السعودية توقع اتفاقية تسمح بمشاركة وفد رسمي إسرائيلي بمؤتمر اليونسكو بالرياض
السعودية توقع على اتفاقية تلزمها باستقبال جميع الممثلين عن الدول الأعضاء في اليونسكو، بما في ذلك الوفد الرسمي الإسرائيلي؛ مخاوف إسرائيلية من التفاف سعودي على الاتفاق عبر وضع عراقيل أمنية والمماطلة في إصدار التراخيض.
وقعت السعودية اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تعهدت فيها بالسماح لممثلين إسرائيليين بالمشاركة في اجتماع لجنة التراث العالمي لليونسكو الذي تستضيفه الرياض في 10 أيلول/ سبتمبر المقبل.
جاء ذلك بحسب ما نقل موقع “واللا” الإسرائيلي، عن مصدرين وصفهما بـ”المطلعين”، وذكر أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في اجتماع لجنة التراث العالمي في الرياض، ستمثل “أول زيارة علنية للممثلين عن الحكومة الإسرائيلية إلى السعودية”.
وبحسب التقرير، فإن توقيع الاتفاقية جاء بعد أشهر من المفاوضات بين مسؤولي اليونسكو والسلطات السعودية بشأن ما يُعرف باسم “اتفاقية الدولة المضيفة”، التي يعتبر التوقيع عليها شرطا لبدء الاستعدادات لتنظيم اجتماع لجنة التراث العالمي.
وذكر أن “العقبة الأبرز” في المفاوضات كانت تتمحور حول بند يلتزم السعوديون من خلاله بالسماح لممثلي جميع الدول الأعضاء في اليونسكو بالمشاركة في الاجتماع؛ ووفقا للتقرير فإن التردد السعودي كان خشية السماح لممثلين إسرائيليين بدخول البلاد.
وبيّن التقرير أن السعودية كانت قد منعت فعليا في آذار/ مارس الماضي، مشاركة وفد إسرائيلي برئاسة وزير الخارجية، إيلي كوهين، في مؤتمر لمنظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة من خلال المماطلة في إصدار تأشيراتهم، ومناقشة الترتيبات الأمنية.
في المقابل، أشار إلى أن الرياض اتخذت ما وصفه بـ”خطوة تطبيع صغيرة”، قبل حوالي أسبوعين، عبر السماح للفريق الرسمي الإسرائيلي في لعبة eFootball بالمشاركة في بطولة العالم لألعاب فيديو تحاكي كرة القدم، أقيمت في السعودية.
وأفاد المصدران بأن المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أبلغت وزير الخارجية الإسرائيلي، كوهين، خلال اجتماعهما في باريس يوم الأربعاء الماضي، أن المفاوضات مع السعودية قد “اختتمت بنجاح وأنهما اتفقا على التوقيع على الاتفاقية”.
وبحسب التقرير، فإن أزولاي أبلغت كوهين أنها أصرت في المحادثات مع السعوديين على التزامهم بالسماح لممثلين إسرائيل بالمشاركة. وأشارت إلى أنه في الأيام المقبلة ستتوجه دعوات رسمية إلى جميع الدول، بما في ذلك إسرائيل.
ومع ذلك، يخشى الجانب الإسرائيلي أن يسعى السعوديون لإيجاد سبل لعدم تنفيذ الاتفاق، وذلك في تكرار لواقعة اجتماع منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة الذي استضافته السعودية، وذلك عبر المماطلة في الترتيبات الأمنية وإصدار التأشيرات.
وفي لقائه مع أزولاي، اعتبر كوهين أنه يتوجب على اليونسكو الإصرار على تنفيذ السعودية للاتفاقية والسماح لوفد إسرائيل بحضور المؤتمر؛ ووفقا للتقرير “تعهدت المديرة العامة لليونسكو بمتابعة الموضوع عن كثب”.
وأفاد التقرير، نقلا عن مصادر مطلعة على الاستعدادات لاجتماع لجنة التراث لليونسكو، فإنه على الرغم من الالتزام السعودي، فإن مشاركة الوفد الرسمي الإسرائيلي ستعتمد إلى حد كبير على الوضع الميداني في الضفة الغربية والقدس.
وشددت المصادر على أن أي تصعيد ميداني على الأرض في الضفة والقدس المحتلتين، “سيحد من فرص مشاركة الوفد الإسرائيلي” في الاجتماع الذي تستضيفه الرياض.
المصدر: عرب 48