المزيد من التقنيات المخصصّة للصحّة الذهنيّة
بالإضافة إلى التنفّس، يحفّز الجهاز الّذي بيع أكثر من مئة ألف نسخة منه في الولايات المتّحدة، أربعًا من الحواسّ الخمس، مع إشارات ضوئيّة، واهتزاز جسديّ ينتج صوتًا أيضًا، وروائح مهدّئة “لفصل الشخص عن حالة التوتّر”…
بات الفاعلون في القطاع التكنولوجيّ يوفّرون مزيدًا من الأجهزة الحديثة والتقنيّات المخصّصة للصحّة النفسيّة، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتّر، أو يسيطر على نوبات الهلع.
ومن بين الشركات الناشئة المتخصّصة في هذا المجال والحاضرة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيّات الّذي يفتح أبوابه أمام أفراد العامّة الثلاثاء، “نوتريكس” السويسريّة الّتي أطلقت جهاز “كورتيسنس” cortiSense، القادر على قياس مستوى الكورتيزول المعروف بهرمون التوتّر.
و”كورتيسنس” عبارة عن جهاز أسطوانيّ صغير على طرفه قطعة يمكنها جمع اللعاب، من دون اضطرار الشخص للبصق أو استخدام أنبوب، ثمّ يحلّل الجهاز اللعاب مباشرة. وبعد بضع دقائق، يمكن الاطّلاع على النتائج عبر تطبيق في الهاتف المحمول.
وثمّة جهاز منافس لـ”كورتيسنس” هو “إنليسنس” EnLiSense الّذي يستخدم رقعة قماشيّة “باتش” تمتصّ بضع قطرات من العرق، ثمّ يتمّ إدخالها في قارئ محمول يعرّض البيانات عبر أحد التطبيقات أيضًا.
تقول مؤسّسة “نوتريكس”، ماريا هان، إنه “لم يكن هناك حتّى اليوم، أداة للتحكّم من المنزل بمستوى هذا الهرمون”، مضيفة “كان على الشخص إن أراد قياس مستوى الكورتيزول، الذهاب إلى المستشفى أو إرسال عيّنات” إلى المختبر.
في حالة كانت النتائج مرتفعة جدًّا، تقترح “نوتريكس” إمكانيّة التواصل مع متخصّصين صحّيّين لتوفير حلّ مناسب من خلال استشارة طبّيّة.
ترى ماريا هان أنّ “كورتيسنس” هو بمثابة “طبقة إضافيّة” من الإعدادات، ومكمّل لنظام “نوتريكس” الحاليّ ومنصتها “جيسنس” الّتي تجمع بيانات عن النوم والوزن والنشاط البدنيّ والتغيّرات في مستويات الغلوكوز.
وفي حين سيتاح المنتج للشراء مباشرة من الأفراد، ترى هان أنّ النموذج يتقدّم لدى شركات التأمين الصحّيّ والمؤسّسات الرسميّة والشركات أيضًا.
في النسخة الأخيرة من الجهاز، يحتفظ المستخدم بملكيّة بياناته الشخصيّة، ولكن يمكن تجميعها مع بيانات موظّفين آخرين لمراقبة مستوى التوتّر لدى الفريق أو العاملين في قسم واحد.
وعلى أساس هذه المعلومات، “يمكن للشركة” مثلًا أن “تقرّر منح أيّام إجازة إضافيّة” للموظّف، بحسب ماريا هان.
تقول جولي كولزيت، وهي عالمة نفس من نيويورك “هذه الأجهزة لا توفّر علاجًا، ولكنّها منتجات تكميليّة تساعد في الكشف عن المشكلة الصحّيّة أو تشخيصها بشكل أوّليّ”.
يضمّ جهاز “بي مايند” من شركة “باراكودا” الفرنسيّة كاميرا مدمجة قادرة على تحديد مؤشّرات التوتّر أو التعب، ومن ثمّ اقتراح أوقات للاسترخاء، إذا لزم الأمر، مع عرض صور وموسيقى هادئة.
تتميّز أداة “كالمي غو” بقدرات إضافيّة من خلال جهازها الصغير الّذي يشبه جهاز الاستنشاق المخصّص لمرض الربو، والّذي يمكن مسكه، ويستخدم عند حصول نوبات هلع.
أرادت رئيسة الشركة آدي والاش “ابتكار منتج يمكن أخذه إلى أيّ مكان، ويستخدم لتهدئة النوبة من دون الحاجة إلى تدخّل شخص آخر، أو إلى تناول دواء”.
يضع المستخدم فمه على الجهاز كما لو أنّه يستخدم جهاز استنشاق، ويتنفّس بمعدّل تحدّده إشارات ضوئيّة. وبفضل الذكاء الاصطناعيّ، أصبح الإيقاع المحدّد خاصًّا بكلّ فرد.
بالإضافة إلى التنفّس، يحفّز الجهاز الّذي بيع أكثر من مئة ألف نسخة منه في الولايات المتّحدة، أربعًا من الحواسّ الخمس، مع إشارات ضوئيّة، واهتزاز جسديّ ينتج صوتًا أيضًا، وروائح مهدّئة “لفصل الشخص عن حالة التوتّر”.
المصدر: عرب 48