الدوحة ودمشق تبحثان قضايا إستراتيجية وبناء دولة سورية ذات سيادة
الخليفي: “سورية هي دولة ذات سيادة، وشعبها هم أصحاب القرار في الخطوات المقبلة، ونعمل على منع وجود أي تدخل خارجي في الشأن السوري”؛ الشياني عرض “خارطة الطريق الواضحة لسورية في القريب العاجل، والخطوات التي سيتم اتخاذها من قبل الإدارة السياسية”.
خلال لقاء الجانبين في الدوحة (“سانا”)
بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم الأحد، مع وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، القضايا الأساسية والإستراتيجية، بما في ذلك بناء دولة “سورية الغد” ذات سيادة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في العاصمة الدوحة، في إطار زيارة هي الأولى لوفد من الإدارة السورية الجديدة إلى قطر، في أعقاب سقوط نظام البعث أواخر العام 2024.
وفي تصريحات صحافية عقب انتهاء الاجتماع، أكد وزير الدولة بالخارجية القطرية، محمد الخليفي، حرص قطر “على تعزيز أواصر التعاون البنّاء والمشترك مع الأشقاء في سورية، وسنسعى لبذل مزيد من الجهد خلال الأيام القادمة أقلّه لرفع المعاناة الإنسانية عن الأشقاء في سورية”.
وأضاف أنه “كان نقاش اليوم بين معالي رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الوزير (الشيباني) والوفد المرافق، وناقشنا عددا من القضايا المهمة”.
وذكر أنه “على الصعيد السياسي عرض معالي الوزير (الشيباني) خارطة الطريق الواضحة لسورية في القريب العاجل، والخطوات التي سيتم اتخاذها من قبل الإدارة السياسية في سورية، ونأمل أن تساعد هذه الخطوات في بناء سورية الغد”.
العمل على منع وجود أي تدخّل خارجيّ
وقال الخليفي “كذلك كان لنا نقاش مفصل حول التفاصيل والخطط القادمة في سورية، ودولة قطر لن تألوَ جهدا ببذل مساعيها في سورية”.
وذكر أن “سورية هي دولة ذات سيادة، وشعبها هم أصحاب القرار في الخطوات المقبلة، ونعمل على منع وجود أي تدخل خارجي في الشأن السوري”.
وأشار إلى أنه على الصعيد الإنساني، وبناء على توجيهات الأمير تميم بن حمد آل ثاني، “تمكنت دولة قطر من تسيير جسر جوي لتقديم المساعدات الإنسانية في سورية، تم إرسال قرابة 7 طائرات محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الغذائية والطبية، وما يتصل بعمليات الإجلاء والإسعاف”.
وأكد على أن “مساهمات قطر مستمرة، ونسعى للتنسيق مع السوريين لتقديم أكبر قدر ممكن منها”.
ولفت إلى “الدعم الفني المقدم من دولة قطر لمطار دمشق، وإعلان الخطوط الجوية القطرية تسيير رحلات إلى مطار دمشق، بهدف تغطية جانب إنساني يتعلق في تيسير وتسهيل عودة السوريين الطوعية والآمنة إلى بلادهم”.
“ترميم العلاقات العربية والأجنبية” مع دمشق
بدوره، قال الشيباني إن “هذه الزيارة تأتي ضمن الزيارات التي قمنا بها الأسبوع الماضي والحالي، وبالتأكيد قطر كان لها دور بارز في دعم الشعب السوري خلال 14 عاما الماضية، وهي شريك في مرحلة السلام التي بدأناها الآن في سورية”.
وأضاف أن “الشعب السوري يحتاج إلى العديد من الشراكات العربية والأجنبية، لإعادة بناء الدولة السورية الجديدة على أسس حضارية، تحترم وجود الإنسان، وتقدم له الخدمات اللائقة”.
وذكر الشيباني أنه “كان لدينا اجتماع موسّع وعميق مع رئيس الوزراء، وتناقشنا حول جميع القضايا الأساسية والإسعافية والإستراتيجية وقضايا خارطة الطريق التي شرحناها له، وتكلمنا عنها في الإعلام في أكثر من مناسبة”.
ولفت إلى أن “خارطة الطريق التي نطمح بها في سورية هي إعادة بناء بلدنا من جديد، وترميم علاقاتنا العربية والأجنبية، وأيضا تمكين الشعب السوري من حقوقه المدنية والأساسية، وتقديم حكومة يشعر الشعب السوري أنها تمثل كافة مكوناته”.
وأعرب عن شكر الدوحة على مواقفها الداعمة لسورية، وقال إنه “ستكون هناك شراكات بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، ودولة قطر كانت شريكا في وقت الأزمة الشديدة التي مر بها الشعب السوري، والآن هي شريك في صناعة المستقبل والسلام في سورية”.
وأكد الشيباني حرص الإدارة السورية الجديدة على “توطيد وتمكين العلاقات العربية المشتركة، بما يعود على مصلحة الشعب السوري”.
وأضاف “نرجو من جميع الدول العربية والأجنبية احترام سيادة الشعب السوري ووحدة أراضيه، ودعمه في هذه المرحلة يحتاج إلى الصدق والتعاون بين جميع دول المنطقة”.
وأشار الشيباني إلى أن العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على سورية، تشكل مانعا أمام الانتعاش والتطوير السريع للشعب السوري”، مجددا مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بسحبها كونها أصبحت عقوبات على الشعب بعد انهيار نظام الأسد.
وفي السياق ذاته، قالت الخارجية القطرية في بيان، إن محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، استقبل اليوم، وفدًا سورية رفيع المستوى يضم الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، “يزور البلاد حاليا”.
وبحسب الخارجية، “جرى خلال المقابلة، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة آخر التطورات في سورية، وتعزيز المساعدات الإنسانية القطرية لإغاثة الأشقاء في سورية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.
ووفق البيان، “جدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المقابلة، موقف دولة قطر الداعم لوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون”.
والسبت، بحث الخليفي، هاتفيا مع الشيباني، سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وفق بيان سابق للخارجية القطرية.
وسبق أن زار الخليفي دمشق في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبحث مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، سبل تعزيز علاقات البلدين ودعم مستقبل سورية.
وكان الخليفي على رأس أول وفد قطري رفيع المستوى يصل دمشق بعد قطيعة مع النظام السابق استمرت 13 عاما، وفق بيان سابق للخارجية القطرية.
وقبل يومين من زيارة الخليفي لدمشق أعادت الدوحة فتح سفارتها في دمشق، ورفعت عليها العلم القطري، بعد إغلاقها منذ تموز/ يوليو 2011، إثر هجوم شنه أنصار نظام الأسد عليها.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.
ومنذ ذلك اليوم يصل إلى دمشق بوتيرة يومية مسؤولون إقليميون ودوليون يعقدون اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
المصدر: عرب 48