضد روسيا في أعقاب حربها على أوكرانيا تمنعها من الضلوع في تسويات أمنية بين سورية ولبنان، على شكل منع نقل أسلحة، لصالح إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، معني في محاولة دفع وقف إطلاق نار في أوكرانيا، وربما تطبيع العلاقات مع روسيا، “لكن يتعين على إسرائيل أن تحذر من ’تبييض’ عودة روسيا إلى مكانة لاعب دولي مقبول، على الأقل طالما أن جهدا كهذا من جانب ترامب لم ينجح في أوكرانيا”.
وتابع التقرير أنه لا تزال هناك قضايا ستكون إسرائيل بسببها معنية بالحفاظ على حوار مع الكرملين، وفي مقدمتها إيران، “كي يكون هناك وضوح إستراتيجي وتأثير على التعاون الروسي – الإيراني، ونقل رسائل إلى طهران، لكن على إسرائيل أن تدرس أي مبادرة روسية برؤية المخاطر قبل الفرص”.
المصدر: عرب 48