الصادرات الألمانيّة تتراجع على وقع التباطؤ الاقتصاديّ
قال خبير الاقتصاد لدى مصرف “آي إن جي” كارستن برجسكي إنّ “التجارة لم تعد محرّك النموّ القويّ والقادر على الصمود في الاقتصاد الألمانيّ كما كانت في السابق، بل تحوّلت إلى عامل إبطاء”
تراجعت الصادرات الألمانيّة مجدّدًا في تمّوز/يوليو بعد انتعاش طفيف في حزيران/يونيو، وفق ما أظهرت بيانات رسميّة الاثنين، فيما يعاني أكبر اقتصاد في أوروبا من تباطؤ النشاط الصناعيّ.
بلغ مجموع الصادرات 130,4 مليار يورو (141 مليار دولار)، وهو تراجع نسبته 0,9 في المئة مقارنة مع الشهر السابق، وفق الأرقام المعدّلة الصادرة عن وكالة الإحصاءات الفدراليّة “ديستاتيس”. وتوقّع محلّلو “فاكت سيت” تراجعًا حادًّا أكثر بنسبة 1,5 في المئة.
في الأثناء، ازدادت الواردات 1,4 في المئة مقارنة مع حزيران/يونيو، ليبلغ مجموعها 114,5 مليار يورو.
وتراجع الفائض التجاريّ للبلاد (الفارق بين الصادرات والواردات) بشكل طفيف إلى 15,9 مليار يورو.
وقال خبير الاقتصاد لدى مصرف “آي إن جي” كارستن برجسكي إنّ “التجارة لم تعد محرّك النموّ القويّ والقادر على الصمود في الاقتصاد الألمانيّ كما كانت في السابق، بل تحوّلت إلى عامل إبطاء”.
وتشهد الصادرات الألمانيّة تباطؤًا منذ أشهر نتيجة الصعوبات المرتبطة بسلاسل التوريد والاقتصاد العالميّ الهشّ والتضخّم المرتفع.
وتراجع التضخّم في ألمانيا بعض الشيء إلى 6,1 في المئة في آب/اغسطس لكنّه بقي عند مستوى أعلى بثلاث مرّات عن المعدّل الّذي يعدّ هدف البنك المركزيّ الأوروبّيّ.
وما زالت أسعار الطاقة مرتفعة فيما تحاول بعض القطاعات المعتمدة بشدّة على الطاقة مثل صناعة الكيماويّات جاهدة العودة إلى مستويات الإنتاج الّتي كانت مسجّلة قبل الحرب في أوكرانيا.
كما يثقل اقتصاد الصين الّذي يواجه صعوبات كاهل الصناعات الألمانيّة، علمًا بأنّ الأولى أكبر شريك تجاريّ للأخيرة.
لكن في تمّوز/يوليو، ارتفعت الصادرات إلى الصين بنسبة 1,2 في المئة، بعدما تراجعت بنسبة 5,9 في المئة في حزيران/يونيو.
وشهد الاقتصاد الألمانيّ كسادًا في الربع الثاني من العام 2023، بعدما انكمش في الربعين السابقين.
وتتوقّع أبرز مؤسّسات البلاد الاقتصاديّة أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 0,2 في المئة إلى 0,4 في المئة خلال العام 2023 بأكمله.
المصدر: عرب 48