الشرع عن مجازر الساحل السوري: لن يفلت الجناة من العقاب

قال الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، إن عمليات القتل الجماعي التي حصلت في الساحل السوري خلال الأيام الماضية على خلفية طائفية، تشكل تهديدا لجهود المبذولة للم شمل البلاد التي مزقتها الحرب، وتعهد بمعاقبة المسؤولين عنها حتى لو كانوا "أقرب الناس إلينا".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وفي أول مقابلة يجريها مع وكالة أنباء عالمية بعد أربعة أيام من الاشتباكات العنيفة بين فلول النظام السابق وقوات أمن تابعة للحكومة الانتقالية في سورية، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين، حمل الشرع جماعات موالية للأسد يدعمها أجانب مسؤولية إشعال الأحداث الدامية.
في المقابل، أقر الشرع في حديث لوكالة "رويترز" من القصر الرئاسي في دمشق، اليوم الإثنين، بأن أعمال قتل انتقامية وقعت في أعقاب ذلك؛ وقال "نحن أكدنا أن سورية باتت دولة قانون"، مشددا على أن "القانون سيأخذ مجراه على الجميع".
وأضاف "نحن بالأساس خرجنا في وجه هذا النظام وما وصلنا إلى دمشق إلا نصرة للناس المظلومين؛ لا نقبل أن يكون هنا قطرة دم تسفك بغير وجه حق أو أن يذهب هذا الدم سدى دون محاسبة أو عقاب".
وتابع "مهما كان حتى لو كان أقرب الناس إلينا وأبعد الناس إلينا. لا فرق في هذا الأمر. الاعتداء على حرمة الناس، الاعتداء على دمائهم أو أموالهم، هذا خط أحمر في سورية". وحمل الشرع وحدة عسكرية سابقة موالية لشقيق الأسد وقوى أجنبية مسؤولية اندلاع العنف في الأيام الماضية.
لكنه أقر كذلك بأن "أطرافا عديدة دخلت الساحل السوري وحدثت انتهاكات عديدة"، وقال إن ذلك "أصبح فرصة للانتقام" من مظالم مكبوتة منذ سنوات، لكنه أضاف أن الوضع جرى احتواؤه إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
وذكر الشرع أن 200 على الأقل من أفراد قوات الأمن قتلوا في الاضطرابات، في حين رفض الإفصاح عن إجمالي عدد القتلى في انتظار التحقيق الذي ستجريه لجنة مستقلة أعلن عنها يوم أمس، الأحد، قبل إجراء المقابلة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه حتى مساء يوم الأحد قُتل ما يصل إلى 973 مدنيا في هجمات انتقامية، بعد اشتباكات قُتل فيها أكثر من 250 مقاتلا من فلول نظام الأسد، وما يزيد على 230 من أفراد قوات الأمن.
وفي مقابلة تناولت العديد من الملفات، قال الشرع أيضا إن حكومته لم تجر أي اتصالات مع الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. وكرر مناشدة واشنطن رفع العقوبات التي فرضتها على دمشق في عهد نظام الأسد.
وطرح الشرع أيضا احتمال استعادة العلاقات مع موسكو التي دعمت الأسد طوال الحرب وتحاول الاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين مهمتين في سورية.
ورفض الشرع مزاعم إسرائيل التي احتلت أراضٍ في جنوب سورية منذ الإطاحة بالأسد. وقال إنه يسعى إلى حل الخلافات مع الأكراد، بما في ذلك من خلال الاجتماع مع قائد قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها واشنطن منذ فترة طويلة.
المصدر: عرب 48