بايدن مخطئ… سياستي تحظى بتأييد غالبية الإسرائيليين
نتنياهو يرد على بايدن، ويقول إن سياسته تجاه الحرب على غزة تعبر عن موقف الغالبية الساحقة من الإسرائيليين، بما في ذلك بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي الوشيك على رفح، جنوبي قطاع غزة، التي تعج بالنازحين الفلسطينيين.
نشاط احتجاجي مناهض لحكومة نتنياهو؛ في تل أبيب (Getty Images)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، “مخطئ” في اعتقاده أن سياسته لا تحظى بتأييد الإسرائيليين، وذلك تعليقا على قول بايدن إن نتنياهو “يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها”.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وفي مقابلة أجراها لصحيفة “بوليتيكو”، قال نتنياهو: “لا أعرف بالضبط ما الذي كان يقصده الرئيس، ولكن إذا كان يعني أنني أتبع سياسات خاصة، ضد رغبة غالبية الإسرائيليين، وأن هذا يضر بمصالح إسرائيل، فهو مخطئ في كلا الحالتين”.
وأضاف “هذه ليست سياساتي الخاصة فقط. إنها سياسات تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين. إنهم يؤيدون الإجراء الذي نتخذه لتدمير ما تبقى من كتائب حماس الإرهابية”، وذلك في إشارة إلى توسيع الهجمات البرية لتشمل منطقة رفح.
وتابع نتنياهو: “هم يقولون (الإسرائيليون) إنه بمجرد أن ندمر حماس، فإن آخر شيء يجب أن نفعله هو أن ندخل إلى غزة السلطة الفلسطينية التي تعلم أطفالها عن الإرهاب وتمول الإرهاب لتدير أمور القطاع”.
وتابع “كما أنهم (الإسرائيليون) يؤيدون موقفي بأنه علينا أن نرفض بشكل قاطع أن تُفرض علينا دولة إرهاب فلسطينية”، وقال إن الإسرائيليين “يدركون أننا إذا لم نفعل ذلك فسوف نعود إلى مجزرة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر”.
وختم بالقول: “لهذا السبب فإن سياستي تعبر عن موقف غالبية الإسرائيليين. الغالبية العظمى متحدة كما لم يحدث من قبل، وهم يدركون ما هو جيد وما هو مهم لإسرائيل – وهم على حق”.
وجاء ذلك ردا على تصريحات بايدن الذي قال، السبت، في مقابلة مع قناة MSNBC إنّ “من حقّ (نتنياهو) الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس. لكن يجب أن يكون أكثر حذرا حيال الأرواح البريئة التي تزهق”.
وأضاف الرئيس الأميركي “في رأيي هذا يضرّ إسرائيل أكثر ممّا ينفعها”.
وسئل بايدن عما إذا كان هناك من “خط أحمر” يجب على إسرائيل ألا تتجاوزه، وتحديدا حول ما إذا كان هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح بجنوب القطاع سيشكل “خطا أحمر”، فقال بايدن: “هذا خط أحمر، لكني لن أتخلى عن إسرائيل أبدا”.
وتابع الرئيس الأميركي أن “الدفاع عن إسرائيل يبقى ذا أهمية قصوى. فلا خط أحمر أريد من خلاله وقف شحنات الأسلحة بالكامل”، إذ عندها لن يكون الإسرائيليون “محميين بالقبة الحديدية”.
وقال بايدن إنه يتعين على نتنياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشا صريحا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بشأن الحرب في القطاع.
وظهر بايدن في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام أميركية وهو يتحدث إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ، مساء الخميس، على هامش خطابه عن حال الاتحاد، وقال دون أن يدرك أنه أمام ميكروفون مفتوح: “يجب عليه أن يفهم”، في إشارة إلى نتنياهو.
والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لإسرائيل، لكن إدارة بايدن وجهت مؤخرا الانتقادات الأكثر حدة لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، وشملت دعوة حكومة نتنياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة المعرض لخطر المجاعة.
وفي الفترة الأخيرة، تزايدت تقارير دعمتها تصريحات رسمية مستجدة، عن توتر أميركي إسرائيلي على خلفية عرقلة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، والأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين الذين سقطوا في الحرب على غزة، رغم تحذيرات متكررة ودعوات لبذل الجهود لخفض عدد المتضررين المدنيين.
لكن خبراء أرجعوا التبدل في الخطاب الأميركي إلى المعركة الانتخابية على منصب الرئاسة، حيث يُخشى أن ينعكس دعم بايدن الأعمى لإسرائيل، تزامنا مع صور الجرائم التي ترتكبها القادمة من غزة، على استطلاعات الرأي ويتسبب بتراجع شعبيته خاصة في الولايات ذات الأكثرية المسلمة.
كما أن تملص الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، من حل الدولتين وأي مفاوضات قد تفضي إليها، واجه انتقادات حتى من حلفائها الغربيين، الذين اعتبروا أن الشرق الأوسط سينعم بالسلام فقط إن جرى تنفيذ هذا الحل وتأسيس دولة مستقلة للفلسطينيين إلى جانب إسرائيل.
المصدر: عرب 48