Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الضفة: مستوطنون يسرقون ألف رأس ماعز من حظيرة

شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، يقف المزارع الفلسطيني، محمد نايف الور، في حظائره شبه الفارغة من الماعز، بعد أن تعرضت لنهب على يد مستوطنين مسلحين، ويقول متحسرًا، في حديث لوكالة "الأناضول"، إن عمله وجهده الذي بذله "على مدار نحو 30 عامًا ذهب في بضع دقائق"، مشددًا على أنه "سيبقى في مزرعته ولن يسمح بتحقيق أطماع المستوطنين والمخططات بتهجير الفلسطيني".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وفي التفاصيل، في شباط/ فبراير الماضي تعرضت مزارع فلسطينية على أطراف بلدة دير دبوان شرق رام الله لهجوم من قبل مستوطنين، أسفرت عن سرقة نحو ألف رأس من الماعز.

حال مزارعي بلدة دير دبوان يتكرر في العديد من مناطق الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في الأغوار الشمالية ومنطقة مسافر يطا جنوب الضفة.

يوميًا تصدر عن مؤسسات حقوقية تقارير وبيانات بشأن اعتداءات المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي.

فقط خلال شباط/ فبراير نفذ الجيش الإسرائيلي 1475 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 230 اعتداء على الفلسطينيين في الضفة، وفق تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).

وفق تقارير حقوقية فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية العام 2024 نحو 770 ألفًا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

خسارة تعب سنوات في دقائق

يوضح الور في تصريحاته "للأناضول" أن "نحو 400 نعجة و170 خروفًا وحصانًا ومركبة سرقت في أقل من خمس دقائق من قبل مجموعة من المستوطنين".

وعن تفاصيل الحادثة يقول إنه في "عصر يوم 22 شباط/ فبراير تعرضنا لهجوم من قبل نحو 40 مستوطنًا، بينهم مسلحين، تم حصارنا في المنازل ثم طردنا تحت تهديد السلاح وتم سرقة القطيع"، مشيرًا إلى أنه "حاول صد الهجوم بينما كان مع أطفاله وزوجته ووالدته لكنه تعرض للركل والضرب بأعقاب البنادق".

ويتابع أنه "أمام عيني سرق القطيع، حاولت المقاومة قال لي أحدهم انجُ بحياتك، الموجودون هنا مجانين قد يقتلوك، ثم تم اقتياد القطيع إلى بؤرة استيطانية بجوار البلدة تدعى حنينا".

"تعب 30 عامًا خسرته في دقائق"، بحسرة يضيف، مبينًا أن الهجوم طال حظائر أخرى مجاورة، وأنه "نحو ألف رأس من الماعز سرقت في ذلك اليوم بالإضافة إلى أحصنة ومركبة".

قدّم الور شكوى لدى الجهات الفلسطينية، وأخرى لدى الإسرائيلية، وأوكل محاميًا، غير أنه "لا يعتقد أنه سيتمكن من استعادة قطيعه"، ويوضّح أن "القطيع وزع على البؤر الاستيطانية، هناك صور وصلتني لقطيعي في بؤرة قرب بلدة الغير شرقي رام الله".

"الهدف ترحلينا"

"المضايقات من قبل المستوطنين تتزايد منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023، يريدون ترحيل السكان من المنطقة والسيطرة عليها رغم أنها منطقة مصنفة ب"، حسب اتفاق أوسلو 2 الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1995، يقول المزارع الفلسطيني.

يذكر، في السياق، أن اتفاقية أوسلو 2 (1995) صنّفت أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.

وبيّن المزارع أن مستوطنين أقاموا في صيف العام الماضي بؤرة استيطانية لا تبعد كيلو مترًا واحدًا عن مكان سكنه والعائلات الأخرى المجاورة، لافتًا إلى أن المستوطنين يمنعون الرعاة من الوصول إلى المراعي ويعتدون عليهم.

كما ذكر أنهم "يدخلون وسط المنازل بهدف الاستفزاز ويهددون الأهالي بالسلاح تحت حماية الجيش" الإسرائيلي.

ومع ذلك، يؤكد المزارع الفلسطيني، أنه "بدأ من جديد" واشترى نحو 40 رأسًا من الماعز.

وضع كارثي

بدوره وصف المزارع، محمد عديلي، حالهم بعد أن سُرق من مزرعته نحو 350 رأس من الماعز، بـ "الكارثي".

وقال إن خسارته تقدر بنحو 250 ألف دولار أميركي، وإنه "بات اليوم لا يملك سوى بضعة خراف صغيرة" اشتراها مؤخرًا ليبدأ تكوين نفسه من جديد، لافتًا إلى أنه "لا عمل لنا سوى تربية الماعز، تعب سنوات طويلة ذهب في دقائق أمام أعيننا ولم نقدر على تحريك ساكنا".

البقاء والصمود

مخاوف عديلي لا تتوقف فقط على خوفه من سرقة القطيع إذ يقول: "اليوم سرق القطيع، غدًا من المؤكد سيعودون مرة أخرى، والمخاوف الكبيرة على سلامة العائلة".

وأشار إلى مزرعته شبه الفارغة، قائلاً أنه "أسسنا مزرعة نموذجية بتكلفة مرتفعة لا يمكن لنا إلا البقاء والصمود هنا".

عدوان بالضفة بالتزامن مع الإبادة بغزة

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات وبلدات ومدن شمال الضفة الغربية منذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 947 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

اقرأ/ي أيضًا | منذ 1967: الاحتلال صادر مليون و300 ألف دونم بالضفة

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *