الوسيط الأميركي في لبنان بمسعى لخفض التصعيد
وصل المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة اللبنانية بيروت قادما من إسرائيل، في زيارة غير معلنة المدة في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن لخفض التصعيد الحدودي بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأفادت التقارير الإسرائيلية بأن هوكشتاين غادر تل أبيب محملا برسائل شديدة اللهجة “أكثر من المرات السابقة” إلى الجانب اللبناني، بشأن “ضرورة التفاوض والتوصل إلى وقف لإطلاق النار على الحدود – وإلا فإن التصعيد لا مفر منه”.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية، لبنانية) بوصول هوكشتاين صباحا إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، مشيرة إلى أنه سيلتقي رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، ظهر اليوم، وغيره من المسؤولين.
والإثنين، بدأ هوكشتاين زيارة إلى إسرائيل ضمن جهود تهدئة المواجهات على الحدود مع لبنان بعد تصاعدها بشكل ملحوظ الأسبوع الماضي، وتعالي الأصوات في إسرائيل بتصعيد المواجهة وشن حرب شاملة في مواجهة حزب الله.
والتقى المبعوث الأميركي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس يتسحاق هرتسوغ، وزعيم المعارضة يائير لبيد، ووزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ورئيس “المعسكر الوطني” المنسحب حديثا من الحكومة، بيني غانتس.
ويحاول كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار، هوكشتاين، خلال المباحثات التي يجريها في تل أبيب وبيروت، التوصل إلى تفاهمات لتجنّب التصعيد الشامل على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.
وزار هوكشتاين بيروت في تشرين الثاني/ نوفمبر، وكانون الثاني/ يناير، وآذار/ مارس، بهدف الحث على الوصول إلى “حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود، ويسمح للنازحين من الطرفين بالعودة إلى منازلهم”.
وأفادت صحيفة “هآرتس” بأن المبعوث الأميركي حذّر في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين من احتمال أن المواجهات مع حزب الله إلى هجوم إيراني واسع النطاق ضد إسرائيل، ستواجه الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية صعوبة في صده.
كما حذّر هوكشتاين في نفس الوقت من صعوبة صد هجوم إيراني واسع النطاق بينما تتعامل الدفاعات الجوية الإسرائيلية مع هجمات وعمليات مكثفة يشنها حزب الله من الجنوب اللبناني، مستهدفا مواقع إسرائيلية.
ويأمل المبعوث الأميركي، بحسب “هآرتس” أنه إذا انتهى الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فإن ذلك سيمكن أيضًا من خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
ورغم أن ذلك لن يضع حدا للمواجهات الحدودية المتواصلة بين حزب الله وإسرائيل على خلفية الحرب على غزة، إلا أنه “سيمنع توسعها إلى حرب شاملة، وسيسمح بإحراز تقدم كبير في محاولة تحديد إطار لاتفاق مستقبلي بين الطرفين.
وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي، في بيان، إن الجانبين ناقشا ما وصفه بـ”الهجمات المتواصلة من حزب الله بتحريض من إيران، باتجاه البلدات والمدن الإسرائيلية، والحاجة الملحّة لاستعادة الأمن والسماح للسكان بالعودة بأمان إلى منازلهم”.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، أن الأخير “سيلتقي هوكشتاين صباح اليوم الثلاثاء”، وذلك بعد الجولة التي قام بها المبعوث الأميركي في إسرائيل على وقع تصعيد العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال.
وعشية زيارة هوكشتاين لبيروت، وجّه حزب الله رسائل استباقية إلى الأميركيين، بلسان مسؤوليه، بينهم النائب حسن فضل الله، الذي أكد أن “فكرة المنطقة العازلة هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعًا للنقاش”.
كما كرّر التأكيد على أن جبهة لبنان لن تتوقف إلا بعد وقف الحرب على غزة؛ فيما يلوح الجانب الإسرائيلي بتوسع الهجمات ضد حزب الله بالتزامن مع خفض حدتها في قطاع غزة، إذا لم ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان تصعيدا لافتا، ودعت الولايات المتحدة مرارا إلى احتوائه.
المصدر: عرب 48