اليوم التالي يجب أن يكون فلسطينيا
قال حمدان إنّ “قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل”، مضيفا: “هناك شهداء وهناك تضحيات… لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة”.
نازحون في غزة (Getty Images)
أكّد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أسامة حمدان، الأحد، أنّ الحركة لا تزال تحتفظ بـ”قدرة عالية” على الاستمرار في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل حربه على القطاع للشهر الثاني عشر.
وقال حمدان عضو المكتب السياسي للحركة، في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس” في إسطنبول، إنّ “قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل”، مضيفا: “هناك شهداء وهناك تضحيات… لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة”.
وأضاف: “قد تكون هناك تضحيات وخسائر في جانب وهناك كسب وتطور في جوانب أخرى”، وتابع: “المحصلة النهائية أن هذه المقاومة لا تزال قادرة بل أكثر من ذلك، هي ستكون أكثر قدرة على الإبداع في قادم الأيام”.
وقال حمدان إنّ “حجم الإصابات الذي يقع في المقاومة هو أقل بكثير مما هو متوقع في معركة بهذا الحجم والمستوى والاتساع”.
وأثار إعلان الجيش الإسرائيليّ هذا الشهر استعادة جثث ستة رهائن من نفق في غزة واتهام حماس بإعدامهم، موجة من الغضب، ما أدى إلى إضراب عام قصير الأمد، وتظاهرات واسعة النطاق، استمرت في تل أبيب والقدس.
لكن المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة عبر وساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، تراوح مكانها.
عن هجوم الحوثيين والتطبيع
وخلال المقابلة التي أجريت الأحد، رأى حمدان أن الولايات المتحدة، الداعم العسكري والسياسي الأكبر الإسرائيل، لا تبذل جهودا كافية لإجبار نتنياهو على تقديم تنازلات من شأنها أن تضع حدا لإراقة الدماء.
وقال حمدان إنّ “الإدارة الأميركية لا تمارس الضغط الكافي أو المناسب على الجانب الإسرائيلي، بل هي تحاول أن تبرر تملص الجانب الإسرائيلي من أي التزام”.
وصباح الأحد، تبنّى الحوثيون هجوما صاروخيا على وسط إسرائيل.
وقال حمدان إنّ الهجوم أظهر محدودية قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي الذي تتباهى به كثيرًا.
وعدّ الهجوم بمثابة “رسالة تقول لكل المنطقة إن إسرائيل ليست كيانا محصنا… حتى إسرائيل بقدراتها وتقنياتها، ليست قادرة على منع الوصول إليها وإصابتها”، وتابع أنّ “إمكانية أن يتطور الفعل المقاوم ضد الكيان الصهيوني، إمكانية جادة وحقيقية، وليست شيئا من الأوهام أو من الآمال غير القابلة للتحقيق”.
كما كرّر حمدان موقف حماس التي اعتبرت أن الهجوم الذي وقع في وقت سابق من الشهر الحالي وأطلق خلاله سائق شاحنة أردني النار على ثلاثة حراس إسرائيليين عند معبر حدودي وقتلهم، يعكس غضبا واسع النطاق تجاه إسرائيل في المنطقة.
أما بالنسبة للقادة العرب الذين طبّعوا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل أو يدرسون القيام بذلك، قال حمدان إن هؤلاء يتعين عليهم أن يسألوا أنفسهم كيف سيشعرون إذا كانت بلدانهم محتلة وكان العالم يقف متفرجًا.
وخاطبهم: “إذا كنتم ترون إسرائيل نعمة ومكسبا… أعطوهم جزءا من بلادكم”، وأضاف: “وسموها إسرائيل الجديدة”.
“اليوم التالي يجب أن يكون فلسطينيا”
وقال حمدان، الأحد، إنه من المستحيل تخيل سيناريو يغادر فيه زعيم حماس يحيى السنوار القطاع.
وذكر حمدان أن السنوار “مستعد أن يستشهد ألف مرة في فلسطين، ولا يغادر، لأن كل ما يفعله هو لتحرير فلسطين”.
وتتمسك حماس بمطلب انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا، الشريط على طول الحدود المصرية، والذي برز كنقطة خلاف رئيسية في محادثات التوصل إلى الهدنة.
وقال حمدان، الأحد، إن حماس تريد “حكمًا فلسطينيًا مشتركًا” في غزة، بمجرد انتهاء الحرب في القطاع المحاصر، مضيفًا أن مسؤولي حماس وممثلي الفصائل الفلسطينية الأخرى، سيلتقون قريبًا في القاهرة لمناقشة رؤيتهم لما بعد الحرب.
وأوضح: “اتفقنا على أنّ تشكل حكومة وفاق وطني تدير الشؤون الفلسطينية في غزة”، مشددا على أن “اليوم التالي يجب أن يكون فلسطينيا”.
وتأتي تصريحات حمدان بعد أقل من أسبوع على تصريح لوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، عدّ فيه أن حركة حماس، “لم تعد موجودة” كتنظيم عسكري في غزة.
المصدر: عرب 48