الجيش الإسرائيلي ينفذ “خطة الجنرالات” لتهجير وتجويع سكان شمال غزة
تقرير: توجد “نوايا سياسية إسرائيلية خفية” بشأن مطالبة سكان شمال القطاع بالنزوح إلى جنوبه. وأحزاب اليمين المتطرف تتدخل في اتخاذ القرارات، وتستعين بضباط في قوات الاحتياط وفي قيادات الفرق العسكرية المتوغلة في القطاع
شهداء بينهم أطفال في جباليا، أمس (Getty Images)
تشير تقارير إسرائيلية إلى أن استجابة سكان مخيم جباليا لمطالب الجيش الإسرائيلي بالنزوح إلى جنوب قطاع غزة “ضئيلة”، وذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء، أنه في شمال القطاع لا تزال العديد من البيوت قائمة، رغم أن أضرارا كبيرة لحقت بها جراء الغارات الإسرائيلية.
وهذه البيوت التي لا تزال صامدة أفضل بكثير بالنسبة لسكانها من العيش في خيام في مخيمات المهجرين المكتظة في منطقة المواصي في جنوب القطاع، كما أن حماس تسعى إلى منع نزوح سكان الشمال إليها، حسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى “نوايا سياسية إسرائيلية خفية” بشأن مطالبة سكان شمال القطاع بالنزوح إلى جنوبه. وأحزاب اليمين المتطرف، برئاسة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وقسم كبير من حزب الليكود أيضا، تتدخل في اتخاذ القرارات، وتستعين بضباط في قوات الاحتياط وفي قيادات الفرق العسكرية المتوغلة في القطاع.
وأكدت الصحيفة على أن هذه “النوايا الخفية” مرتبطة بـ”خطة الجنرالات”، التي وضعها الجنرال المتقاعد، غيورا آيلاند، مع ضباط متقاعدين آخرين، والتي تهدف إلى إرغام حوالي 300 ألف من سكان الشمال على النزوح إلى الجنوب، وخلال ذلك “تتعالى أفكار مثل إطلاق نار يستهدف أماكن قريبة من السكان، وعمليات لتجويعهم”.
ووفقا للصحيفة، فإن هذه الخطوات “لم تنفذ بأوامر رسمية من هرمية القيادة في الجيش الإسرائيلي، لكن مجرد الانشغال بها، وبسبب الضلوع السياسي لأحزاب ووسائل إعلام يمينية، يؤدي إلى تغلغل ذلك إلى قوات الجيش”.
وفيما يتعلق بسياسة تجويع سكان شمال القطاع، أفادت الصحيفة بأنه “في الجيش الإسرائيلي هناك من ينظرون إلى قوافل شاحنات المساعدات الإنسانية أنها مساعدة للعدو، ويوافقون على عدم وصول هذه المساعدات إلى غايتها في الوقت المناسب”، أي تأخير وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة جنود إسرائيليين في الاحتياط ويتواجدون في القطاع، قولهم إن الانطباع لديهم هو أن “خطة الجنرالات” تنفذ فعليا على أرض الواقع، بالرغم من أن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش لم تتبناها بشكل رسمي.
وقال جندي في الفرقة العسكرية 162، إن “الضباط يقولون علنا إن الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة آيلاند”.
وأضاف جندي آخر في فرقة قوات الاحتياط 252 المنتشرة على طول محور “نيتساريم”، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، إن “الهدف هو إعطاء السكان في شمال نيتساريم موعدا نهائيا للانتقال إلى جنوب القطاع. وبعد هذا الموعد، سيعتبر أي أحد يتواجد في الشمال أنه عدو وسيقتل”.
وتابع الجندي نفسه أن “هذا لا يتلاءم مع أي معيار في القانون الدولي. لقد جلس ضباط وكتبوا أوامر منتظمة مع رسومات وفكرة عملياتية، وفي النهاية يطلقون النار على أي أحد لا يوافق على الإخلاء. ومجرد وجود هذه الفكرة هو أمر لا يُستوعب”.
وقالت نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كامالا هاريس، في بيان بداية الأسبوع الجاري، إنه لم تدخل أي شحنة إغاثة إلى شمال القطاع منذ أسبوعين، استنادا إلى تقارير الأمم المتحدة، وأن على إسرائيل العمل بسرعة من أجل ضمان نقل المساعدات المدنية إلى شمال القطاع واحترام القانون الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “بعد هذا التوبيخ الأميركي”، قال مندوبو جهاز الأمن الإسرائيلي خلال لقاء مع مندوبي الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي سيسمح بدخول شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع، لكن في هذه الأثناء، “بدأت الفرقة العسكرية الإسرائيلية 162، الأسبوع الماضي، بعملية عسكرية هجومية في شمال القطاع”.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية لم تأبه بأقوال هاريس ومزاعم مندوبي الجيش الإسرائيلي، وفقا للصحيفة. وفي أعقاب ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمس، أنه في حال لم تتوقف إسرائيل، خلال 30 يوما، عن منع إدخال مساعدات إنسانية أميركية إلى قطاع غزة، فإن الإدارة الأميركية ستعمل بموجب “مذكرة الأمن القومي” وتمنع نقل أسلحة إلى إسرائيل بموجب قانون المساعدات الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يصدر يوميا بيانات حول استشهاد عشرات المسلحين في المعارك، لكن “لأن هذه البيانات تستند إلى تقارير القوات في الميدان، يصعب المعرفة بوضوح كم من المستهدفين كانوا مسلحين فعلا وكم بينهم هم مواطنون فلسطينيون لم ينجحوا بالخروج من المنطقة التي يعمل الجيش فيها”.
المصدر: عرب 48