الصين: أزمة عقارية عميقة تلوح بالأفق
تراجعت أسهم شركة العقارات الصينيّة العملاقة المتعثّرة إيفرغراند بنسبة 80 في المئة تقريبًا في هونغ كونغ الاثنين بعد انتهاء تعليق التداول بأسهمها طيلة 17 شهرًا.
وجاء استئناف التداول بعد أن قالت الشركة في بيان الجمعة إنّها استوفت المبادئ التوجيهيّة الّتي حدّدتها البورصة، بما في ذلك نشر نتائجها الماليّة، وإن جاء ذلك متأخّرًا والامتثال لقواعد الإدراج الأخرى.
تخلّفت شركة إيفرغراند، الّتي كانت تعدّ أكبر شركة عقاريّة في الصين عن السداد في عام 2021 وهي مثقلة بالتزامات تزيد عن 300 مليار دولار، وهو ما جعل منها رمزًا لأزمة قطاع العقارات في الصين الّتي يخشى من تبعاتها على القطاع عالميًّا.
انخفضت أسهم الشركة بنسبة تصل إلى 87% خلال التعاملات الصباحيّة، ممّا أدّى إلى خفض قيمتها السوقيّة إلى أقلّ من 600 مليون دولار بعد أن بلغت أكثر من 50 مليار دولار في عام 2017.
وأنهت الشركة اليوم بانخفاض نسبته 79,4 في المئة.
أعلنت الشركة الأحد عن خسائر جديدة في النصف الأوّل من العام بلغت 33 مليار يوان (4,53 مليار دولار)، ما يشكّل تحسّنًا مقارنة بخسائر بلغت 66,4 مليار يوان سجّلت في الفترة نفسها من العام الماضي.
لكنّ أصولها النقديّة انخفضت من 2 مليار دولار في العام الماضي إلى 556 مليون دولار، ممّا يعكس تضاؤل سيولتها.
وقالت إيفرغراند إنّ سوق العقارات في الصين “تباطأ بشكل كبير” في الأشهر الستّة الأولى من العام وشهد حالات تخلّف عن السداد جديدة في القطاع، “ممّا زاد من تفاقم التقلّبات في السوق”.
وأضافت الشركة أنّ “بموجب مبادئ احترام ممارسات إعادة الهيكلة الدوليّة والتعامل مع حقوق ومطالبات جميع الدائنين بطريقة عادلة ومنصفة، واصلت الشركة العمل بثبات على إعادة هيكلة ديونها الخارجيّة”.
في آذار/مارس 2022، علّقت بورصة هونغ كونغ التداول في أسهم إيفرغراند بعد أن عجزت عن نشر نتائجها الماليّة لعام 2021.
والشهر الماضي، نشرت الشركة أرباحها لعامي 2021 و2022، وأظهرت خسارة صافية تزيد عن 113 مليار دولار خلال فترة العامين.
كانت الشركة معرّضة لخطر الشطب إذا تمّ تعليق تداول أسهمها مدّة 18 شهرًا، وفقًا لقواعد بورصة هونغ كونغ.
تأجيل اجتماعات الدائنين
كان يفترض أن تعقد شركة إيفرغراند اجتماعات للدائنين الاثنين بشأن اقتراح إعادة هيكلة ديونها الخارجيّة، لكنّها أعلنت في فترة ما بعد الظهر تأجيل الاجتماعات، قبل ساعات فقط من الموعد المقرّر لانعقادها.
وقالت الشركة في إشعار للبورصة إنّ تأجيلها مدّة شهر تقريبًا سيسمح للدائنين “بالنظر في الخطّة وفهمها وتقييمها”.
ومن المقرّر أن تعقد الاجتماعات في الفترة ما بين 25 و26 أيلول/سبتمبر وهو موعد يتماشى بحسب الشركة العقاريّة مع الجدول الزمنيّ الّذي يتوقّعه الدائنون.
توفّر خطّة إيفرغراند للدائنين خيار مبادلة ديونهم بأوراق ماليّة جديدة صادرة عن الشركة وبأسهم في شركتين تابعتين لها هما مجموعة إيفرغراند للخدمات العقاريّة ومجموعة إيفرغراند لمركبات الطاقة الجديدة.
في وقت سابق من هذا الشهر، تقدّمت الشركة بطلب للحماية من الإفلاس في الولايات المتّحدة، وهو إجراء هدفه حماية أصولها الأميركيّة أثناء إعادة هيكلتها.
اقرأ/ي أيضًا | واشنطن تتّهم بكّين وبرلين وأوتاوا بالسماح بممارسات إغراقيّة للسوق الأميركيّ
كما أنّها تواجه دعاوى لتصفيتها امام محاكم هونغ كونغ حيث تمّ تأجيل جلسة الاستماع في قضيّة واحدة إلى تشرين الأوّل/أكتوبر.
يمثّل القطاع العقاريّ في الصين حجر عثرة أمام محاولة ثاني أكبر اقتصاد في العالم للخروج من التباطؤ ما بعد فترة كوفيد.
وتواجه شركة التطوير العقاريّ الصينيّة الأخرى كانتري غاردن الآن مخاطر التّخلّف عن سداد سنداتها الشّهر المقبل.
المصدر: عرب 48