النقل عبر رأس الرجاء الصالح يزيد مدة وتكلفة الشحن البحري
بعد هجمات وتهديدات الحوثيين للسفن المرتبطة بإسرائيل، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، حولت عشرات السفن مسارها من مضيق باب المندب، يرفع تكلفة الشحن من الصين بأكثر من 2300 دولار للحاوية الواحدة
السفينة “غالكسي ليدر” بعد سيطرة الحوثيون عليها، في 22 من الشهر الماضي (Getty Images)
غيرت عشرات السفن المرتبطة بإسرائيل، من حيث الملكية الكاملة أو الجزئية، مسار رحلتها من الشرق إلى الغرب أو العكس، إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بدلا من مضيق باب المندب الوقع جنوب غرب اليم، في أعقاب هجمات الحوثيين أو إثر تهديداتهم.
وتغيير مسار السفن وتحويله إلى رأس الرجاء الصالح، يزيد الإبحار مدة تصل لأسبوعين، بحسب هيئة قناة السويس.
وقال رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، الأحد الماضي، إن 55 سفينة حولت مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، بدلا من مضيق باب المندب، منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما أعلن الحوثيون الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر”، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعد الحوثيون أكثر من مرة باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، “تضامنا مع فلسطين”، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات ضد سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأبرز هذه الشركات، ثلاث تصنف أنها أكبر شركات شحن الحاويات عالميا، وهي: “إيه.بي مولر – ميرسك”، CMA-CGM، و”بريتش بتروليوم” للنفط والغاز.
وتقع طريق رأس الرجاء الصالح جنوبي دولة جنوب إفريقيا، وأصبحت منذ أكثر من قرن طريقاً ملاحية خاوية من السفن التجارية، بسبب طول الطريق الملاحي من جهة، وخطورة الأمواج هناك من جهة أخرى.
وبحسب موقع حكومة جنوب إفريقيا الإلكتروني، يقع رأس الرجاء الصالح في شبه جزيرة كيب، وهي إحدى أقصى نقاط جنوب القارة الأفريقية، وتواجه المحيط الأطلسي.
ويشير موقع “marineinsight” إلى أن رأس الرجاء الصالح تشكل في العصر الجليدي الذي بدأ قبل 2.6 مليون سنة؛ حيث غطت الأنهار الجليدية معظم سطح الأرض وبدأت في الذوبان في العصور الجليدية.
وبالمثل، أدت الأمواج القوية التي تحمل الرمال إلى ترسب الصخور الساحلية وتآكلها في الوقت نفسه، مما أدى إلى إنشاء منطقة ذات حواف حادة على ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا.
ويحتل رأس الرجاء الصالح مكانا مهما في التاريخ التجاري لجنوب إفريقيا، وكان بمثابة محطة توقف للسفن المبحرة من أوروبا إلى مستعمرات الشرق الأقصى.
وهذه الطريق هي موطن لأكثر من 1000 حطام سفينة، وتسمى المنطقة فيث جنوب أفريقيا بـ “مقبرة للسفن”، بسبب الطقس المتقلب بفعل التقاء مياه المحيطين الأطلسي والهندي.
ويمر عبر مضيق باب المندب أكثر من 10% من التجارة العالمية المنقولة بحرا، وأكثر من 12% من النفط والمشتقات المنقولة بحراً كذلك.
وارتفعت أسعار الشحن البحري إلى إسرائيل من مختلف الموانئ الصينية إلى أكثر من 2300 دولار للحاوية بسعة 40 قدما، بحلول 12 كانون الأول/ديسمبر الجاري، من 1975 دولارا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “فريتوس”، تسفي شرايبر، إنه “بالنسبة للسفن المتجهة إلى إسرائيل من آسيا، فإن الطريق حول إفريقيا أطول بكثير – حوالي 7000 ميل بحري و10-14 يوما – مقارنة بقناة السويس. وهذه الطريق تتكبد أيضا تكاليف وقود أعلى”.
وأضاف أنه “منذ بداية الحرب على قطاع غزة، زادت معدلات رسوم النقل عبر المحيطات من الصين إلى موانئ إسرائيل بنسبة 46%”.
وأعلنت شركات مثل “إيه بي مولر – ميرسك” الدنماركية، الإثنين الماضي، أالنها ستطبق “رسوما إضافية ضد مخاطر الطوارئ” على جميع البضائع التي يتم تفريغها في الموانئ الإسرائيلية.
المصدر: عرب 48