السعوديّة تفوز باستضافة “إكسبو 2030″… سيقام في الرياض
حصدت الرياض 119 صوتا، مقابل 29 لبوسان، و17 لروما، أي إنها فازت بثلثي الأصوات الـ165، بحسب نتائج المكتب الدولي للمعارض.
فازت السعوديّة، مساء اليوم الثلاثاء، باستضافة “إكسبو 2030″، الذي سيُقام في العاصمة الرياض التي حظيت بفرصة استضافة المعرض الدوليّ، بعد منافسة مع مدينتي روما الإيطالية، وبوسان الكورية الجنوبية.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأعلن المكتب الدولي للمعارض، الثلاثاء، أن العاصمة السعودية الرياض ستستضيف معرض “اكسبو 2030” متقدمة في شكل كبير على بوسان وروما.
وحصدت الرياض 119 صوتا، مقابل 29 لبوسان، و17 لروما، أي إنها فازت بثلثي الأصوات الـ165، بحسب نتائج المكتب الدولي للمعارض.
جاء ذلك بعد أن قررت إسرائيل التراجع عن تأييدها لاستضافة السعودية لمعرض “إكسبو 2030″، وذلك على خلفية الحرب على غزة، وفق ما ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11″، أمس، الإثنين.
ونقلت “كان 11” عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن القرار اتخذ بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وأن إسرائيل ستؤيد إيطاليا كي تستضيف هذا المعرض الدولي.
وتنافست الرياض وبوسان وروما على الفوز بتنظيم معرض “إكسبو 2030” الدولي، حيث كانت تأمل كلّ منها في أن تسمح لها مشاريعها الخضراء ذات القيمة التكنولوجية العالية، باستضافة الفعالية التي تشكّل امتيازًا يدلّ على تطور متسارع في المدينة المضيفة، غير أن الاختيار وقع على السعودية.
ومارس المرشحون الثلاثة ضغوطًا كثيفة منذ أشهر، في سبيل استضافة هذا الحدث الذي يجذب ملايين الزوار. وخلال عرض ملفات كل مدينة في حزيران/ يونيو المماضي في باريس، حضر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، ورئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني.
وقبل أن يتمّ الإعلان عن فوز السعودية، قال رئيس اللجنة المروجة لترشيح روما جامبييرو ماسولو لوكالة “فرانس برس” إن “الرياض في الصدارة. نحن وبوسان نتنافس على الأصوات” للوصول إلى الجولة الثانية ضد الترشيح السعودي.
وأضاف “إنها آخر الأمتار، إنه جري سريع”، معتبرًا أن العاصمة الإيطالية “متقدمة بشكل طفيف على بوسان” من ناحية الأصوات، إذ يُعتبر التصويت لروما “مفيدًا” في مواجهة “الانجراف التجاري للمرشحين الآخرين” الذين يعدون “بحجم كبير من الاستثمارات الخاصة أو العامة، للحصول على جزء كبير من الأصوات”.
ويرى عالم الاجتماع باتريك لو غاليس، وهو مدير بحوث في المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا وفي كلية “سيانس بو”، أن هذه المعارض العالمية التي تُعدّ “آلة لدفع النمو وتعزيز النفوذ” تسمح بتحقيق “صورة سياسية” دولية.
ويعتبر لو غاليس أن ترشيح السعودية، يتغنى بـ”مناظر طبيعية ذات مستوى عالمي”، وبأن المعرض سيكون لديها “الأكثر استدامة”، و”أول معرض يلتزم حيادًا كربونيًا” رغم أن السعودية بلد قاحل وهي من بين كبار منتجي النفط في العالم، وواحد من أكبر مصادر انبعاثات غازات الدفئية للفرد الواحد.
ويصف لو غاليس ذلك بأنه “غسل أخضر على نطاق واسع”، مشددا على أن هذا النوع من الفعاليات يفيد قبل كل شيء “النخب القائمة”.
ويُعدّ الغسل الأخضر، المعروف أيضًا بالتمويه الأخضر، أحد أشكال تضليل المستهلكين المعتمدة من جانب شركات حول ممارسات بيئية معينة، أو فوائد بيئية لمنتج أو لخدمة ما.
ويقول لو غاليس “إذا فازت السعودية، سيكون محمد بن سلمان سعيدًا للغاية. سيؤكد ذلك إستراتيجيته” للترويج لبلده من خلال استضافة أحداث رئيسية، وخصوصًا أن السعودية باتت المرشحة الوحيدة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.
لكن الأسبوع الماضي، دعت 15 منظمة حقوقية غير حكومية الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض والبالغ عددها 179 إلى “عدم التصويت” للرياض، معتبرة أنه “من خلال تقديم منصة عالمية لنظام اعتاد انتهاك حقوق الإنسان الأساسية (…) قد يوجه المجتمع الدولي رسالة ضمنية مفادها أن مثل هذه الأعمال مقبولة”.
وعمل الفريق الكوري الجنوبي على الترويج لـ”تناغم الطبيعة والإنسانية والتكنولوجيا” في بوسان، حيث ستُقام “منصة مُثُل عليا للأجيال المقبلة” مبنية في ميناء صناعي سابق في بوسان حُوّل إلى “مكان مستدام للعيش”، حيث ستُبنى أيضًا جزر صغيرة عائمة.
ويقول لو غاليس “إن إكسبو 2030 سيكون مناسبة لوضع كوريا الجنوبية فعلًا في مركز العالم”، وهي دولة “ديناميكية تسعى إلى تأكيد مكانتها”.
أمّا إيطاليا، فتريد “الجمع بين التاريخ والمستقبل” في روما “أول مدينة كبرى في التاريخ” حيث سيتم بناء “أكبر مزرعة شمسية حضرية في العالم” لهذه المناسبة، حسبما قالت رئيسة وزرائها جورجيا ميلوني في حزيران/ يونيو للمكتب الدولي للمعارض.
وكانت روما تطمح إلى تكرار “ما فعلته ميلانو” التي استضافت معرض “إكسبو 2015” الذي اجتذب 20 مليون زائر، بحسب لو غاليس.
وتُقام معارض “إكسبو” كل خمسة أعوام وتستمر لمدة ستة أشهر حدّا أقصى.
وتسمح هذه المعارض للبلد المختار “بإظهار نفسه للعالم” فيما يكون “مختبرًا للمهندسين المعماريين”، حسبما قال في نيسان/ أبريل 2022 الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كيركنتزيس، لقناة “تي في 5 موند”.
وعلى سبيل المثال، بُني برج إيفل في باريس بمناسبة معرض “إكسبو 1889” ومعلم “أتوميوم” في بروكسل بمناسبة “إكسبو 1958″ و”الإبرة الفضائية” في سياتل بالولايات المتحدة بمناسبة “إكسبو 1962”.
واجتذب معرض “إكسبو 2020” في دبي 24 مليون زائر. وسيُقام معرض العام 2025 في مدينة أوساكا اليابانية.
وأُقيم المعرض العالمي الأول في العام 1851 في لندن. ومذاك، عرضت فيه الكثير من الاختراعات التي أصبحت من وسائل الراحة اليومية، بما فيها الهاتف السلكي ثم المحمول والتلفزيون والفشار والكاتشاب.
وكانت إسرائيل تعتزم دعم ترشح الرياض لاستضافة “إكسبو 2030″، وهي مسألة كانت ترغب الرياض في الحصول فيها على دعم غربي. وربطت القناة الإسرائيلية، في حزيران/ يونيو الماضي، بين ذلك وبين المساعي لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
المصدر: عرب 48