الحج.. حلم يبدده الاحتلال ينتظره غزّيون لسنوات
حرب الإبادة المستمرة منذ 9 شهور “قتلت” فرصة الحج بالنسبة للأهل في قطاع غزة؛ بعضهم ينتظرها منذ سنوات طويلة، ومنهم من “يحلم بها” منذ أكثر من 12 سنة.
(الحرب وإغلاق الاحتلال لمعبر رفح حرم الأهالي في غزة من أداء الحج)
بينما توجه مئات الآلاف من المسلمين إلى السعودية من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج، ضاعت تلك الفرصة على الفائزين بالحج في قطاع غزة، في اليوم الذي سيطرت فيه دولة الاحتلال على معبر رفح، الذي يمثل المنفذ الوحيد لهم للسفر إلى خارج القطاع.
هذا الحال ألقى بظلال من الحزن على هؤلاء الأهالي خاصة أنهم اضطروا إلى الانتظار لسنوات طويلة “بحرارة شديدة” قبل أن يحظوا بفرصة الحج؛ بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ منتصف 2007.
لكن يبقى الأمل في تكرر الفرصة في السنوات المقبلة رفيق هؤلاء كما قال بعضهم.
يشار إلى أنه في آذار/ مارس لعام 2023، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، أجرت القرعة لاختيار أسماء الحجاج لعامي 2023 و2024، وبسبب محدودية المقاعد واستمرار الحصار، يتم اختيار أسماء الحجاج في غزة بنظام القرعة ووفق معايير تضعها الوزارة؛ بحيث تكون الأولوية لكبار السن والمرضى.
مشاعر حزينة مختلطة بالأمل
هذا العام، “قُتلت فرصة الحج” بالنسبة لفلسطينيي غزة، الذين ظهرت أسماؤهم في القرعة، وسط أجواء من الحزن والقهر، ووسط خسارة مالية تكبدوها.
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، أوضحت في بيان، نهاية أيار/ مايو الماضي، أنه يتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واحتلال معبر رفح البري وإغلاقه (في 7 أيار/ مايو) بالحيلولة “دون إتمام موسم الحج لحجاج غزة لهذا العام”.
انتظار طويل
مشاعر الحزن المختلطة بالأمل تسيطر على أهالي غزة الذين ضاعت منهم فرصة الحج هذا العام، ويشعرون بالحسرة والقهر جراء حرمانهم من الحج بشكل قسري إثر الإغلاق المتعمد للمعبر في ظل المطالبات بفتحه.
الغزية فوزية رضوان (66 عامًا) تقول إن استمرار الحرب على غزة للشهر التاسع أضاعت عليها فرصة الحج التي انتظرتها لأكثر من 7 سنوات.
وتوضح: “منذ 7 سنوات أسجل بشكل متكرر لدخول القرعة حتى حصلت على الفرصة في 2023، لكن إغلاق المعبر والحصار المطبق يحول دون تأديتنا للفريضة”.
وتضيف: “الحرب سلبت منا كل ما هو جميل، سلبت منازلنا وأموالنا وأحلامنا وأخيرًا أمنياتنا الكبيرة كأداء الحج”.
أمنية مغيبة
ليلى يحيى (65 عامًا)، تقول إنها حصلت على مقعد للحج في القرعة التي أجرتها وزارة الأوقاف عام 2023، وتضيف: “كان أداء مناسك الحج حلمًا كبيرًا بالنسبة لي، لكن الحرب وما رافقها من إغلاق لمعبر رفح حرمني من هذه الفرصة”.
وتوضح أنها طوال أكثر من عامين عكفت على تجميع المبلغ المخصص لأداء الفريضة، وما يرافقه من تكاليف الهدايا للأقارب والأصدقاء.
لكن الحرب على القطاع غيبت حلمها في أداء هذه الفريضة، وبددت فرحتها بحصولها على الفرصة بعد سنوات من الانتظار والتحضير.
حزن شديد
كذلك، تشعر مروة المصري (66 عامًا) بالحزن الشديد جراء عدم تمكنها من السفر لأداء مناسك الحج بسبب إغلاق المعابر والحصار على غزة.
ومنذ عام 2012، تسجل مروة اسمها في قرعة الحجاج، لكنها لم تحصل على الفرصة حيث لم يتم اختيارها طوال السنوات الماضية.
وفي عام 2023، حالفها الحظ وتم اختيار اسمها ضمن القرعة، لكن إغلاق معبر رفح حال دون خروجها من القطاع.
وتقول مروة: “انتظرت لسنوات أن أخرج لأداء مناسك الحج، وعندما أتت الفرصة جاءت الحرب وأغلقت إسرائيل المعابر”. وتضيف: “كنت أتمنى أن أخرج هذا العام مع زوجي، حيث قلبي متعلق بأداء مناسك الحج”.
مناشدة
بجانب مروة يجلس زوجها فهمي المصري (70 عامًا) حيث يشعر بالحسرة وهو ينظر لشاشة التلفاز، ويرى الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة في مكة المكرمة، ويقول: “كنا ننتظر خروجنا للحج بفارغ الصبر، لكن لا يوجد لنا نصيب بسبب الحرب”.
ويتابع: “نشاهد الحجاج على التلفزيون وهم يطوفون حول الكعبة، وكنت أتمنى أن أكون معهم أنا وزوجتي”.
ويناشد فهمي، “رؤساء وملوك العالم أن ينظروا إليهم، ويساعدوهم” على أداء مناسك الحج ووقف الحرب على غزة.
أمل في العام المقبل
ولم يختلف حال إسماعيل المصري عن قريبه فهمي، حيث كان وزوجته ضمن المختارين للحج هذا العام.
ويقول: “كنت وزوجتي منذ سنوات ننتظر الفوز في قرعة الحج، وعندما حصل ما تمنيناه عام 2023 لم نتمكن من السفر بسبب إغلاق إسرائيل لمعبر رفح”.
ويتمنى إسماعيل، الذي يشعر بالحسرة على عدم تمكنه وزوجته من الحج هذا العام، أن يكونا ضمن أفواج الحجاج الخارجين من قطاع غزة في العام القادم.
المصدر: عرب 48