الأولى منذ 2010.. رئيس وزراء لبناني يزور دمشق
الشرع تعهد خلال استقباله الزعيم اللبناني، وليد جنبلاط، في 22 كانون الأول/ديسمبر، أن بلاده لن تمارس بعد الآن “نفوذًا سلبيًا” في لبنان وستحترم سيادته.
(الشرع وميقاتي في قصر الشعب / سانا)
وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلى دمشق، السبت، للقاء قائد السلطة الجديدة أحمد الشرع، في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سورية منذ العام 2010.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ووصل ميقاتي والوفد المرافق إلى مطار دمشق في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق ما أفاد مسؤول في المطار وكالة فرانس برس، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي لبناني إلى دمشق منذ إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الشرع. ويرافق ميقاتي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وثلاثة من قادة الأجهزة الأمنية في لبنان.
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما إلى تمتين العلاقات الثنائية.
وإثر اندلاع النزاع في سورية عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ “النأي بالنفس” عن النزاع السوري.
وكانت السلطات السورية الجديدة فرضت منذ الثالث من كانون الثاني/يناير قيودًا على دخول اللبنانيين عبر الحدود. وأعلن الجيش اللبناني في اليوم نفسه عن تعرض قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق “معبر غير شرعي” مع سورية في شرق لبنان، إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين، متحدثًا عن وقوع “اشتباك”.
وأفادت رئاسة الحكومة حينها عن اتصال أجراه ميقاتي مع الشرع الذي دعاه إلى زيارة دمشق.
وهذه أول زيارة لرئيس حكومة لبناني إلى دمشق منذ العام 2010.
وكان الشرع تعهد خلال استقباله الزعيم اللبناني، وليد جنبلاط، في 22 كانون الأول/ديسمبر، أن بلاده لن تمارس بعد الآن “نفوذًا سلبيًا” في لبنان وستحترم سيادته.
وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سورية وصاية على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري.
ورغم انسحابها بقيت لسورية اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكلت أبرز داعمي حزب الله وسهّلت نقل السلاح إليه.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغيرات المتسارعة.
وفي خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقرّ البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب، جوزاف عون، أن ثمة “فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها”.
وتشكل سورية المتنفس البري الوحيد للبنان، الذي يقول إنه يستضيف نحو مليوني لاجئ سوري على أراضيه.
المصدر: عرب 48