الحرب على غزة: مباحثات أردنيّة
سيعود وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الأردن، لبحث الحرب على غزة، فيما يتواجد الملك عبد الله الثاني في جولة خليجية استهلها الثلاثاء. وفي سياق ذي صلة، دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر إقليمي، بهدف تجنب توسع الحرب.
بلينكن بعيد هبوطه الأخير في الأردن (Getty Images)
بحث ملك الأردن، عبد الله الثاني، الأربعاء، مع قادة خليجيين وقف إطلاق النار في غزة، محذّرين في الوقت ذاته من “اتساع دائرة العنف في الإقليم”، وذلك في إطار جولة خليجية بدأها الثلاثاء. وفي المقابل، سيعود وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن إلى الأردن، لبحث الحرب على غزة، وفق ما أعلنت واشنطن، الأربعاء كذلك.
وأفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، بأن الوزير سيتوجّه إلى الأردن، بعدما أعلن في وقت سابق عن محادثات سيجريها، الجمعة، في إسرائيل.
وزار بلينكن الأردن خلال جولة الشهر الماضي أعقبت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، الذي شنته حماس، وتحدّث والرئيس جو بايدن مع الملك عبد الله.
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية، الأربعاء، استدعاء سفير المملكة من إسرائيل “فورا”، احتجاجا على “الحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة التي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
ولدى سؤاله عن خطوة الأردن، قال ميلر: “نشاطرهم المخاوف التي أعربوا عنها حيال تردي الوضع الإنساني في غزة”.
وأضاف: “لكننا نعتقد في نهاية المطاف بأن زيادة النشاط الدبلوماسي مهم، وإجراءات خفض القنوات الدبلوماسية ليست مثمرة بالنسبة لأهدافنا المشتركة بعيدة الأمد، ولدعم حل طويل الأمد لهذه الأزمة”.
وبحث ملك الأردن عبد الله الثاني، الأربعاء، مع قادة خليجيين وقف إطلاق النار في غزة، محذرين في الوقت ذاته من “اتساع دائرة العنف في الإقليم”.
جاء ذلك خلال لقاءين مُنفصلين لملك الأردن، مع نظيره البحريني حمد بن عيسى في العاصمة المنامة، وأمير قطر تميم بن حمد في العاصمة الدوحة، في إطار جولة خليجية بدأها الثلاثاء، وفق بيانين للديوان الملكي.
وفي قصر لوسيل بالعاصمة القطرية، دعا الملك عبدالله الثاني خلال لقائه الأمير تميم بن حمد، المجتمع الدولي للقيام بواجبه والضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وحذر من “اتساع دائرة العنف إلى مناطق أخرى بالإقليم”.
وذكر أن “الحل العسكري أو الأمني للقضية الفلسطينية لن ينجح، وأن المطلوب هو حل سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين”.
وجدّد ملك الأردن “رفض المملكة لمحاولات التهجير القسري لسكان قطاع غزة أو نزوحهم”.
وأكد الجانبان على “ضرورة حماية المدنيين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة، وإدامة التنسيق والتشاور بين البلدين في ضوء المستجدات المتسارعة”.
وأكد ملكا الأردن والبحرين على “ضرورة وقف الحرب والعمل نحو هدنة إنسانية في غزة”.
وحذرا من “تدهور الأوضاع في القطاع”، وشددا على “أهمية عدم إعاقة عمل المنظمات الدولية، أثناء تأدية واجباتها الإنسانية هناك”.
والثلاثاء، بدأ الملك عبد الله جولة خليجية، شملت الإمارات والبحرين وقطر.
وعند إعلانه عن في وقت سابق الأربعاء، سفيره لدى تل أبيب “فورا”، نقل البيان عن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قوله إن “عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة، وكل وإجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء، وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني”.
وكان بلينكن قد وصل إلى إسرائيل بعد أيام قليلة على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس، في زيارة لإبداء التضامن مع تل أبيب، وتنسيق الرد.
وإثر تلك الزيارة، قام بلينكن بجولات دبلوماسية مكوكية في المنطقة، شملت الأردن والسعودية والإمارات ومصر، ليعود في نهايتها إلى إسرائيل.
ورافق وزير الخارجية الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي التقى مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وضحايا إسرائيليين خلال زيارة أجراها إلى تل أبيب في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، واقتصرت على يوم واحد.
إيران وتركيا تدعوان إلى مؤتمر لتجنّب اتّساع نطاق الحرب
وفي سياق ذي صلة، دعت تركيا وإيران، الأربعاء، إلى عقد مؤتمر إقليمي، بهدف تجنب توسع الحرب.
والتقى وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، في أنقرة، بعد يوم من اجتماع جمع عبد اللهيان بقيادات من حماس في الدوحة.
وحذرت إيران من أن الجماعات المسلحة التي تدعمها في المنطقة قد تهاجم إسرائيل، إذا استمرت في حربها على حماس.
وقال فيدان إن تركيا تضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، لأنه “ليس صعبا التنبؤ بأن دوامة العنف هذه سوف تكبر”، دون حل دائم للحرب.
وأضاف: “لا نريد أن تتحول المأساة الإنسانية في غزة إلى حرب تطال دول المنطقة”.
وتابع فيدان: “نحن قلقون للاتساع الجغرافي للنزاع. لقد ناقشنا هذا أيضا مع شقيقنا الإيراني الذي ذكر أن هناك مؤشرات قوية تفيد باحتمال تدخل عناصر مسلحة أخرى في المنطقة في النزاع، إذا لم تتغير الظروف”.
وأكد أن “وقف إطلاق النار والسلام أصبحا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.
وقال عبد اللهيان إن عقد مؤتمر سلام يضم الدول الإسلامية والعربية يجب أن يتم “في أقرب وقت ممكن”. كما دعا العالم الإسلامي لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
ولاحقا التقى الوزير الإيراني بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في أنقرة.
وقال في تصريحات نقلتها الخارجية الإيرانية: “إذا لم تتوقف الحرب ضد الشعب الأعزل في غزة على الفور، هناك خطر توسع نطاق الحرب والنزاع في المنطقة في أي لحظة”.
وأضاف: “من الضروري أن تتخذ الدول الإسلامية إجراءات فورية وفعالة، لإنهاء جرائم الحرب التي يرتكبها النظام الصهيوني، ورفع الحصار عن غزة وإرسال مساعدات إنسانية”.
وتابع: “تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة عقد اجتماع عاجل لزعماء الدول الإسلامية والعربية”.
المصدر: عرب 48