الصين تعدّ أكبر دولة مصدّرة لانبعاثات الغازات الدفيئة…
تفيد الوكالة الدوليّة للطاقة أنّ الفحم هو مصدر نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين الّتي تولّد من خلاله 60 % من حاجاتها من الكهرباء…
أطلقت الصين خلال عام 2021، 14 مليار طنّ من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وبذلك، تعدّ أكبر مصدّر لانبعاثات غازات الدفيئة، كما تعدّ إستراتيجيّتها المناخيّة حاسمة لمستقبل الكوكب، وذلك وفق بيانات لمعهد بوتسدام لأبحاث آثار انبعاثات الكربون.
وهذا الرقم يجعل من الصين أكبر مصدر للانبعاثات في العالم. ومع الأخذ في الاعتبار الانبعاثات التراكميّة للبلدان، تظهر الصين في المرتبة الثانية بعد الولايات المتّحدة.
وتؤكّد الوكالة الدوليّة للطاقة أن لا “سيناريو معقولًا” يمكن من خلاله حصر الاحترار عند 1,5 درجة مئويّة مقارنة بعصر ما قبل الصناعة من دون الصين.
وتفيد الوكالة الدوليّة للطاقة أنّ الفحم هو مصدر نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين الّتي تولّد من خلاله 60 % من حاجاتها من الكهرباء.
والصناعة مسؤولة عن 36 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في حين يساهم قطاع النقل بنسبة 8 % والبناء بنسبة 5 %.
وتعمل الصين على زيادة قدراتها لتوليد الطاقة المتجدّدة بوتيرة قياسيّة، خصوصًا الطاقة الشمسيّة، لكنّ الأخيرة لم تلب حتّى الآن سوى الطلب المتزايد على الكهرباء، أي أنّها لم تحلّ مكان قدرات أحفوريّة.
وقد يكون 2024 عام التغيير، بحسب دراسة أجراها موقع “كاربون بريف”، فالزيادة في قدرات توليد الطاقة المتجدّدة والزيادة المتوقّعة في إنتاج الطاقة الكهرومائيّة من شأنهما “تقليل إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوريّ وبالتالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون” من الصين بدءًا من العام 2024.
وفي العام 2020، تعهّد الرئيس الصينيّ شي جينبينغ أن تحاول بلاده الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون قبل العام 2030 وتحقيق “تحييد أثر انبعاثات الكربون” بحلول العام 2060.
وفي العام التالي، تعهّد وضع حدّ لتمويل وإنشاء محطّات جديدة عاملة بالفحم في الخارج، وأعلن خطّة لخمس سنوات بأهداف جديدة.
ثمّ التزمت الصين خفض انبعاثاتها نسبة إلى ناتجها المحلّيّ الإجماليّ بنسبة 65 % مقارنة بالعام 2005 مع هدف الوصول إلى إنتاج أكثر من 1200 جيغاوات من الطاقة الشمسيّة وطاقة الرياح بحلول العام 2030.
وفي العام 2021، تمكّنت البلاد من إنتاج 1056 جيغاوات بالطاقات النظيفة، وفقًا للوكالة الدوليّة للطاقة، متقدّمة بفارق كبير عن الولايات المتّحدة (345 جيغاوات).
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، كشفت بكين خطّة للسيطرة على انبعاثات غاز الميثان لكن دون تحديد أهداف معيّنة.
بشكل عامّ، يؤكّد الخبراء أنّ الصين ستحقّق أهدافها المناخيّة، لكنّ ذلك يعود جزئيًّا إلى أنّ طموحاتها ليست كبيرة بما يكفي.
وقال 70 % من 89 خبيرًا شملهم استطلاع أجرته مؤسّسة “سنتر فور ريسيرتش أون إنرجي أند كلين إير” للبحوث إنّهم يعتقدون أنّ الصين ستصل إلى ذروة انبعاثاتها قبل العام 2030.
وكان برنامج الأمم المتّحدة للبيئة قال في تشرين الثاني/نوفمبر إنّ الصين “ستحقّق على الأرجح” أهدافها، مشيرًا إلى أنّ أكثر من نصف قدرات توليد الكهرباء تأتي الآن من مصادر غير أحفوريّة.
وقد حقّق هذا الهدف قبل الموعد المحدّد (2025) ومن المتوقّع أن تستمرّ هذه الحصّة في النموّ.
لكن من المتوقّع أيضًا أن يرتفع الطلب على الطاقة، وقد أدّت المخاوف بشأن العرض إلى توسّع القدرات المرتبطة بالفحم، بحسب المصدر نفسه، ما يهدّد التقدّم الّذي أحرزته البلاد بحسب الخبراء.
المصدر: عرب 48