الحكومة اليمنية تعلن غرق سفينة استهدفها الحوثيون ووكالة أمن بحري تنفي
قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إن سفينة الشحن روبيمار التي تعرضت لهجوم، غرقت في البحر الأحمر. وفي حالة التأكد من هذه الأنباء، فستكون هذه أول سفينة تتعرض للغرق منذ أن بدأ الحوثيون الهجمات على خلفية الحرب على غزة.
أعلنت الحكومة اليمنية، اليوم السبت، أنّ سفينة الشحن “روبيمار” التي استهدفها الحوثيون الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر، محذّرة من “كارثة بيئية في المنطقة”، فيما قالت وكالة أمن بحري بريطانية أن وضع السفينة لم يتغيّر.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وتضررت السفينة التي ترفع علم “بيليز” وتديرها شركة لبنانية وتحمل أسمدة قابلة للاحتراق، في هجوم صاروخي في 19 شباط/ فبراير أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، وأتى ضمن سلسلة الهجمات التي ينفذونها على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتسبب ذلك بتوقّف السفينة وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي. ومذاك دخلت المياه إلى غرفة المحرّك وغرقة مؤخّرتها.
وأعلنت خلية الأزمة التابعة للحكومة اليمنية والمكلفة التعامل مع السفينة، في بيان، “ببالغ الأسف خبر غرق السفينة ‘إم في روبيمار‘ الليلة الماضية، وذلك بالتزامن مع العوامل الجوية والرياح الشديدة التي يشهدها البحر”، محذّرة من أنها “ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر”.
وقالت إنّ الغرق “كان متوقعا بسبب ترك السفينة لمصيرها لأكثر من 12 يوما وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة”، مؤكدة أنها “في اجتماع دائم لتدارس الخطوات اللاحقة وتحديد أفضل السبل للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن الحادثة”.
لكن وكالة الأمن البحري “يو كيه إم تي أو” التي تديرها القوات البريطانية، قالت في تقرير، السبت، إنّ “مؤخرة السفينة غرقت فيما تظل مقدمتها فوق سطح الماء”.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت السفينة قد غرقت بالفعل، أجاب الرئيس التنفيذي لشركة “بلو فليت” المشغلة للسفينة، روي خوري: “ليست لدينا فكرة. ليس لدينا أحد على متن السفينة للتأكد إذا كان هذا صحيحا أم لا”.
وكان وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، قد حذّر في مؤتمر صحافي عقده الإثنين في مدينة عدن الجنوبية، المقرّ المؤقت للحكومة اليمنية، من أن “غرق السفينة سيكون كارثيًا على البيئة اليمنية بسبب حمولتها الكبيرة من الأسمدة والمواد الخطرة”.
وغداة الهجوم أعلنت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أن “السفينة تحمل على متنها 21,999 طنًا متريًا من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة”، بحسب تصنيف “البضائع الدولية البحرية الخطرة” (IMDG)، وهو دليل دولي لنقل المنتجات الخطرة المعبّأة.
وتتضمن هذه الفئة نيترات الأمونيوم إضافة إلى المنتجات التي تحتوي على نيترات الأمونيوم، الذي تسبب تكديسه بكميات كبيرة وبدون إجراءات وقائية بحسب السلطات اللبنانية، إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس 2020، الذي أسفر عن أكثر من 220 قتيلًا.
وأكد مدير البرامج في فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة “غرينبيس” البيئية، جوليان جريصاتي، أن “تسرّب سماد نيترات الأمونيوم إلى البحر ستكون له تأثيرات كبرى عديدة على النظم البيئية البحرية”.
وبعد أيام من استهداف السفينة، قالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها، وتركت بقعة نفط بطول 18 ميلاً.
ومنذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، وذلك دعمًا لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
المصدر: عرب 48