الهجوم الإسرائيلي الأخير في إيران دمّر منشأة شملت “أنشطة بحثية على سلاح نووي”
مصدر إسرائيلي يقول إنه تم تدمير جهاز تكنولوجي متطور يستخدم في تصميم المادة المتفجرة التي تغلف اليورانيوم في منشأة نووية وضروري من أجل تنفيذ انفجار نووي. ومهاجمة المنشأة يأتي رغم طلب بايدن بعدم مهاجمة منشآت نووية
منشأة “طالقان 2”
دمرت إسرائيل خلال هجومها في إيران، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، منشأة بارشن العسكرية التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن طهران، بادعاء أنه جرت فيها في السنة الأخيرة “أنشطة بحثية سرية للغاية في موضوع السلاح النووي”، بحسب ثلاثة مسؤولين أميركيين ومسؤولين إسرائيليين حالي وسابق، نقل عنهم تقرير للصحافي باراك رافيد في موقعي “أكسيوس” الأميركي و”واللا” الإسرائيلي اليوم، الجمعة.
واعتبر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن الهجوم استهدف بشكل شديد الجهود الإيرانية في السنة الأخيرة من أجل استئناف الأبحاث في موضوع السلاح النووي.
وقال المسؤول الإسرائيلي السابق الذي أحيط علما بشأن الهجوم إنه تم تدمير جهاز تكنولوجي متطور يستخدم في تصميم المادة المتفجرة التي تغلف اليورانيوم في منشأة نووية وضروري من أجل تنفيذ انفجار نووي.
وأحد أهداف الهجوم في إيران كان منشأة “طالقان 2” داخل منشأة بارشن. ونشر معهد العلوم والأمن الدولي صورة واضحة بعد الهجوم الإسرائيلي، أظهرت أن منشأة “طالقان 2” تدمرت بالكامل.
وحسب المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، فإن الأنشطة التي جرت في هذه المنشأة كانت جزءا من خطوات قام بها مسؤولون في الحكومة الإيرانية للقيام بأنشطة بحثية تستخدم في تطوير سلاح نووي، بحيث يكون بالإمكان أيضا استعراضها أنها ضرورية لأهداف مدنية.
وقال مسؤول أميركي “إنهم أجروا أنشطة علمية بالإمكان وضعها على الأرض لصنع سلاح نووي. وهذا كان أمرا سريا للغاية. وعلم بذلك قسم قليل من الحكومة الإيرانية، لكن معظم الحكومة الإيرانية لم تعلم بذلك”.
ورصدت الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية “الأنشطة المشبوهة” في بداية العام الحالي. ونفذ العلماء الإيرانيون في المنشأة نماذج محوسبة، وأبحاثا في علم المعادن وأبحاثا في المواد المتفجرة التي بالإمكان استخدامها من أجل تطوير سلاح نووي.
وحذر مسؤولون في البيت الأبيض الإيرانيين، خلال محادثات مباشرة في حزيران/يونيو الماضي، من الاستمرار في “أنشطة البحث المشبوهة”.
وقال مسؤول أميركي إنه في الأشهر التي سبقت الهجوم الإسرائيلي ساد قلق حيال هذه الأنشطة الإيرانية، وأن هذا القلق دفع مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية إلى تغيير تقديره حيال البرنامج النووي الإيراني، وبموجبه أن إيران لا تطور سلاحا نوويا.
ووضعت إسرائيل هذه المنشأة بين أهداف هجومها، رغم أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعدم مهاجمة منشآت نووية من أجل منع نشوب حرب مع إيران.
وأشار التقرير إلى أن منشأة “طالقان 2” لم تكن جزءا من البرنامج النووي الإيراني المعلن، ولذلك لم يكن بإمكان إيران الاعتراف بوجوده.
وقال مسؤول أميركي إن “الهجوم كان رسالة ليست خفية جدا إلى إيران بأن لإسرائيل قدرة كبيرة على الوصول إلى ما يحدث داخل المؤسسة الأمنية الإيرانية، حتى عندما تكون هذه أمورا سرية وكانت معروفة لمجموعة صغيرة جدا من الأشخاص في الحكومة الإيرانية”.
المصدر: عرب 48