التطورات في المنطقة وجبهة لبنان مرهونة بوقف الحرب على غزة
أكد الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، أن الجبهات النشطة في لبنان واليمن والعراق، هي جبهات إسناد لقطاع غزة المحاصر، والتطورات في المنطقة، بما في هدوء جبهة لبنان والوضع في العراق وأمن البحر الأحمر، مرهونة بوقف العدوان على غزة.
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، اليوم الأحد، إن جبهة لبنان التي تشهد منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرئيلي، هي جهبة إسناد لقطاع غزة المحاصر، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ 100 يوم، مشددا على إمكانية التصعيد في المنطقة “مرهونة بوقف العدوان” على القطاع المحاصر.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وقال نصر الله: “نحن منذ 99 يوما جاهزون للحرب، وسنُقبل عليها، وسنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فرضت علينا”، وذلك في كلمة بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد القيادي الميداني البارز في حزب الله، وسام طويل، بغارة إسرائيلية استهدفت مركبته جنوبي لبنان؛ ألقاها على وقع هجمات إسرائيلية جنوبي لبنان وهجمات لحزب الله على أهداف للاحتلال.
وأشار نصر الله، إلى أن “طويل، أحد القادة الميدانيين الأساسيين في جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة منذ بدء العدوان على غزّة”. وشدد على أنه “منذ 99 يوما جاهزون للحرب ولا نخافها ولا نخشاها، وسنقبل عليها، وكما قلنا سنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فرضت علينا”.
وتابع “يجب أن نتعاون جميعا لتوفير عناصر الصمود في هذه المعركة، التي لا نعرف مداها حتى الآن”. وأوضح أن “العدو (الإسرائيلي) يتكتّم على قتلاه وجرحاه وخسائره وهزائمه، لأنّ ذلك سيؤدي إلى إحباط معنوي كبير، باعتراف الإعلام الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن “ما قام به (الجيش) الأميركي (في اليمن)، سيؤدي إلى استمرار استهداف السفن الإسرائيلية والذاهبة إلى فلسطين المحتلة، ولكن الأخطر أن ما فعله الأميركي سيضر بأمن الملاحة في البحر، حتى بالنسبة للسفن التي لا علاقة لها بالأمر”، مشددا على أن “العدوان الأخير يمثل حماقة أميركية وبريطانية”.
وشدد على أن التطورات في المنطقة، بما في ذلك الهجمات التي تنطلق من اليمن والعراق بالإضافة إلى جبهة لبنان، مرهونة بـ”وقف العدوان على غزة”، مشددا على أنها جميعا جبهات إسناد للقطاع المحاصر الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة أسفرت عن استشهاد 23,968 عزيّا وإصابة 60,582 شخصا معظمهم من النساء والأطفال.
وشدد نصر الله على أن إسرائيل “غارقة في الفشل، ولم تنجز سوى القتل، والتدمير، وتقديم صورة التوحش، ولم تصل حتى إلى صورة النصر”. وأشار إلى أن “إسرائيل فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنية”، موضحا أن “الأهداف شبه المعلنة والضمنية تتمثل في تهجير أهل غزة واحتلال القطاع وتدميره”.
وقال نصر الله “هذا المسار إذا استمر سواء في غزة أو الضفة (الغربية) أو لبنان واليمن والعراق، سوف يوصل إلى نتيجة واضحة هي أن حكومة العدو لن تجد أمامها سبيلاً آخر سوى القبول بشروط المقاومة في غزة، وبالتالي الوصول إلى نقطة إعلان وقف للعدوان على غزة والذهاب إلى التفاوض”.
ولفت إلى أن “إسرائيل في هذه الحرب هي أكثر تشددًا وتكتمًا وسيطرة على الأخبار والمعلومات من أي حرب مضت”، وأضاف أن “أعدادًا كبيرة من شبابنا في الخطوط الأمامية للمواجهات منذ 100 يوم ولا نعلم إلى أي مدى زمني ممكن أن تستمر”.
وقال: “مرت 100 يوم من الحرب، وغزة تقاوم وتصمد وشعبها في حالة صمود أسطوري لا مثيل له في التاريخ. 100 يوم من القصف الوحشي الذي لا يوفّر أحدا وأهل غزة ثابتون وصامدون وراسخون أقوياء، لا ينكسرون، ولا يتنازلون ولا يضعفون ولا ينسحبون ولا يستسلمون، أما مقاومتها بكل فصائلها، بعناوينها وانتماءاتها المختلفة، فهي تقاتل بشجاعة وبطولة وإبداع قلّ نظيره”.
وقال نصر الله إن “الأميركيين هددوا لبنان بأنه إذا لم يتم وقف جبهة الجنوب فإن إسرائيل ستشن حربًا على البلاد”، وأضاف “تهويلكم لن يُجدي نفعًا لا اليوم ولا غدًا ولا في أيّ يومٍ من الأيام”، وتابع “يتم تهديدنا بألوية مهزومة في غزّة: يا هلا ومرحب”، وأضاف “الجيش الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا في حرب تموز”.
وشدد على أنه “من يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو إسرائيل وشعب العدو ومستوطنوه وليس لبنان. نحن جاهزون للحرب منذ 99 يومًا ولا نخافها وسنقاتل بلا أسقف وبلا حدود. على الأميركي الذي يدعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية”، في إشارة إلى إسرائيل.
وأكد أن “جبهة لبنان وجدت من أجل دعم وإسناد غزّة ووقف العدوان عليها؛ وحين يقف العدوان عندئذ لكل حادثٍ حديث. أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهونٌ بوقف العدوان على غزّة. أوقفوا العدوان على غزّة قبل كل شيء، وبعد ذلك لكل حادث حديث”.
وفي 8 كانون الثاني/ يناير الجاري، اغتال الجيش الإسرائيلي القيادي البارز في حزب الله، وسام طويل، الملقب بـ”الحاج جواد”، باستهداف مركبته في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، وذلك في عملية اغتيال هو الثانية ينفذها جيش الاحتلال في لبنان منذ مطلع العام، بعد أن اغتال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في ضاحية بيروت الجنوبية.
المصدر: عرب 48