الطيبة: 24 لائحة اتهام على خلفية أمنية منذ السابع من أكتوبر

اقتحمت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية وعناصر جهاز الأمن العام (الشاباك)، يوم 30 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حي الحاووز في مدينة الطيبة، حيث حاصرت منزلا وداهمته بعنف، ما أدى إلى تدمير أجزاء من ممتلكاته بعد تكبيل جميع من كانوا داخله.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
شهود عيان أفادوا في حينه بأن قوات الأمن اعتقلت شابًا يبلغ من العمر 22 عامًا بشبهات أمنية، وأصيب المعتقل وأفراد عائلته بجروح تراوحت بين متوسطة وطفيفة من جراء اعتداء الشرطة والمخابرات عليهم أثناء عملية الاقتحام.
لاحقًا، قُدمت ضد الشاب لائحة اتهام تتضمن مزاعم بتقديم دعم للفصائل الفلسطينية في مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية، عبر تصوير تحركات الجيش الإسرائيلي وتمرير معلومات حساسة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 (عمليَّة "طُوفان الأقصى"، وفي إسرائيل "السُّيُوف الحديديَّة")،
وتعد لائحة الاتهام هذه واحدة من بين 24 لائحة اتهام قُدمت ضد شبان من الطيبة على خلفيات أمنية منذ السابع من أكتوبر، بينهم ثلاثة شبان لا يزالون رهن الاعتقال الإداري منذ عام.

وتشير المعطيات إلى أن تسع لوائح اتهام صدرت بحق شبان من الطيبة، بينهم فتاة، بينما تضمنت ست منها اتهامات أمنية، إضافة إلى تهم أخرى مثل الحرق والاعتداء على الممتلكات. كما شملت الاتهامات قضيتي حيازة سلاح على خلفية أمنية، ولائحة اتهام بتنفيذ عملية دهس، إلى جانب ست لوائح اتهام بالتماهي مع تنظيم "داعش" ومحاولة تنفيذ عمليات على خلفية قومية.
وتُعد الطيبة من أكثر البلدات في المجتمع العربي التي شهدت تقديم لوائح اتهام وملاحقات أمنية مكثفة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وإلى جانب الاعتقالات، لا يزال ثلاثة مواطنين من الطيبة، في الأربعينيات من العمر، رهن الاعتقال الإداري منذ آذار/ مارس 2024، وسط مزاعم بضلوعهم في "تجارة السلاح مع الفصائل الفلسطينية في مخيم نور شمس،" والتي شملت، وفق جهاز الشاباك، "أسلحة مختلفة وعبوات ناسفة".
ظروف الاعتقال وشهادات المعتقلين

في هذا السياق، قال الشاب جهاد حاج يحيى، الذي قُدّمت ضده لائحة اتهام وقضى 13 شهرًا في السجون الإسرائيلية بسبب منشورات حول العدوان على غزة، إن "السجون الإسرائيلية بمثابة مقبرة، نظرا للظروف القاسية التي يعانيها الأسرى".
وأضاف في حديثه لـ"عرب 48" أنه "ليس هناك أي كلمات يمكنها أن تصف الحال داخل السجون الأمنية، ولا توجد أي كلمات تعبر عن حجم الكارثة التي يتعرض لها المعتقلون".
وختم حاج يحيى حديثه بالقول إن "الإهانات لا تتوقف منذ لحظة الاعتقال وخلال التحقيقات. اعتُقلت مرتين؛ الأولى بسبب المشاركة في مظاهرة سلمية، والثانية بسبب منشورات، ما أدى إلى سجني 13 شهرًا ظلمًا. كانت لحظة الاعتقال والتحقيقات قاسية جدًا، لكنها لم تهز عزيمتي على الصمود، إذ لا خيار لنا سوى الصبر في مثل هذه الظروف القاسية".
تصعيد غير مسبوق في الاعتقالات

من جهته، وصف المحامي عبد جابر، الذي ترافع عن عدد من المعتقلين من الطيبة، المرحلة الراهنة بأنها "من الأصعب على الإطلاق فيما يتعلق بالاعتقالات السياسية".
وأوضح خلال حديثه لـ"عرب 48" أن "المدينة لم تشهد مثل هذا التصعيد منذ سنوات، إذ أن هناك تغيّرًا واضحًا في السياسات الأمنية، خصوصًا فيما يتعلق بتقييد حرية الرأي، إضافة إلى تغيّر أسلوب الاعتقال، حيث بات أكثر عنفًا واستهدافًا".
وختم جابر حديثه بالقول إن "غالبية لوائح الاتهام هذه هدفها فقط كم الأفواه وتقييد حرية الرأي. كان هناك استغلال من قبل الشرطة لما حصل في السابع من أكتوبر لتلقين المجتمع العربي درسا، واستغلال الظروف الأمنية كان لصالح منع أي مظاهر من الاحتجاج في حينه أو حتى إظهار الصوت المخالف لكل ما يجري في هذه الدولة".
اقرأ/ي أيضًا | الحرب على غزة.. الطيبة تتصدر قائمة الاعتقالات بزعم "التماثل والتحريض على الإرهاب"
اقرأ/ي أيضًا | السجن الفعلي لشاب من الطيبة بزعم التحريض والتماهي مع حماس
المصدر: عرب 48