بختام زيارة عون: بيان سعودي لبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل بالكامل من لبنان وحصر السلاح بيد الدولة

أكّد بيان سعوديّ – لبنانيّ، صدر اليوم الثلاثاء، ضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيليّ بالكامل من لبنان، وحصر السلاح بيد الدولة، وذلك في ختام زيارة أجراها الرئيس اللبنانيّ، جوزيف عون إلى الرياض.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
ووفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية ("واس")، فإن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، وعون "عقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وأن لبنان عضو أصيل في المنظومة العربية، وأن علاقاته العربية هي الضمانة لأمنه واستقراره".
وذكرت أنه "تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وأكد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا الهامة على الساحتين الإقليمية والدولية".
ووفق البيان، فقد "اتفق الجانبان على البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية".

وأضاف أنهما أكدا "أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم الرئاسي الذي ألقاه رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، بعد انتخابه وأعلن فيه رؤيته للبنان واستقراره، ومضامين البيان الوزاري".
كما أكدا "أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية".
واتفق الجانبان على "ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة".
بدورها، قالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عون أجرى مساء الإثنين محادثات مع ولي العهد السعودي، تركزت على سبل تطوير العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن الرئيس عون غادر صباح الثلاثاء الرياض، مختتما زيارته الرسمية للسعودية، متوجها إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة المرتقبة، لبحث القضية الفلسطينية.
وعند المغادرة، وجه عون إلى ابن سلمان برقية قال فيها "يطيب لي وأنا أغادر أجواء المملكة العربية السعودية الشقيقة أن أشكر لكم الحفاوة التي لقيتها والوفد المرافق خلال زيارتي للرياض".
وعَدّ أن الزيارة "تعكس عمق ما يربط لبنان بالمملكة من علاقات أخوية متجذرة عبر التاريخ"، وفق المصدر نفسه.

وذكر أن المحادثات "أرست الأسس الصلبة لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدينا الشقيقين، توافقنا على تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة".
وأضاف "إني إذ أجدد شكري، اتمنى أن تنقلوا إلى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عميق تقدير اللبنانيين لمواقفه التاريخية تجاه لبنان وشعبه، متطلعا إلى لقاء قريب مع سموكم لاستكمال البحث في المواضيع التي أثرناها خلال محادثاتنا".
والإثنين، وصل عون إلى السعودية في أول زيارة خارجية له، منذ توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأفادت الرئاسة اللبنانية في بيان عبر منصة إكس، الإثنين، بأن عون قال بعيد وصوله إلى الرياض إن الزيارة "فرصة لتأكيد عمق العلاقات اللبنانية السعودية".
وعدّ الزيارة "مناسبة أيضا،للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم واستقرار لبنان، وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".
وتأتي زيارة عون بعد غياب رسمي لبناني عن السعودية استمر نحو ثماني سنوات، وتحمل دلالات مهمة باتجاه استعادة لبنان علاقاته العربية، وتعزيز التعاون الثنائي مع الرياض، تمهيدا لفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون في مختلف المجالات.
ويحتاج لبنان إلى مساعدات مالية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
والأربعاء الماضي، نالت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام ثقة مجلس النواب بتصويت 95 نائبا لصالحها من أصل 128.
برّي: الاحتلال الإسرائيلي امتدّ لإقامة شريط حدودي داخل أراضي لبنان
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، اليوم الثلاثاء، إن "الاحتلال الإسرائيلي لم يقتصر على التلال الخمس الحدودية، بل امتد لإقامة شريط حدودي، يمتدّ لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان".
وأفاد بري في تصريحات صحافية أدلى بها بري لجريدة "الديار" اللبنانية، بشأن آخر المستجدات السياسية والأمنية في بلاده والمنطقة، بأن لبنان "لن يسمح لإسرائيل بفرض وقائع جديدة على الأرض"، ويطالب المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.
وذكر أن لبنان "لن يقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية سواء متعلقة بسلاح المقاومة شمال نهر الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية".
إقليميًّا، شدد بري على أن إسرائيل لا تكتفي بمحاولة فرض أمر واقع في لبنان، بل تسعى للتدخل بشؤون دول الجوار، وبخاصة سورية، عبر "العبث بتركيبتها الديموغرافية، وادعاء حماية بعض المكونات مثل الدروز"، على حد تعبيره.
أما بشأن زيارة الرئيس عون إلى الرياض، فأعرب بري عن تفاؤله بإمكانية تحريك المساعدات السعودية للاقتصاد اللبناني، خصوصًا في ظل الحديث عن مشاريع استثمارية محتملة في بلاده.
وأشار في حديثه الثلاثاء إلى أن "المملكة كانت دائما داعمة للبنان"، معربًا عن أمله أن تنجح الحكومة في بناء علاقات مباشرة مع الرياض، بما ينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي اللبناني.
وفي ما يتعلق بملف إعادة الإعمار والمساعدات الدولية للبنان، أكد بري أن بلاده "لن تقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية، سواء متعلقة بسلاح المقاومة في شمال الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية".
وقال إن إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي "يجب أن تكون أولوية وطنية"، وأن لبنان يسعى للحصول على الدعم الدولي دون التفريط بحقوقه السيادية أو تقديم تنازلات تمس بمبادئه الوطنية.
اقرأ/ي أيضًا | عون: لبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول العربية الشقيقة
المصدر: عرب 48