الحمى المالطية والحذر من الإصابة بها
تُعتبر الحمى المالطيه والتي تسمى باسمها العلمي”بروتسيلوزيس”، هي إحدى الأمراض التي تنتقل من الحيوانات للبشر بطريقة مباشرة عن طريق شرب الحليب وأكل الجبنة البيضاء غير المغلية أو المبسترة
د. جريس مويس
طبيب بيطري في منطقة الجليل والشاغور
الحمى المالطية، والمعروفة أيضًا بالحمى المتموجة أو داء البروسيلات، هي عدوى بكتيرية تصيب الإنسان والحيوانات.
نتطرق للموضوع بالأخص للتنويه بإمكانية الإصابة أيضا للأطفال الرضع مما يتوجب على الأهل المعرفة وأخذ الحيطة، بالنسبة لهم تكون الإصابة بالحمى المالطية نادرة جدًا ولكنها ممكنة. قد يصاب الطفل الرضيع بالعدوى إذا تعرض لحليب غير مبستر أو اتصل بحيوان مصاب، أو في حالات نادرة جدًا من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الرضاعة. وتشمل الأعراض عند الأطفال الرضع، الحمى، التعب والإرهاق، فقدان الشهية وغيرها.
للحديث عن الموضوع توجهنا للدكتور البيطري جريس مويس وقد خصنا لموقع والدية بملاحظته القيمة حول الموضوع:
“تُعتبر الحمى المالطيه والتي تسمى باسمها العلمي”بروتسيلوزيس”، هي إحدى الأمراض التي تنتقل من الحيوانات للبشر بطريقة مباشرة عن طريق شرب الحليب وأكل الجبنة البيضاء غير المغلية أو المبسترة، وذلك لأن الجرثومة تموت بشكل تلقائي في درجات الحرارة العالية.
(الجبنة البيضاء عاده ما تحضر في عمليه إنتاجها من حليب غير مبستر أو مغلي، مما يحافظ على البكتيريا حية وفعال داخلها.
انتقال المرض:
المرض ينتقل من الأغنام أوالماعز فقط.
كيف يتم الانتقال:
الانتقال يكون بالطريقة المباشرة، وذلك بانتقال الجرثومة عن طريق الجلد، حيث أن مربي الأغنام والماعز يُدخلون أياديهم ،بدون قفازات واقية، لداخل رحم الأنثى لمساعدتها في الولادة، والجرثومه التي تعيش أيضا في سوائل الولادة والجنين، تنتقل للإنسان عن طريق الجلد وخاصة الجروح الصغيرة جدا على سطح الجلد.
عن أعراض المرض عند الإنسان:
بعد الإصابة بالمرض، وبعد فترة حضانة تتراوح إلى أيام عدة، تظهر على المريض أعراض حمى ليلية، وهي مرافقة لأوجاع في الرأس وفي العضلات، تعرق شديد وشعور بالضيق والغثيان، وفي حالات معينة يمكن للمرض أن يكون أشد خطورة، حيث تظهر على المريض التهابات في المفاصل والتهاب الخصيتين عند الرجال.
إن تشخيص المرض يكون أحيانا متأخرا في المستشفى، وعندما يكون شكا بوجوده لدى الأطباء، يبدأون بمساءلة المريض ما إذا أكل جبنة بيضاء من أحد المربين للمواشي أو الباعة المتجولين.
– وُجد علاج فعال للمرض، ولكنه طويل الأمد ويتطلب من المريض إعادة الفحوصات المخبرية عديدة في كل مدة للتأكد من عدم عودته للجسم.
– الغريب في الأمر، أنه عند الحيوانات المصابة لا توجد أعراض خاصة للمرض سوى أن الأنثى المصابة تجهض جنينها لمرة واحدة فقط، ولكن عملية إفراز الجرثومة تستمر من إفرازات الرحم ومن الحليب أيضا الذي تنتجه طوال حياتها.
تنويه:
عندما تكتشف دائرة البيطرة حيوانا مصابا بهذه الجرثومة تقوم بإبادته وتعويض صاحبه عن جزء من ثمنه الحقيقي.
أوقات انتشار للجرثومة في السنة:
فترة الربيع وبداية الصيف تكون الفترة التي ينتشر فيها المرض بين الناس، وذلك لأنه يتزامن مع فتره الإنجاب وإعطاء الحليب عند المجترات الصغيرة، ولكن هذا لا يعنيأن المرض لا يظهر في البشر في مواسم أخرى أيضا.
طرق الوقايه من المرض:
ينصح جمهور المستهلكين للجبنة البيضاء بالأخص، بعدم شرائها من مربي المواشي أاو الباعة المتجولين،
فالجبنة التي تباع في البقالات من مصدر موثوق، وعلى عبواتها إشارات أنا فُحصت من قبل وزارة الصحة، وتكون قد مرت بعملية بسترة للحليب الذي يستعمل في إنتاجها الشئ الذي يضمن عدم الإصابة بالمرض عند استهلاكها.
– لكن بعض الأشخاص الذين يصرون على شراء الجبنة البيضاء من مصادر غير موثوقة، لهؤلاء ننصح بغلي الجبنة البيضاء عشر دقائق قبل أكلها وكذلك غلي الحليب لعشر دقائق قبل شربه. فوزارة الصحة تضمن أن الحليب والجبنة البيضاء المغلية لمدة عشر دقائق تكون غير خطره للاستهلاك البشري.
– وننصح مربي المواشي والأخصائيين باتخاذ وسائل الحذر عند مساعدة الأنثى وقت عملية الإنجاب ولبس القفازات الواقية، وإجراء فحوصات دم دورية لحيواناتهم للتأكد من عدم إصابتها بالجرثومة، وإعطاء الحيوانات الوليدة التحصين المناسب لمنع عدم إصابتها بالمرض.
تحرير وإعداد: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48
المصدر: عرب 48