التغيّر المناخيّ يؤثّر أكثر على النساء والفقراء في المناطق الريفيّة
لدراسة تأثير التغيّر المناخيّ على النساء والفقراء والشباب، استخدمت المنظّمة بيانات نحو 109 أسر في 24 دولة ذات الدخل المنخفض والمتوسّط، إضافة إلى بيانات جمعت على مدى 70 عامًا حول هطول الأمطار ودرجات الحرارة…
فيضانات في الصومال (Getty)
يؤثّر التغيّر المناخيّ بشكل كبير على النساء في المناطق الريفيّة في البلدان النامية اللّواتي يقمن بالأعمال المنزليّة، إضافة إلى الفقراء الّذين لديهم قدرات ضئيلة للتأقلم، بحسب تقرير منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة (فاو).
ويؤدّي ارتفاع متوسّط درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة على المدى البعيد إلى انخفاض دخل الأسر الّتي تعيلها امرأة بنسبة 34 بالمئة أكثر من تلك الّتي يعيلها رجل، بحسب فاو.
وأشارت المنظّمة الأمميّة إلى أنّ الأمطار الشديدة الّتي تشهدها تلك المناطق تعمل على توسيع فجوة الدخل بين الأسر الّتي تعيلها نساء وتلك الّتي يعيلها رجال بحوالى 16 مليار دولار سنويًّا و37 مليار دولار بسبب موجات الحرّ.
ورأت فاو أنّ وضع النساء الضعيف في المناطق الريفيّة “متجذّر في الهياكل الإجتماعيّة والأعراف والمؤسّسات التمييزيّة الّتي تحدّد على أساس الجنس الحصول إلى الموارد واستخدام الوقت وفرص تحقيق الدخل وإمكانيّة الحصول على الخدمات”.
وتحصل النساء اللّواتي يمضين وقتًا طويلًا في المنزل على دخل أقلّ، ما يعيق وصولهنّ إلى المعلومات والتمويل والتكنولوجيا والخدمات الأساسيّة الأخرى.
ويرى التقرير أنّه نظرًا لأدوراهنّ في المنزل، فإنّهنّ أقلّ ميلًا للهجرة بحثًا عن مصادر دخل أخرى في حال حدوث كارثة مناخيّة، مشيرًا إلى عوامل عديدة تساهم في الحدّ من قدرتهنّ على التكيّف.
وبسبب نقص الموارد والفرص الاقتصاديّة، تواجه العائلات الفقيرة صعوبة في التكيّف ما يجبرها على بيع الثروة الحيوانيّة عند الحاجة بدلًا من الاحتفاظ بها، وفق المنظّمة.
كما أنّ الأقلّ تعليمًا، لا يتمتّعون بسهولة الوصول إلى وظائف خارج قطاع الزراعة أو الحصول على قروض للإستثمار في مشاريع مستقبليّة والّتي من شأنها أن تساعدهم في الحصول على مدخول في حال حدوث كارثة مناخيّة.
وتشير الدارسة إلى أنّ هؤلاء يفقدون في المتوسّط خمسة بالمئة من مدخولهم نسبة للأسر الأيسر حالًا بسبب موجات الحرّ، وأكثر بنسبة 4,4 بالمئة بسبب الفيضانات.
وخلّصت المنظّمة في تقريرها إلى أنّه “في حال لم تتمّ معالجة التأثير المتفاوت لتغيّر المناخ على سكّان المناطق الريفيّة، فإنّ الفجوة الكبيرة أساسًا بين الميسورين والمحرومين، وبين النساء والرجال، ستزداد”.
ولدراسة تأثير التغيّر المناخيّ على النساء والفقراء والشباب، استخدمت المنظّمة بيانات نحو 109 أسر في 24 دولة ذات الدخل المنخفض والمتوسّط، إضافة إلى بيانات جمعت على مدى 70 عامًا حول هطول الأمطار ودرجات الحرارة.
المصدر: عرب 48