الجيش الإسرائيلي يدمر المستشفيات لاستكمال التهجير القسري
أفاد مدير مستشفى كمال عدوان، د. حسام أبو صفية أن الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي، وأن هناك عددا كبيرا من القتلى والجرحى، بينهم 4 قتلى من الكوادر الطبية في المستشفى الذي لم يتبق أي جراحين فيه.
إسرائيل تعمل بشكل منهجي على إخراج مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة (Getty Images)
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تعمل بشكل منهجي على إخراج مستشفيات شمال قطاع غزة بالقوة عن الخدمة، وذلك من خلال الاستهداف العسكري المباشر والمتكرر، وفرض حصار خانق، وقتل وإصابة واعتقال المرضى والجرحى والطواقم الطبية، في إطار سعيها لتدمير آخر مقومات الحياة المتبقية اللازمة للنجاة، بالتزامن مع استمرارها في جريمة التهجير القسري ضد جميع السكان الفلسطينيين من شمال القطاع.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأفاد المرصد الأورومتوسطي في تقرير له أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي واصلت هجماتها العسكرية ضد المدنيين في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وشن غارات عنيفة استهدفت المنازل والشوارع قبل أن تحاصر مستشفى كمال عدوان، الذي ما يزال يعمل بشكل جزئي مع مستشفيين آخرين في شمال قطاع غزة.
وأضاف الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق استخدام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي معتقلين فلسطينيين كدروع بشرية وإرسالهم تحت التهديد إلى المستشفى لإبلاغ إدارته بضرورة خروج جميع النازحين ومرافقي المرضى منه إلى ساحة المستشفى، والتوجه نحو منطقة تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، وعند وصولهم، اعتقلت هذه القوات عددًا منهم وأجبرت البقية على النزوح قسرًا باتجاه حاجز الإدارة المدنية ومنه إلى مدينة غزة.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي أجبر أيضا الوفد الطبي الإندونيسي المتطوع في مستشفى كمال عدوان على الخروج منه دون سياراتهم التي قدموا بها.
واستمر الهجوم العسكري الذي شنه الجيش الإسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان لعدة ساعات، قبل أن ينسحب من المنطقة، ليتبين وجود ما بين 30 إلى 50 قتيلا في الشوارع والمنازل المجاورة للمستشفى. وأكد شهود أن عمليات البحث عن قتلى ومصابين في محيط المستشفى ما تزال متواصلة، ما يرفع التوقعات بزيادة أعداد الضحايا في المنطقة.
وأفاد مدير مستشفى كمال عدوان، د. حسام أبو صفية أن الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي، وأن هناك عددا كبيرا من القتلى والجرحى، بينهم 4 قتلى من الكوادر الطبية في المستشفى الذي لم يتبق أي جراحين فيه.
وأوضح أن الوفد الطبي الإندونيسي كان الفريق الطبي الوحيد الذي يجري العمليات، لكنه أُجبر على المغادرة من قبل الجيش إلى نقطة التفتيش. وحذر من أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد، وأن هناك المئات من الضحايا بحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية الضرورية.
كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف مولدات الأكسجين في الليل، وحاليا لا يوجد سوى جراحين اثنين غير ذوي خبرة متاحين لإجراء العمليات للمرضى. وقد اضطروا لبدء العمليات رغم نقص خبرتهم، حيث كان هناك 20 جريحًا يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
ووفق توثيق الأورومتوسطي، جاء الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى كمال عدوان بعد أقل من 24 ساعة على إسقاط طائرات كوادكابتر إسرائيلية قنابل على المستشفى، مما أسفر عن مقتل الفتى محمود أبو العيش (16 عامًا)، الذي استهدف وهو على كرسي متحرك أثناء توجهه إلى قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى طلبًا للرعاية الصحية. كما أسفر الهجوم عن إصابة 12 فلسطينيا من المرضى والمرافقين والطواقم الطبية.
كما تعرض المستشفى خلال الأسبوع الماضي لأكثر من 10 استهدافات مباشرة، أسفرت عن إصابة أكثر من 22 فلسطينيا، من بينهم عدد من الطواقم الطبية.
وأكد الأورمتوسطي أن القوات الإسرائيلية قصفت أيضا المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال قطاع غزة، حيث استهدفت خزانات المياه، وتسببت بإصابة ثلاثة من مرافقي المرضى، فيما سبق ذلك استهداف مستشفى العودة في جباليا وقصف طوابقه العلوية.
وشدد الأورومتوسطي على أن استهداف المستشفيات في شمال غزة، التي تعمل بشكل جزئي وتقدم خدمات محدودة في ظل منع الأدوية والأدوات الطبية عنها، ويعمل فيها طاقم طبي وإداري مستنزف من طول الخدمة وكثرة الحالات الواردة من المرضى والمصابين، وسط حالة من التجويع على مدار أكثر من شهرين، يبرز سعي إسرائيل المستمر لإخراج هذه المستشفيات عن الخدمة بشكل كامل للقضاء على فرص النجاة والبقاء للفلسطينيين هناك.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر في عملية تهجير سكان شمال غزة قسرا، وأقدم يوم أمس على مهاجمة عدة مراكز إيواء في بيت لاهيا وأجبر آلاف النازحين على النزوح قسرًا باتجاه مدينة غزة.
كما أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات التدمير والنسف وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها في أحياء شمال غزة، لقتل وتهجير من تبقى من السكان وتدمير شامل للمحافظة بحيث لا تعود صالحة للعيش سواء حاليًّا أو مستقبلًا.
وطالب الأورومتوسطي طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية باتخاذ الإجراءات كافة اللازمة للوصول إلى مستشفيات شمال غزة، وتأمين الأدوية والمستهلكات الطبية والغذاء والطواقم الطبية، والاضطلاع بمسؤولياتها لتأمين حماية المرضى والجرحى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية.
المصدر: عرب 48