Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الروائي الجزائريّ كمال داود ينفي استخدام قصّة إحدى ضحايا “العشريّة السوداء” في روايته

لم يتسنّ نشر “حوريّات” في الجزائر، إذ يحظر القانون أيّ مؤلّف يستحضر الحرب الأهليّة الّتي امتدّت من 1992 إلى 2002 وعرفت بـ”العشريّة السوداء”، وأدّت إلى سقوط نحو 200 ألف قتيل وفق الأرقام الرسميّة…

الروائي الجزائريّ كمال داود ينفي استخدام قصّة إحدى ضحايا

الروائي كمال داود (Getty)

نفى الكاتب الجزائريّ الفرنسيّ كمال داود في مقال في مجلّة “لوبوان” الأسبوعيّة الثلاثاء أن يكون استخدم قصّة امرأة من ضحايا “العشريّة السوداء” الدمويّة في الجزائر في روايته “حوريّات” الّتي نالت جائزة غونكور.

وكتب داود في مقاله “تزعّم هذه الشابّة المسكينة أنّها قصّتها. أستطيع فهم مأساتها، لكنّ إجابتي واضحة: هذا غير صحيح بتاتًا”.

وأضاف “باستثناء الجرح الظاهر، لا توجد أيّ نقطة مشتركة بين مأساة هذه المرأة الصعبة وشخصيّة أوب. والجرح ليس فريدًا من نوعه. للأسف، لدى كثر من الضحايا الآخرين مثله. إنّه جرح موجود لدى مئات الأشخاص”. ورأى أنّ المرأة الّتي تقاضيه “حرّكت لتحقيق هدف هو قتل كاتب (و) التشهير بعائلته”.

واتّهم كمال داود وزوجته الطبيبة النفسيّة باستخدام قصّة سعادة عربان الّتي نجت من مجزرة خلال الحرب الأهليّة الجزائريّة في تسعينات القرن العشرين، لكتابة رواية “حوريّات”، من دون الحصول على إذن من هذه المرأة.

وقدّمت في حقّ الكاتب وزوجته شكويان، قبلت محكمة وهران إحداهما. وقالت وكيلة المدّعية المحامية فاطمة بن براهم إنّ المحكمة ستستدعيهما، وفي حال عدم حضورهما سيحاكمان غيابيًّا.

ولم يكن داود ردّ قبل الآن على هذه الاتّهامات، لكنّ دار “غاليمار” الفرنسيّة الناشرة لأعماله ندّدت بـ”حملات التشهير العنيفة المدبّرة من بعض وسائل الإعلام القريبة من النظام” الجزائريّ ضدّ الكاتب.

وذكر داود في مقاله الثلاثاء بأنّ “حوريّات رواية متخيّلة، وليست سيرة ذاتيّة. إنّها تاريخ مأسويّ لشعب”. وأضاف “حوريّات لا تكشف أيّ أسرار طبّيّة. الأنبوب (المخصّص للتنفّس والتحدّث) والندبة والوشوم ليست أسرارًا طبّيّة، وحياة هذه المرأة ليست سرًّا، كما تثبت شهاداتها. تكفي قراءة هذه الرواية ليدرك المرء أن لا صلة (بالمرأة) إلّا مأساة بلد”. ودافع عن زوجته الّتي “لطّخ اسمها بالتشهير والكذب”.

وفازت “حوريّات” في 4 تشرين الثاني/نوفمبر بجائزة غونكور الّتي تعدّ أبرز المكافآت الأدبيّة الفرنكوفونيّة.

ولم يتسنّ نشر “حوريّات” في الجزائر، إذ يحظر القانون أيّ مؤلّف يستحضر الحرب الأهليّة الّتي امتدّت من 1992 إلى 2002 وعرفت بـ”العشريّة السوداء”، وأدّت إلى سقوط نحو 200 ألف قتيل وفق الأرقام الرسميّة.

وأعلنت أكاديميّة غونكور الثلاثاء أنّ حظر “حوريّات” في الجزائر يحول دون إقامة مسابقة “اختيار غونكور” سنة 2025.

وتنقسم جائزة غونكور الأساسيّة إلى عشرات المسابقات الوطنيّة الّتي تقام في عدد من الدول برعاية أكاديميّة غونكور، وتتولّى التحكيم فيها لجان تضمّ طلّابًا ناطقين بالفرنسيّة، بدعم من المعهد الفرنسيّ.

وأفادت لجنة تحكيم جائزة غونكور في بيان بأنّ “أكاديميّة غونكور قرّرت تعليق النسخة الجزائريّة من اختيار غونكور”.

وعلّلت قرارها باستحالة مشاركة “حوريّات” في المسابقة، في ظلّ القانون الّذي حظرت بموجبه في الجزائر.

وأضافت لجنة التحكيم أنّ الأكاديميّة “لا يمكن أن تقبل” بأن تكون هذه الرواية “محظورة” في الجزائر “وبمنع الدار الناشرة لها من المشاركة في معرض الكتاب في الجزائر العاصمة”. ولم يسمح لدار “غاليمار” بالمشاركة في هذا المعرض الّذي أقيم من 6 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *