الحرب على غزة ستستمر شهورا عديدة
شدد رئيس الأركان الإسرائيلي على أن “أهداف الحرب على غزة ليس من السهل تحقيقها. الحرب ستستمر عدة أشهر أخرى وسنعمل بأساليب مختلفة”. وأضاف “لا توجد حلول سحرية، ولا توجد طرق مختصرة”، وعن اغتيال رضي موسوي قال: مستعدون للذهاب بعيدا.
(تصوير: الجيش الإسرائيلي)
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، مساء اليوم، الثلاثاء، إن الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة المحاصر منذ 81 يوما “ستستمر لأشهر عديدة”، معتبرا أنه “ليس من السهل” تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال سيعمل بـ” أساليب مختلفة حتى يتم الحفاظ على الإنجاز لفترة طويلة”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده هليفي من المناطق الجنوبية، بعد تفقده جنودا في القطاع، قال فيه إنه “لقد غادرت للتو قطاع غزة، والتقيت بالمقاتلين في شمال القطاع. لقد تأثرت كثيرا بالطريقة التي تقاتل بها القوات، وتعمل بها وتحقق الأهداف التي وضعناها لها، والجيش الإسرائيلي يقترب من استكمال تفكيك كتائب حماس في شمال قطاع غزة”.
وأضاف “قضينا على العديد من المخرّبين والقادة، واستسلم بعضهم لقواتنا وأسرنا المئات. لقد دمرنا العديد من البنى التحتية والأسلحة تحت الأرض”. وذكر أنه “في هذه المنطقة المكتظة بالمباني، حيث يرتدي المخربون ملابس مدنية، لا يمكن القول إننا قتلنا الجميع”.
وتابع “من الواضح أننا سنظل نواجه المقاتلين في هذه المنطقة، وسوف نستمر في إيذائهم وملاحقتهم بعدة طرق، والآن، نركز جهودنا في جنوبي قطاع غزة، في خانيونس، ومخيمات المنطقة الوسطى وما وراءها. وسنواصل الحفاظ على الإنجاز الذي تحقق في شمال قطاع غزة وتعميقه”.
وأضاف “لن نسمح بالعودة إلى الواقع الأمني قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ولن نسمح بتكرار مثل هذا الحدث”، مشيرا إلى أن “سلاح الجو يواصل الهجوم بدون توقف”، وأضاف “يسقط المبنى عندما يكون هدفًا معاديا، ويسقط المبنى عندما يشكل خطرًا على قواتنا”.
وأضاف “أينما تهاجم قواتنا، فإنها تكون مصحوبة بنيران كثيفة من الجو والبحر والبر. وفي كل عملية تحتاج فيها قواتنا إلى دعم ناري، فإنها تحصل على الغطاء المطلوب في أفضل طريقة ممكنة. إن عمل القوات البرية يجلب قيمة مضافة فريدة من نوعها، وهي تدمير البنية التحتية، وهو ما لا يمكن القيام به من الجو”.
وتابع أن ذلك “يؤدي إلى الاحتكاك بالعديد من المخربين والقضاء عليهم. نحن نستخدم الموارد المتاحة لنا بشكل احترافي ومدروس ومستعدون لمواصلة القتال في جميع القطاعات. هذه الحرب لها أهداف ضرورية وليس من السهل تحقيقها، فهي تجري في منطقة معقدة”.
وعن واقعية الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب على غزة، قال هليفي إنه “ليس من السهل” تحقيقها، وأضاف “لا توجد حلول سحرية، ولا توجد طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية بشكل شامل، بل قتال عنيد وحازم. ونحن مصممون للغاية”، وأضاف “سنصل أيضًا إلى قيادة حماس، سواء استغرق الأمر أسبوعًا أو أشهرًا”.
وفي رده على سؤال حول اغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي، قال هليفي: “كما جرت العادة، لن أطرق إلى عملية بعينها. الجيش الإسرائيلي يعمل ضد المنظمات الأمنية الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ونحن اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتوضيح أننا عازمون على الدفاع عن الدولة، ومستعدون للذهاب بعيدًا والقيام بأشياء كثيرة”.
وعن المعارك مع فصائل المقاومة في غزة، قال هليفي إنه “نحن ندرس ونغير أسلوب القتال طوال الوقت، ونكيف طريقة قتال قواتنا حسب كل منطقة من مناطق القتال، بما في ذلك التضاريس والعدو وقواتنا”، وأضاف “قواتنا تخرج للراحة حسب تقييم الوضع، بما في ذلك قوات الاحتياط”.
وأضاف “نحن نعمل على زيادة الضغط العسكري، بطرق مختلفة، بقوة ومهارة. وهذا الضغط يتيح تحقيق أهداف الحرب: تفكيك حماس واستعادة الرهائن”، وتابع أن “التزامنا بإعادة الرهائن يظل أولوية، سنبذل قصارى جهدنا لإعادتهم”، وتابع “كما في كل حرب، فإن للحرب ثمنًا باهظًا ومؤلمًا. لقد سقط بعض من خيرة أبنائنا في المعارك”.
وعن تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية، قال هليفي: “تواصل قواتنا العمل ليل نهار على إحباط واستئصال الإرهاب في يهودا والسامرة، وتقوم بذلك بنجاح كبير. ويقود هؤلاء المقاتلين قائد القيادة الوسطى، يهودا فوكس، بقدر كبير من المهنية الموهبة، بينما هو يكرس حياته حرفيًا من أجل أمن السكان، وأي هجوم عليه أو تشهير به، فهو أمر خطير، ويجب إدانته بوضوح ومن كل الاتجاهات”.
وعن التقارير حول إخفاقات الجيش الإسرائيلي منذ هجوم القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بما في ذلك استهداف مدنيين إسرائيليين في مستوطنات “غلاف غزة”، قال هليفي: ” أثيرت العديد من الأسئلة الصعبة والمهمة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نحن ملزمون بالإجابة عليها جميعا، وسنقدم الإجابات بعد تحقيق مستفيض”.
وأضاف “لن نتخطى أي سؤال أو حادثة. سيتم إجراء تحقيق شامل ومعمق في أول فرصة ممكنة، وسننشر النتائج للجمهور بالشفافية اللازمة”، وأضاف “في ساحة المعركة هناك مواقف معقدة يتعين علينا أن نتخذ فيها قرارات صعبة نتحمل مسؤوليتها سواء في النجاح أو في الفشل”.
وتابع “لقد اتخذ العديد من القادة قرارات صعبة للغاية في السابع من أكتوبر، وأنا أقدرهم جميعًا أولاً وقبل كل شيء لوقوفهم في وجه هذا التحدي والمخاطرة بحياتهم وإرادتهم التي لا نهاية لها. سيتم التحقيق في قرارات القادة، وكذلك قراراتي، ودراستها بدقة، عندما يسمح الوضع العملياتي بذلك”.
وأضاف “كل واحد من هؤلاء القادة يخاطر الآن بحياته في القتال. وليس من المناسب مهاجمتهم والحكم عليهم، والمدافع لا تزال تطلق النار، وهم يقودون القوات داخل القطاع في قتال ومعارك معقدة. سنواصل القتال ونواصل استخلاص العبر”.
المصدر: عرب 48