الجيش الإسرائيلي قتل عائشة نور في بيتا دون أن تشكل تهديدًا
جيش الاحتلال قتل الناشطة عائشة نور عزقي إيغي برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة في قرية بيتا، رغم عدم وجود مواجهات في ذلك الوقت، وفقًا لشهود عيان أكدوا أنها لم تشكل تهديدا على قوات الاحتلال التي كانت قادرة على رؤيتها.
قوات الاحتلال تقمع المتظاهرين في بيتا (Getty Images)
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الناشطة عائشة نور إزغي إيغي، خلال مشاركتها في تظاهرة احتجاج على الاستيطان في بلدة بيتا بالضفة الغربية المحتلة، دون سبب، في وقت لم تكن فيه هناك مواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك بحسب ما نقلت صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكتروني، مساء السبت، عن “شهود عيان” كانوا حاضرين في التظاهرة في بيتا، حيث استشهدت الناشطة التي تبلغ من العمر 26 عامًا وتحمل الجنسية الأميركية والتركية “برصاصة في الرأس”.
وادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “القوات ردت بإطلاق النار على محرض رئيسي كان يرشق الحجارة على القوات، وكان يشكل تهديدًا عليها”. فيما أكد الشهود أن موقع الجنود كان يسمح لهم برؤية الناشطة عائشة بوضوح.
وحمّلت إحدى الناشطات الإدارة الأميركية المسؤولية، وقالت إن عدم فرضها عقوبات على الجيش الإسرائيلي منذ شهر، عندما أصيب مواطن أميركي آخر في نفس المكان بنيران الجيش الإسرائيلي، قد مهد الطريق لإطلاق النار على عزقي إيغاي.
ونقلت “هآرتس” عن فيفي، وهي ناشطة حقوقية أميركية شاركت في التظاهرة في بيتا ضد البؤرة الاستيطانية “إفياتار”، إن إطلاق النار وقع بعد أن طرد الجيش سكان القرية والمتظاهرين الأجانب من مكان التظاهرة الرئيسي نحو سفح التل.
وأضافت: “كنا نظن أن التظاهرة قد انتهت تقريبًا لأنه لم يحدث شيء”، وقالت: “ثم سمعنا إطلاق نار أصاب مكب النفايات الذي كان يجلس خلفه متطوعان، ثم كان هناك إطلاق نار آخر أصاب عائشة نور في رأسها”.
وأوضحت فيفي أن عائشة التي قُتلت كانت تقف في مكانها دون أن تواجه قوات الاحتلال، ولم تُلقَ حجارة في تلك اللحظة. وأضافت أنه حتى لو كان أحد المتظاهرين قد رمى الحجارة، فإن الجنود كانوا بعيدين جدًا بحيث لا يمكن أن تصيبهم الحجارة، وبالتالي لا يمكن القول إن الجنود تصرفوا بدافع الدفاع عن النفس.
وقالت: “لقد شعرت بصدمة شديدة عندما رأيتها ملقاة على الأرض، لا تتحرك. كان ذلك إطلاق نار مباشر على الرأس، لم يكن حادثًا. من بين جميع من كانوا هناك، كانت تقف في المكان الذي اعتقدنا أنه الأكثر أمانًا”.
وأضافت فيفي أن “الجنود (الجيش الإسرائيلي) كانوا يعرفون أنها متطوعة دولية، لأنها كانت تقف مع متطوعين دوليين آخرين”. وأوضحت أنه وقت إطلاق النار كان هناك جنود يقفون على طريق في أعلى التل، وكذلك جنود آخرون يقفون على سطح مبنى، لكنها لا تعرف من أطلق النار.
وقالت مريم، ناشطة أخرى من أوروبا كانت تقف بالقرب من عائشة نور وقت إطلاق النار، إنها أيضًا لاحظت أنه لم تكن هناك حجارة تُلقى وقت إطلاق النار. وأضافت “كنا نقف بطريقة تسمح للجيش برؤيتنا، ولم نفعل شيئًا. سمعت طلقتين، واحدة أصابت شيئًا معدنيًا ثم فلسطينيًا، ثم كانت الطلقة الثانية ورأيت عائشة نور على الأرض”.
وأضافت أن “إطلاق النار فاجأها، لأنه في تلك اللحظة لم يحدث شيء وكان الجيش يقف على بعد حوالي 200 متر فوقها وفوق عائشة نور”، وتابعت “يحاولون القول إنه كان هناك رشق حجارة وكانوا مهددين، لكنهم كانوا يروننا بشكل مباشر ولم نشكل تهديدًا على أحد”،
وأوضحت أنه بالرغم من حدوث مواجهات بين شباب فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، إلا أن ذلك كان في وقت سابق وفي منطقة أخرى، حيث بدأت التظاهرة وانسحب منها الناشطون عندما استخدم الجيش الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لإبعادهم.
وقال الناشط اليساري والصحافي “هآرتس” يوناتان بولك، الذي كان حاضرًا في المكان، إن “الناشطة أُطلقت عليها النار من قبل جنود كانوا على بعد حوالي 150 مترًا منها، على سطح منزل، بينما كانت هي على الأرض، ولم تكن هناك مواجهات في المكان”.
وأوضح أنه قبل أن تبدأ الصلاة في بداية التظاهرة، وصل الجنود إلى المكان وحاصروا المصلين. وأضاف أنه بعد انتهاء الصلاة، بدأت المواجهات بين القوات والشبان، حيث استخدمت القوات الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، ما دفع المتظاهرين باتجاه بيوت القرية. وأكد أن إطلاق النار على الناشطة لم يحدث خلال المواجهات، بل بعد حوالي 20 دقيقة.
وقال: “كنا نقف في الشارع هناك، وكان الهدوء يسود، لم يحدث شيء. صعد الجنود إلى سطح منزل ورأيت جنديًا يصوب سلاحه، ثم سمعت إطلاق النار”. وأضاف: “الطلقة الأولى أصابت شيئًا معدنيًا ثم شابًا من القرية في فخذه، ثم كان هناك إطلاق نار آخر. ثم ناداني أحدهم باسمي بالإنجليزية وقال إنهم بحاجة إلى مساعدة”.
وتابع “ركضت حوالي 15 مترًا ورأيت الناشطة ملقاة على الأرض تحت شجرة زيتون وهي تنزف حتى الموت. كان لديها جرح في الرأس. نظرت للأعلى ورأيت أنه كان هناك رؤية مباشرة بيننا وبين الجنود”. وأوضح بولك أن الناشطة وصلت إلى إسرائيل قبل بضعة أيام، وكانت هذه أول فعالية تشارك فيها.
ومنذ شهر، أصيب مواطن أميركي آخر أثناء مشاركته في تظاهرة في قرية بيتا حيث أصيب في فخذه بنيران قوات الاحتلال، وبحسب شهود تحدثوا لصحيفة “هآرتس” حينها، فإن قوات الجيش أطلقت عليه النار أثناء هروبه من المواجهات إثر قمع الاحتلال للمظاهرة ومحاولة تفريقها.
وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون إسرائيليون أكثر من 660 فلسطيني على الأقل في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
المصدر: عرب 48