“الحرية والتغيير” تبحث مع العسكريين اختيار رئيس حكومة مدنيّ
ضغط قوي ونقاشات بين المدنيين والعسكريين لإنهاء المرحلة النهائية من العملية السياسية، واختيار رئيس للوزراء يقود حكومة مدنية | “رئيس الوزراء يجب أن يكون سياسيا وحكومة تكنوقراط أو تصريف أعمال ليست خيارا مطروحا”.
متظاهرون سودانيون (Getty Images)
كشفت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، اليوم الأحد، عن وجود نقاشات قوية بين المدنيين والعسكريين لإنهاء الأزمة في البلاد، واختيار رئيس للوزراء يقود حكومة مدنية سياسية.
وقال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، ياسر عرمان، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن هناك “ضغطا قويا ونقاشات بين المدنيين والعسكريين لإنهاء المرحلة النهائية من العملية السياسية واختيار رئيس الوزراء لقيادة الحكومة المدنية”.
وأضاف عرمان: “هناك أسماء مطروحة (دون تحديدها) لشغل منصب رئيس الوزراء، واتفقنا على معايير اختيار رئيس الحكومة وقدمناها للمبعوثين الدوليين”.
وتابع: “رئيس الوزراء يجب أن يكون سياسيا، وحكومة تكنوقراط أو تصريف أعمال، ليست خيارا مطروحا في الوقت الحالي”.
وفي 8 كانون الثاني/ يناير الماضي، انطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية بين الموقّعين على “الاتفاق الإطاري” المبرم في 5 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، بين العسكريين والمدنيين.
وتهدف تلك العملية السياسية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حين فرض قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إجراءات استثنائية، منها إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
وقبل إجراءات البرهان بدأت بالسودان في 21 آب/ أغسطس 2019، مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا، عام 2020.
وفي السياق ذاته، قال عرمان، إن “الاستقرار لا ينجح دون تحول مدني ديمقراطي”.
وشدد على وقوف قوى الحرية والتغيير “ضد أي تشكيل حكومة تصريف أعمال أو إجراء انتخابات مبكرة (قبل انتهاء المرحلة الانتقالية)”.
وذكر عرمان أن “اجتماع رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح والبرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مساء السبت، كان جيدا وله ما بعده”.
وأضاف: “قضية قوات الدعم السريع يجب أن تحل عبر التفاوض”.
واعتبر أن “الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع لا يفيد الطرفين وحل المشكلة بينهما هو مسؤولية الدولة”.
وقال: “قوات الدعم السريع أصبحت لاعبا استراتيجيا وتضم أكثر من 100 ألف جندي، ولم تعد قوة عسكرية فحسب بل قوة لها مصالح سياسية واقتصادية وأحد اللاعبين في السياسة السودانية”.
ومساء السبت، قرر البرهان وحميدتي، خلال لقاء في الخرطوم، تكوين لجنة مشتركة من القوات النظامية والحركات المسلحة لمتابعة الأوضاع الأمنية في البلاد.
وجرى اللقاء بعد ساعات من تأكيد الجيش في بيان التزامه بالعملية السياسية الجارية حاليًا، والتقيد الصارم بالاتفاق الإطاري الذي يفضي إلى توحيد المنظومة العسكرية وتشكيل حكومة مدنية.
وجاء ذلك وسط خلافات بين البرهان وحميدتي بشأن “الاتفاق الإطاري” ودمج قوات الدعم السريع مع الجيش، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكان حميدتي قد نفى في 8 آذار/ مارس الجاري، وجود خلاف مع الجيش، وقال: “لا يمكن أن نختلف مع الجيش، خلافنا مع المتشبثين بالسلطة”.
المصدر: عرب 48