العرض الأميركي الذي قدمه سوليفان لنتنياهو للتطبيع مع السعودية
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سوليفان، قدم لنتنياهو وكبار المسؤولين في تل أبيب، عرضا محدثا لصفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية، يشمل ملفات الحرب وجبهة لبنان وإعادة إعمار غزة، مقابل تصريح من الحكومة الإسرائيلية حول “توفير أفق سياسي” للفلسطينيين.
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قدم عرضا مفصلا لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للتطبيع مع السعودية في إطار زيارته الأخيرة إلى تل أبيب.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وذكر التقرير أن العرض الذي قدمه سوليفان لنتنياهو وأطلع عليه كبار المسؤولين في إسرائيل، عبارة عن صفقة “واسعة ومعقدة التنفيذ”، وتعالج ملفات مثل قطاع غزة والمواجهات مع حزب الله والتحالفات الإقليمية ضد “التهديد الإيراني”.
وذكر التقرير أن واشنطن تواصل الدفع بالصفقة “خلف أبواب مغلقة”، ونقلت الإذاعة عن مصادر مطلعة على اللقاء، أن نتنياهو لم يعبر عن رفض قاطع للصفقة، “لكن لا يمكن القول بأنه كان هناك اتفاق بين الجانبين على جميع تفاصيلها”.
وأشار مراسل الشؤون السياسية لإذاعة الجيش إلى أن “الهامش الزمني للدفع نحو اتفاق بين إسرائيل والسعودية” يعتبر ضيقا، بسبب الانتخابات في الولايات المتحدة، ومساعي الرئيس جو بايدن للفوز بدورة رئاسية ثانية.
يأتي ذلك في ظل اقتراب واشنطن والرياض من التوصل إلى اتفاق نهائي على معاهدة دفاع ثنائية، بعد أن أحرز مستشار الأمن القومي الأميركي، تقدما كبيرا في المحادثات مع السعوديين مطلع هذا الأسبوع، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
وبحسب التقرير، فإن الصفقة تشمل:
- التطبيع مع السعودية
- غلاف أمني واسع توفره اللولايات المتحدة ودول المنطقة ضد إيران.
- استثمار مليارات الدولارات في غزة مع إعطاء إسرائيل صلاحيات بهذا الملف.
- صفقة لإطلاق سراح جميع الرهائن (كجزء من إنهاء الحرب على غزة)
- الدفع قدما نحو التوصل لاتفاق سياسي مع حزب الله لإنهاء التصعيد في شمال البلاد.
في المقابل، فإن سيكون على إسرائيلي الالتزام بـ:
- إنهاء الحرب على غزة بموجب اتفاق شامل يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن.
- إعلان الحكومة الإسرائيلية أنها تعمل على “لخلق أفق سياسي” لحل الدولتين.
- الاتفاق على آلية لإدارة غزة (لا حكم عسكري ولا سلطة تشارك فيها حماس)، بل إدارة فلسطينية مدنية بالتعاون مع دول المنطقة.
ولفت التقرير إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، كان يسعى جاهدا للتطبيع مع السعودية قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكان على وشك التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.
وفي حين تقول الرياض إنها تشترط تقديم تل أبيب “ضمانات حقيقية لتنفيذ حل الدولتين”، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنا ما طُلب من إسرائيل هو الإعلان عن أنها “ستعمل على خلق أفق سياسي لحل الدولتين”.
ويدعم الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، العرض الأميركي، وأكد أنه لا يشمل “إقامة دولة فلسطينية”، ويضغط على نتنياهو إلى وضع إستراتيجية لاستبدال سلطة حماس في غزة في إطار اتفاق الأوسع مع واشنطن والرياض.
وتساءلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عما إذا ما كان نتنياهو “قادرا أو معنيا” بالمضي قدما باتجاه الموافقة على العرض والتطبيع مع السعودية؛ في ظل الضغوط التي يتعرض لها كذلك من قبل شركائه في اليمين المتطرف.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد أكد مساء أمس، الإثنين، أن واشنطن والرياض اقتربتا “أكثر من أي وقت مضى” من اتفاق ثنائي صار الآن “شبه نهائي”.
ويشمل الاتفاق ضمانات أميركية رسمية للدفاع عن المملكة، بالإضافة إلى حصول السعودية على أسلحة أميركية أكثر تقدما، مقابل وقف مشتريات الأسلحة الصينية والحد من الاستثمارات الصينية في البلاد.
وقال مسؤول أميركي تحدث لوكالة “رويترز” إن المفاوضين يناقشون بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز “إف 35” وأسلحة أخرى للسعوديين في إطار الاتفاق.
ويتعين على أي صفقة الالتزام باتفاق أميركي إسرائيلي يضمن ألا تُضعف الأسلحة التي تبيعها واشنطن بالمنطقة “التفوق العسكري النوعي” لإسرائيل، بحيث تكون الأسلحة الأميركية المقدمة لإسرائيل “متفوقة في القدرة” على تلك التي تباع لجيرانها.
“عنصر حاسم في أي اتفاق تطبيع محتمل”
وقال مسؤول أمريكي ثان: “نحن قريبون جدا من التفاهم على العناصر الرئيسية بيننا”، وأضاف “سيتعين علينا بالطبع أيضا العمل بعد ذلك على أجزاء متعلقة بالإسرائيليين والفلسطينيين، وهو عنصر حاسم في أي اتفاق تطبيع محتمل”.
وبمجرد التوصل إلى الاتفاق فإنه سيكون جزءا من صفقة كبرى تُعرض على نتنياهو ليقرر ما إذا كان سيقدم تنازلات من أجل تطبيع العلاقات مع السعودية.
وذكر كيربي أن توقيت إتمام الاتفاق الأميركي السعودي غير محدد، مشيرا إلى أن هدف الرئيسبايدن النهائي هو إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أنه مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فمن غير المرجح التوصل إلى اتفاق بشأن الدولة قريبا. وأردف قائلا: “ما زال الرئيس ملتزما بالطبع بحل الدولتين”.
المصدر: عرب 48