الإدارة الأميركية ستطالب إسرائيل بوقف الحرب خلال الشهر المقبل
بحلول فصل الشتاء ستنتشر الأمراض والأوبئة في قطاع غزة. ودخول قوات الاحتلال إلى قلب مدينة غزة سيؤدي إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين. والاحتلال يتقدم ببطء خوفا من خسائر بصفوفه وحماس تستهدفهم بالقذائف المضادة للمدرعات
دمار رهيب في مخيم النصيرات إثر غارات الاحتلال، مطلع الشهر الجاري (Getty Images)
يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارات الجوية المكثفة على غزة، أمس، تهدف إلى دعم قواته البرية للاستمرار في التقدم نحو مناطق أخرى، واستهداف مسبق لأنفاق حماس ومحاولة تحقيق “إنجازات”.
لكن تقديرات الاحتلال تشير إلى أن “حماس بعيدة جدا من نقطة انكسارها ولا يتوقع طبعا أن ترفع راية بيضاء”، وفق ما ذكرت صحيفة “معاريف” اليوم، الإثنين.
وأضافت الصحيفة أن الاحتلال يتوقع أن تستمر الحرب على غزة لفترة طويلة، وعملياته داخل قطاع غزة ستكون بطيئة، بادعاء أن تسريعها سيشكل خطرا على حياة جنوده.
وأشارت الصحيفة إلى أن “نقطة ضعف” قوات الاحتلال في القطاع هي الأنفاق، “التي تحول القتال في المنطقة المبنية معقدة جدا، وفيما تحاول قوات حماس استهداف القوات الإسرائيلية، من خلال الأنفاق وتدفيعها ثمنا بالقتلى والجرحى. ومعظم نجاحات حماس التكتيكية تحققت بواسطة قذائف مضادة للمدرعات”.
ويقدر الاحتلال أنه لا يزال مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين يتواجدون في مدينة غزة. وفي موازاة ذلك، تتواصل الحملة الإسرائيلية ضد المستشفيات في القطاع بزعم أن حماس تستخدمها كمأوى.
وفيما يعتزم الاحتلال الانتقال إلى مناطق أخرى في القطاع، ما سيؤدي إلى استمرار الحرب على غزة لأشهر طويلة، أشارت الصحيفة إلى أن خطط الاحتلال هذه قد تصطدم بموقف الولايات المتحدة التي أبلغت إسرائيل أن عليها إنهاء التوغل البري خلال أسابيع.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فإنه “في نهاية اليوم الثلاثين للحرب، يفضل ألا نوهم أنفسنا. ليس لدى إسرائيل وقتا غير محدود لمحاربة حماس. وحتى عندما يتحدث رئيس الحكومة ووزير الأمن ومسؤولون آخرون عن معركة ستستمر كل الوقت المطلوب، ويتعهدون بالقضاء على حماس وقتل يحيى السنوار، لا يمكن تجاهل عواقب الحرب على الحلبة الدولية بشكل كامل. وهناك، يوجد للولايات المتحدة اعتبارات يتعين أن تأخذها الحسبان، رغم دعمها السياسي والعسكري غير المسبوق لإسرائيل”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرسائل الأميركية بهذا الخصوص تصل إسرائيل من الرئيس بايدن والبنتاغون ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على هذه الرسائل الأميركية قولهم إن مسألة فقدان الإدارة الأميركية صبرها تجاه إسرائيل هي “متى”. وتشير التقديرات إلى أن الإدارة الأميركية ستعبر لإسرائيل عن نفاذ صبرها خلال الفترة الواقعة بين عيد الشكر، في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وبين عشية عيد الميلاد في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وكررت الصحيفة تقديرات أميركية بأن الإدارة قلقة من عدم وجود خطة إسرائيلية للخروج من الحرب على غزة. وأضافت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يرفض منذ فترة طويلة البحث في الوضع لإنهاء الحرب.
ولا تزال قوات الاحتلال تطوق مدينة غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن “توغل القوات إلى قلب مدينة غزة يزيد من المخاطر لارتكاب أخطاء. أولا، أثناء إنقاذ قوة ستحتاج إلى مساندة جوية من شأنها أن تستهدف مدينيين (فلسطينيين) كثيرين. وثانيا، بسبب الاكتظاظ الذي يدور فيه القتال، سيستهدف عدد أكبر من المدنيين”.
وأضافت الصحيفة أن الوضع في القطاع سيزداد مأساوية مع حلول فصل الشتاء. وبسبب الدمار الهائل سيمتلئ القطاع بالوحل، وعندها سيكون من الصعب الحفاظ على استمرار عمل شبكات المياه والصرف الصحي. ولا تزال جثامين الشهداء تحت الأنقاض، وهذا وضع ينذر بانتشار أمراض وأوبئة. وهذا الخطر يشتد في جنوب القطاع أيضا بسبب الازدحام الشديد إثر النزوح إلى هذه المنطقة.
في غضون ذلك، تدفع الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي على لبنان ومقتل مدنيين خصوصا، حزب الله إلى تصعيد هجماته على المناطق الحدودية. وذكرت “معاريف” أن التقديرات الإسرائيلية هي أن حزب الله قد “يصعد أكثر ردود فعله في الأيام القريبة، ووفقا لتطورات الحرب في غزة. وتوسيع إطلاق القذائف الصاروخية لمدى أبعد في شمال البلاد هي إمكانية معقولة جدا. وإذا استمر القتال في غزة لفترة طويلة، فإن احتمالات التصعيد أكثر ستزداد”.
وحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن إدارة بايدن نقلت رسائل إلى إيران وحزب الله، عبر وسطاء إقليميين بينهم تركيا، بأن الولايات المتحدة تستعد للتدخل عسكريا في القتال ضدهما في حال هاجما إسرائيل.
المصدر: عرب 48