الجيش الإسرائيلي يخلف خرابا ودمارا في مستشفى كمال عدوان
الدمار كبير جد في مرافق المستشفى خارجيا وداخليا* عدد من الجثث ملقاة على الأرض في محيط المستشفى، والمصابون لا يزالون داخله* جنود الاحتلال تعمدوا التنكيل بالمدنيين وضربهم وإهانتهم واعتقلوا عددا منهم وأجبروا الباقي على مغادرة المنطقة* الاحتلال يعمد لتجويع المرضى.
صُدم الشاب رائد دواس، كغيره من الفلسطينيين إزاء مشاهد الدمار والخراب في مستشفى “كمال عدوان” الواقع في منطقة مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، عقب انسحاب القوات الإسرائيلية منها بعد اقتحامها والمكوث فيها لأكثر من 24 ساعة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وفي وقت سابق السبت، قال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي انسحب من مستشفى كمال عدوان، “مخلفا قتلى فلسطينيين ودمارا واسعا داخله وخارجه بعد اقتحامه، الجمعة”، فيما أكد مدير عام وزارة الصحة في غزة أن 30 من كوادر المستشفى لا يزالون معتقلين لدى الاحتلال.
دمار كبير وجثث ومصابون
وقال دواس إن “الدمار كان كبيرا جدا في مرافق المستشفى خارجيا وداخليا، في إطار سياسة الاحتلال المتعمدة لإخراج المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة عن الخدمة”.
وأوضح الشاب الذي كان من بين أول الواصلين لمحيط المستشفى عقب انسحاب القوات الإسرائيلية منها، أن “عددا من الجثث كانت ملقاة على الأرض في محيط المستشفى، والمصابون لا يزالون داخله دون وجود أي خدمات طبية تقدم لهم، ولا حتى طعام أو شراب”.
وأشار دواس إلى أن الجيش الإسرائيلي “جرف سور المستشفى وأحرق ودمر جميع المركبات التي كانت تتواجد في ساحته والشوارع القريبة منها ومن ضمنها سيارات الإسعاف، كما قام بحرق وتدمير عدد كبير من المنازل المجاورة”.
تنكيل بالمدنيين
وكان المصور الصحفي عبد الكريم الزويدي، من بين النازحين الذين تواجدوا داخل المستشفى وقت اقتحام الجيش الإسرائيلي يروي أنه “أفرج عنه برفقة بعض المواطنين بعد تعرضهم للفحص الأمني والتنكيل من قبل قوات الاحتلال فيما اعتقل الآخرين”.
وقال الزويدي إنه “بعد اقتحام الجيش المستشفى بساعات، طلب منا الخروج إلى ساحته، وفصل النساء عن الرجال واقتادنا نحن الرجال، بعد أن جردنا من ملابسنا، إلى منطقة دوار حمودة شرقا، وهناك قام بفحصنا أمنيا”. ولفت إلى أن “جنود الاحتلال تعمدوا التنكيل بالمدنيين وضربهم وإهانتهم خلال الطريق الذي قطعوه مشيا على الأقدام”.
وأضاف الزويدي أنه “بعد الفحص الأمني سمح للبعض بالمغادرة، فيما جرى اعتقال آخرين وقال لنا الجنود حرفيا: اذهبوا لجنوب قطاع غزة ولا تعودوا إلى هنا مجددا”.
ولم يستجب الفلسطينيون، ومن ضمنهم الزويدي، لأوامر الجنود، ووصلوا إلى مدينة غزة المجاورة كغيرهم من النازحين الذين أجبرهم الجيش الإسرائيلي على الهجرة قسرا من محافظة شمال القطاع منذ بدء العملية العسكرية الحالية.
وصباح السبت، أعلنت وزارة الصحة بغزة اعتقال الجيش الإسرائيلي الكادر الطبي من الرجال، بالإضافة لجرحى ومرضى من مستشفى كمال عدوان.
الطواقم الطبية
والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة انقطاع الاتصالات بالطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي له.
كذلك قالت منظمة الصحة العالمية إنها فقدت الاتصال بالمستشفى الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي واعتقل منه مئات المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية، وفق وزارة الصحة.
وعاش المرضى والطواقم الطبية داخل المستشفى ساعات عصيبة مع اقتحام الجيش الإسرائيلي له.
وعانى الجرحى على وجه خاص من انعدام للخدمات الطبية المقدمة لهم، كما تم إيقاف محطة “الأوكسجين”، إضافة لتوقف إمدادهم بالطعام والشراب.
تنكيل بالمرضى
ووفقاً لشهادات المرضى الذين تواجدوا داخل المستشفى، فإن معظمهم تعرض للتحقيق والتنكيل على يد جنود إسرائيليين بغض النظر عن العمر أو الجنس سواء ذكرا أو أنثى.
وفي هذا الصدد، قالت الشابة ريهام أبو عودة، والتي وصلت إلى المستشفى فور الانسحاب الإسرائيلي منه لتفقد صديقتها المصابة إسراء، والتي تمكث على سرير المرض، إنها أخبرتها “أنها لم تتناول الطعام طيلة فترة اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى”.
وأضافت ريهام أن صديقتها أخبرتها أن “الجنود طلبوا من جميع المرضى الخروج لساحة المستشفى حتى لو كانوا غير قادرين على الحركة”. وأوضحت أن “المرضى كانوا ملقون على الأرض، وحولهم خراب أحدثه الجنود الإسرائيليون، وجميعهم في حالة يرثى لها”.
وأردفت ريهام، نقلا عن صديقتها إسراء، أن “جنود الاحتلال لم يقدموا للجرحى طعاما ولا شرابا رغم أنهم طلبوا منهم ذلك”. وتابعت أن “جيش الاحتلال قام بالتحقيق مع بعض الجرحى وهم على أسرة المرض وكذلك الطواقم الطبية”.
وأشارت ريهام، إلى أن “المرضى، إثر ذلك، زادت حالتهم الصحية والنفسية سوءا، وصاروا بحاجة لتدخلات طبية عاجلة في ظل خروج مستشفيات شمال قطاع غزة عن العمل”.
المصدر: عرب 48