ارتفاع حصيلة هجوم المسيّرات على الكليّة الحربيّة في حمص إلى 123 قتيلا بينهم 54 مدنيًّا
قُتل أكثر من 123 شخصا، في هجوم بطائرات بلا طيار، استهدف أمس الخميس، الكلية العسكرية في وسط سورية أثناء حفل تخريج ضباط، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة.
جاء ذلك فيما نفّذت تركيا ضربات ضدّ مواقع ومرافق في مناطق تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية، أسفرت عن مقتل 11 شخصا، وفقا للقوات الكردية.
وأدّى الهجوم بمسيرات على الكلية العسكرية في حمص، والذي اتّهم الجيش السوري “تنظيمات إرهابية” بتنفيذه، إلى “مقتل 123، بينهم 54 مدنيا و62 من الضباط الخريجين”، بحسب المرصد الذي كانت حصيلته السابقة قد أشارت إلى “سقوط 112 قتيلا، بينهم 21 مدنيا من ضمنهم 11 امرأة وطفلة، إضافة إلى إصابة 120 بجروح بعضها خطير”.
من جهته، أورد وزير الصحة التابع للنظام، حسن الغباش في تصريح للتلفزيون السوري ليل الخميس، أن “حصيلة أولية غير نهائية”، أحصى فيها “ثمانين شهيدا منهم ست نساء وستة أطفال”، مشيرا إلى “نحو 240 جريحا”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وتستخدم الفصائل الجهادية المسيطرة على جزء من الأراضي السورية أحيانا طائرات بلا طيار لاستهداف مواقع عسكرية.
واتهم جيش النظام السوري في بيان “التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة”، بالوقوف خلف الاستهداف “عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة، وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى”، من دون تحديد أي حصيلة.
وأضاف أن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعتبر هذا العمل الإرهابي الجبان عملا إجراميا غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت”.
واستعادت قوات النظام، بعد قتال عنيف في أيار/ مايو 2017، السيطرة الكاملة على مدينة حمص، بعدما شكلت معقلا للفصائل المعارضة إثر اندلاع النزاع عام 2011.
ونددت وزارة خارجية النظام من جهتها بـ”الجريمة النكراء”، مطالبة “الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان”.
وأُعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، بدءا من اليوم الجمعة.
وفي وقت لاحق أمس الخميس، أفاد المرصد وشهود عيان بقصف مدفعي نفذته القوات الحكومية على مدن عدة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل متحالفة معها في محافظة إدلب.
وتسبب القصف وفق المرصد بمقتل أربعة مدنيين.
وأوقع قصف مماثل فجر الخميس على بلدة في ريف حلب الغربي، المجاور لإدلب، خمسة قتلى من عائلة واحدة هم امرأة مسنة وأولادها، وفق المرصد وفرق الدفاع المدني الناشطة في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في إيجاز صحافي إن “الأمين العام يشعر بقلق بالغ” إزاء الهجوم على الكلية العسكرية، مبدياً في الوقت ذاته قلقه “من القصف الانتقامي من جانب القوات الموالية للحكومة على مواقع عدة في شمال غرب سوريا”.
وأكد إدانته بشدة “جميع أعمال العنف” وحضه “الأطراف كافة على احترام التزاماتهم” و”ضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية”.
في شمال شرق سورية، نفّذت تركيا الخميس سلسلة ضربات بطائرات بدون طيار، ضدّ أهداف عسكرية وبنى تحتية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل.
وأصيب شرطيان تركيان، الأحد الماضي، بهجوم نفذه شخصان على مقر وزارة الداخلية في أنقرة، تبنّاه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرّدا مسلحا ضد السلطات التركية منذ العام 1984.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأحد، إن “الإرهابيَين جاءا من سورية وتدرّبا هناك”، لافتا إلى أن “كلّ البنى التحتية والمنشآت الكبيرة ومنشآت الطاقة التابعة (للمجموعات الكردية المسلحة) في العراق وسورية، هي أهداف مشروعة لقواتنا الأمنية”.
وأدت الضربات التركية إلى “مقتل 11 شخصا منهم خمسة مدنيين وستة أعضاء من قوى الأمن الداخلي”، وفق قوات الأمن في الإدارة الذاتية الكردية (الأسايش) التي أكدت أن الغارات أدت إلى “جرح عشرة أشخاص بينهم ثمانية مدنيين واثنان من أعضاء قوى الأمن الداخلي”.
وأوضحت “الأسايش” أن “عدد المواقع التي تعرضت للقصف التركي بلغ 21 موقعًا، منها 10 بنية تحتية و8 مواقع سكنية و3 مواقع استهدف فيها قوى الأمن الداخلي”.
من جهتها، أبلغت وسائل إعلام تركية عن ضربات جديدة في سورية، أدت إلى “تدمير مبان تضم وحدات هجوم وتخريب، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة وذخيرة تابعة لحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب” خلال عملية قادتها وحدات الاستخبارات الوطنية التركية.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة أسقطت الخميس، طائرة مسيّرة تركية في سورية، قالت إنها مثّلت تهديدا محتملا لقواتها.
وتشنّ تركيا بين الحين والآخر ضربات تستهدف “قوات سورية الديمقراطية”، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة “إرهابية”، وتعدّها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية إن “المشاهد المروعة” الخميس، تظهر أن الوضع الراهن في البلد الذي مزقته الحرب غير قابل للاستمرار، محذّرا من أن الوضع الأمني قد يزداد سوءا.
في أسواق مدينة القامشلي الحدودية، يتسمّر أصحاب المتاجر وزبائنهم القلائل أمام شاشات التلفزيون والهواتف ويتابعون بقلق آخر أنباء المسيرات التركية التي تستهدف مناطقهم.
وقال حسن الأحمد (35 عاما)، وهو أحد تجار القماش في سوق القامشلي الشعبي “الوضع في المنطقة يتجه نحو الأسوأ كل يوم وكل مرة نواجه المصير ذاته”.
وأضاف “تركيا لا تدعنا نرتاح على أرضنا وتستهدفنا كل يوم وتقتل السكان فيما لا نريد سوى أن يعيش أطفالنا بسلام وآمان”.
وفي بيان الخميس، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية “المجتمع الدولي والتحالف الدولي والمؤسسات الأممية والحقوقية والإنسانية وكذلك روسيا إلى اتخاذ مواقف فعالة ورادعة لهذا الجموح التركي، نحو فرض توازنات جديدة على سورية، ولكن عبر مناطقنا”.
ونفذت تركيا بين عامَي 2016 و2019 ثلاث عمليات كبرى في شمال شرق سورية ضد الفصائل الكردية.
وتنشر الولايات المتحدة وروسيا وتركيا قوات في مناطق مختلفة في سورية.
وأبدى المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، قلق بلاده إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا.
وبدعم من موسكو وطهران، استعاد النظام السوري الجزء الأكبر من الأراضي التي خسرها في بداية الحرب.
المصدر: عرب 48