السجائر الإلكترونيّة… مخاطر غير مكتشفة بعد!
وفي الوقت الّذي يتمّ تسويق السجائر الإلكترونيّة كبديل أكثر أمانًا للسجائر التقليديّة، لا يزال هناك الكثير من الجدل حول سلامتها وأضرارها المحتملة
أظهرت نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون من جمعيّة القلب الأميركيّة، أنّ مستخدمي السجائر الإلكترونيّة أكثر عرضة للإصابة لمشاكل في الصحّة العقليّة، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانيّة.
وكان الباحثون قد أجروا مسحًا على 2500 شخص تتراوح أعمارهم بين 13 و 24 عامًا، حيث أفاد البحث أنّ ما يصل إلى 60٪ من هؤلاء عانوا من القلق ونوبات الذعر.
وكانت السجائر الإلكترونيّة سابقًا تعتبر بأنّها وسيلة صحّيّة للإقلاع عن التدخين، إلّا أنّ عددًا من الدراسات الحديثة، تحذّر من المخاطر الّتي تشكّلها.
السجائر الإلكترونيّة، المعروفة أيضًا باسم السجائر الإلكترونيّة، هي أجهزة تعمل بالبطّاريّات، وتبخّر محلولًا سائلًا، يعرف بالسائل الإلكترونيّ، ليتمّ استنشاقه من قبل المدخّنين. وتمّ الترويج للسجائر الإلكترونيّة على مدار سنوات كبديل أكثر أمانًا للسجائر التقليديّة، وكان هناك الكثير من الجدل حول سلامتها والأضرار المحتملة الّتي تسبّبها.
تمّ اختراع أوّل سيجارة إلكترونيّة في عام 2003 من قبل صيدليّ صينيّ اسمه هون ليك، حيث ابتكر هون ليك الجهاز بعد أن فقد والده إثر إصابته بسرطان الرئة، بعد أن كان مدخّنًا شرّهًا. وتمّ تقديم أوّل سيجارة إلكترونيّة متاحة تجاريًّا في عام 2006 في الصين، وبحلول عام 2007 أصبحت متوفّرة في أوروبا.
واكتسبت السجائر الإلكترونيّة شعبيّة سريعة، حيث تمّ تسويقها كبديل أكثر أمانًا للسجائر التقليديّة. كما وصفت بأنّها تساعد على الإقلاع عن التدخين، حيث زعم المصنّعون أنّهم يستطيعون مساعدة المدخّنين على الإقلاع عن التدخين. وعلى أثر ذلك، انتشر سوق السجائر الإلكترونيّة في الولايات المتّحدة في عام 2010، ومنذ ذلك الحين تحوّل إلى صناعة بمليارات الدولارات.
وفي الوقت الّذي يتمّ تسويق السجائر الإلكترونيّة كبديل أكثر أمانًا للسجائر التقليديّة، لا يزال هناك الكثير من الجدل حول سلامتها وأضرارها المحتملة. بعض الأضرار المحتملة للسجائر الإلكترونيّة هي: إدمان النيكوتين، تحتوي السجائر الإلكترونيّة على مادّة النيكوتين، وهي مادّة شديدة الإدمان، ويمكن أن تؤدّي إلى مشاكل صحّيّة طويلة الأمد مثل أمراض القلب والسكتة الدماغيّة، بالإضافة إلى تلف الرئة، حيث يحتوي الهباء الجوّيّ الّذي تنتجه السجائر الإلكترونيّة على موادّ كيميائيّة ضارّة، بما في ذلك المعادن الثقيلة والجزيئات متناهية الصغر، والّتي يمكن أن تسبّب تلفًا في الرئة، عدا عن مخاطر القلب والأوعية الدمويّة، حيث يمكن أن يؤدّي النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونيّة إلى زيادة معدّل ضربات القلب وضغط الدم وانقباض الأوعية الدمويّة، ممّا قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وكان تنظيم السجائر الإلكترونيّة قضيّة مثيرة للجدل في الولايات المتّحدة، حيث بدأت إدارة الغذاء والدواء (FDA) في تنظيم السجائر الإلكترونيّة في عام 2016، إذ تتطلّب اللوائح من مصنّعي السجائر الإلكترونيّة تقديم منتجاتهم للمراجعة والموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء، وتقديم معلومات حول المكوّنات والمخاطر الصحّيّة المحتملة منتجاتهم أو بضائعهم.
وفي عام 2021، أعلنت إدارة الغذاء والدواء أنّها ستحظر بيع جميع السجائر الإلكترونيّة ذات النكهات، باستثناء نكهات المنثول والتبغ، في محاولة للحدّ من استخدام الشباب، وينطبق الحظر أيضًا على جميع أنواع السيجار ذات النكهة.
المصدر: عرب 48