اختتام أعمال الدورة الثالثة من المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة

ضم المسار الثالث “إبادة التعليم في قطاع غزة (2)” أربع أوراق، وترأّسته أمل غزال. استعرض نصر الدين المزيني في ورقته واقع التعليم الجامعي وتحدياته في غزة أثناء الحرب، وحللّت سناء أبو دقة تحديات وإستراتيجيات التكيف للتعلم عن بعد بغزة.
جانب من أعمال الدورة الثالثة
اختُتِمَت في الدوحة، الإثنين، أعمال الدورة الثالثة للمنتدى السنوي لفلسطين التي نظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلال الفترة 25-27 كانون الثاني/ يناير 2025. قدّم في المنتدى باحثون فلسطينيون، وغير فلسطينيين من أنحاء العالم، أوراقًا بحثية تتعلق بمواضيع مرتبطة بفلسطين وحرب الإبادة وآثارها وتداعياتها، وتاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، وفلسطين في العلاقات العربية، وفلسطين في العلاقات الدولية، وغيرها من القضايا ذات الصلة. وإلى جانب عرض 93 ورقة علميّة محكّمة توزعت في سبع جلسات تحتوي كل منها على أربعة مسارات متوازية، ضمّ المنتدى ثلاث ندوات عامّة توزعت على أيام المنتدى، وورشة عمل مغلقة شملت ثلاث موائد مستديرة، شارك فيها عدد من الأكاديميين والناشطين السياسيين البارزين.
الإبادة الجماعية في فلسطين: قضايا الذاكرة الجمعية وإبادة التعليم وتحولات إسرائيل
عُقدت الجلسة السادسة للمنتدى في أربعة مسارات فرعية متوازية. ترأّس حيدر سعيد المسار الأول “الذاكرة الجمعية بين النكبة وحرب الإبادة الجماعية”، وشارك فيه أربعة باحثين. ركز حسني مليطات في ورقته على تأويل المعنى الذاكراتي لزمن النكبة، من خلال دراسة البُعد “الماورائي” في مجموعة من الأعمال السردية المكتوبة بالإسبانية. وفي السياق ذاته، استكشف أكرم الأشقر الإمكانات التحويلية لاستخدام الموسيقى في المسارات الصوتية للأفلام السينمائية بين عامَي 1968 و1982، مجادلًا بدورها في المقاومة الثقافية، وحشد الذاكرة الجماعية. واستعرضت تغريد السميري في ورقتها مفهوم النسيان الجمعي لدى الشعوب المستعمَرة بالتركيز على تجربة الفلسطينيين في الفضاء الرقمي. أما حورية بن علي، فتناولت كيفية توظيف كل من ألمانيا وفرنسا الذاكرة الجمعية وأنماط الحجج ذات الدوافع التاريخية، لتبرير سياساتهما الخارجية في كل من حالتَي كوسوفو وغزة.
وفي المسار الثاني “الإبادة الجماعية ونظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد”، الذي ترأسه نديم روحانا، وقُدمت فيه أربع أوراق، تناول مايكل فيشباخ محاولات أنصار إسرائيل الهجوم على مصطلحَي “التقاطعية” و”الاستعمار الاستيطاني” ونزع الشرعية عنهما في سياق الحرب اللغوية. في حين حلّل جواد إقبال منطق الحداثة الليبرالية الذي يشكل الأساس لكل من الصهيونية ونظام الفصل العنصري، وذلك من خلال حالتَي فلسطين وجنوب أفريقيا. وبيّن إميل بدارين أن سياسة الاعتراف الاستعماري الاستيطاني عامة والصهيونية خاصة تمثل مضمارًا رئيسًا للدفع نحو محو السكان الأصليين عبر بناء هياكل معيارية تبيح ممارسات محوهم، واستعرض مصطفى بوصبوعة في ورقته مسارات الاستعمار وسرديات النضال بين كل من الجزائر وجنوب أفريقيا في دعمهما القضية الفلسطينية.
ضمّ المسار الثالث “إبادة التعليم في قطاع غزة (2)” أربع أوراق، وترأّسته أمل غزال. استعرض نصر الدين المزيني في ورقته واقع التعليم الجامعي وتحدياته في غزة أثناء الحرب، وحللّت سناء أبو دقة تحديات وإستراتيجيات التكيف للتعلم عن بُعد في غزة خلال الحرب، واستكشفت، في السياق ذاته، تهاني الدحدوح دوافع التعلم في ظل الإبادة الجماعية في غزة، بينما استعرض فايز الهندي في ورقته مجموعة من المبادرات الوطنية لتعزيز قدرة الطلاب على الوصول للتعليم.
وترأست عرين هوّاري المسار الرابع “التحولات في المجتمع والدولة في إسرائيل في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة”، وشارك فيه أيضًا أربعة باحثين. تناول مهند مصطفى في ورقته ظاهرة صعود النزعة الميليشيوية في إسرائيل إثر العدوان الأخير على غزة، بالتركيز على ميليشيات المستوطنين المسلحة في الضفة الغربية، وركز امطانس شحادة على كيفية تعامل تحالف اليمين الحاكم في إسرائيل مع أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في حين ناقش جاكي خوري الحرب على غزة 2023 وانعكاسها على المشهد الإسرائيلي في ثلاثة مستويات: المجتمعي، والسياسي، والعسكري. أما علاء محاجنة ومازن المصري فتناولا في ورقتهما التغييرات التي طرأت على مكانة الفلسطينيين في إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وتحولهم من حالة الحقوق المشروطة إلى حالة اللاحقوق.
الآثار الاقتصادية للنظام الاستيطاني في فلسطين
عُقدت الجلسة السابعة للمنتدى في ثلاثة مسارات فرعية متوازية. نظم معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني – ماس المسار الأول “الآثار الاقتصادية للاستيطان في الضفة”، وترأّسه وليد حباس، وقدم فيه أربعة باحثين أوراقهم. درست أنمار رفيدي وملكة عبد اللطيف في ورقتهما المقدمة عن بُعد الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية للقرى والبلدات المقدسية عقب التوسع الاستيطاني، وقدمت وفاء البيطاوي ورقة سياسات تشخص مستويات الدخل والفقر لدى النساء الفلسطينيات العاملات في المستوطنات الإسرائيلية، وتقترح سياسات هادفة إلى تعزيز فرص العمل المحلية طويلة الأجل. أما وليد حباس وجمانة جنزاره، فحللا في ورقتهما الآثار الاقتصادية للمناطق الصناعية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بينما قدم أحمد علاونة في ورقته منصة رقمية تعرض تفاعليًا خريطة الاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة منذ عام 1967.
وفي المسار الثاني بعنوان “غزة ما بعد العدوان: نظرة مستقبلية”، الذي ترأّسه عماد قدورة، قدم ثلاثة باحثين أوراقهم. عرضتت ساحرة بليبلة ومها السمان في ورقتهما إطارًا نظريًا يهدف إلى “العمران العلاجي” ويدمج بين إعادة الإعمار بعد الحرب وآليات التعافي في قطاع غزة، وناقش محمد السوسي وبسنت الغنيمي في ورقتهما، التدهور البيئي المتعمّد في قطاع غزة، وتدمير الموارد الحيوية بوصفه عقابًا جماعيًا، داعيَين، في سياق إعادة الإعمار، إلى إعطاء استعادة النظم البيئية الأولوية. بينما قدم محمد دريدي في ورقته قراءة للآثار الديموغرافية للعدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، مستشرفًا التأثيرات التي ستشمل التركيب العُمري لسكان القطاع.
وبرئاسة حازم رحاحلة، انعقد المسار الثالث “في الاقتصاد الفلسطيني وتداعياته”، وضمّ ثلاث أوراق ركزت على الاقتصاد الفلسطيني. ناقش ماهر الكرد في ورقته مسؤولية إسرائيل عن التعويضات الاقتصادية الناجمة عن حرب تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفقًا لأحكام القانون الدولي. وقدم أنس اقطيط، في ورقته عن بعد، فهمًا معمقًا للديناميات التي تحكم الجباية، وتوليد الإيرادات العامة، وتقديم الخدمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وناقشت غادة السمّان في ورقتها مفهوم البيروقراطية النيوليبرالية، هادفةً إلى فهم واقع الضفة الغربية من خلال استراتيجيات هيمنة البيروقراطية النيوليبرالية في رام الله.
غزة تحت حكم حماس (2007–2023)
عُقدت خلال اليوم الثالث ورشة عمل مغلقة حول قطاع غزة تحت حكم حماس في الفترة 2007–2023، تألفت من ثلاث موائد مستديرة، وشارك فيها مجموعة من الباحثين، والخبراء، والناشطين، والإعلاميين. ترأس طارق حمود المائدة المستديرة الأولى التي ركزت على موضوع “المجتمع والثقافة”، وترأس هاني عوّاد المائدة المستديرة الثانية “النظام الاستعماري الدولي والإقليمي”، أما الثالثة فترأستها أندريا تيتي، وتمحورت حول موضوع “الاقتصاد والإدارة”.
سيناريوهات ما بعد حرب الإبادة في غزة
نظّم المنتدى في نهاية اليوم الثالث ندوة عامة بعنوان “العدوان الإسرائيلي على غزة: سيناريوهات ما بعد حرب الإبادة” ترأّستها لورد حبش. وتحدّث فيها علي شعث وعائد ياغي وهاني المصري وطارق حمود عن سيناريوهات عديدة لما بعد حرب الإبادة ومستقبل غزة، متناولين الخيارات السياسية وأبعادها وتأثيراتها الإقليمية في مستقبل غزة، والاستراتيجيات المطلوبة لتعزيز الصمود الفلسطيني لمواجهة المخططات الإسرائيلية للتهجير. وتناولت الندوة أيضًا المشاريع الأميركية – الإسرائيلية لليوم التالي في غزة، فضلًا عن مستقبل حماس. وأعقب ذلك نقاش ثري، شارك فيه أكاديميون وصحافيون وناشطون، تعرّضوا فيه لجملةٍ من القضايا والأسئلة حول السيناريوهات المتوقعة لما بعد حرب الإبادة في غزة.
اختُتمت أعمال المنتدى بملاحظات ختامية قدمتها آيات حمدان منسقة المنتدى، معبرة عن شكر لجنة تنسيق المنتدى لكل المشاركين من الأكاديميين والخبراء والناشطين، فضلًا عن الفِرق المختلفة التي ساهمت في إنجاح الدورة الثالثة للمنتدى، من الباحثين والباحثات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية.
المصدر: عرب 48