بطاقات الائتمان والأقساط الميسّرة: الورطة التي يصعب الخروج منها
تلعب البنوك دورًا حيويًّا في الاقتصاد الحديث، إذ تسهّل تحويل الأموال بين المقترضين والمقرضين وتقديم الخدمات الماليّة للعملاء، كما تقدّم منتجات وخدمات ماليّة متنوّعة، بما في ذلك القروض وبطاقات الائتمان والأقساط الميسّرة، وفي حين تهدف هذه المنتجات إلى “توفير الدعم الماليّ للأشخاص”، إلّا أنّ هذه المؤسّسات، تقوم أيضًا باستغلال العملاء من خلال هذه الأقساط وبطاقات الائتمان.
وتعتبر الأقساط الميسّرة هي منتجًا ماليًّا تقدّمه البنوك، يتيح للعملاء الدفع مقابل منتج أو خدمة على أقساط شهريّة، ويتمّ تسويق هذا المنتج باعتباره وسيلة ملائمة لشراء المنتجات دون الحاجة إلى دفع السعر الكامل مقدّمًا، ومع ذلك، يمكن للبنوك استغلال هذا المنتج عن طريق فرض أسعار فائدة عالية ورسوم، ممّا قد يؤدّي إلى دفع العملاء أكثر بكثير من السعر الأصليّ للمنتج.
ووفقًا لدراسة أجراها مكتب حماية المستهلك الماليّ (CFPB) في عام 2020، فإنّه غالبًا ما يتمّ تسويق قروض الأقساط الميسّرة للأشخاص ذوي الدرجات الائتمانيّة المنخفضة والصعوبات الماليّة، حيث ووجدت الدراسة أنّ هذه القروض غالبًا ما يكون لها أسعار فائدة ورسوم مرتفعة، ممّا قد يدفع المقترضين إلى دفع أكثر من ضعف السعر الأصليّ للمنتج، ووجدت الدراسة أيضًا أنّ قروض التقسيط الميسّرة غالبًا ما تحتوي على رسوم خفيّة، ممّا قد يجعل من الصعب على المقترضين فهم التكلفة الحقيقيّة للقرض. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن هيكلة قروض التقسيط الميسّرة بطريقة تجعل من الصعب على المقترضين سداد القرض، على سبيل المثال، قد يطلب بعض المقرضين من المقترضين سداد مدفوعات أسبوعيّة أو نصف شهريّة، الأمر الّذي قد يكون صعبًا على الأشخاص ذوي الدخل غير المنتظم. في مثل هذه الحالات، قد ينتهي الأمر بالمقترضين إلى التخلّف عن سداد القرض، ممّا قد يؤدّي إلى رسوم إضافيّة، ممّا يزيد من تفاقم الصعوبات الماليّة الّتي يواجهونها.
وتقدّم معظم البنوك بطاقات الائتمان إلى عملائها، وتسمح لهم باقتراض الأموال لدفع ثمن السلع والخدمات من خلالها، حيث يتمّ إغراء العملاء بالعديد من المزايا، بما في ذلك الراحة والمكافآت وعروض استرداد النقود، ومع ذلك، يمكن للبنوك استغلال بطاقات الائتمان عن طريق فرض أسعار فائدة ورسوم عالية، ممّا قد يؤدّي إلى دفع العملاء أكثر بكثير من المبلغ الأصليّ المقترض.
ووفقًا لدراسة أجراها مكتب حماية المستهلك الماليّ في الولايات المتّحدة، فإنّ ديون بطاقات الائتمان وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يدين الأمريكيّون بأكثر من تريليون دولار من ديون بطاقات الائتمان، ووجدت الدراسة أنّ شركات بطاقات الائتمان غالبًا ما تفرض رسومًا وأسعار فائدة مرتفعة، ممّا قد يجعل من الصعب على المقترضين سداد ديونهم، ووجدت الدراسة أيضًا أنّ شركات بطاقات الائتمان غالبًا ما تنخرط في ممارسات من شأنها توريط العملاء، مثل تقديم حدود ائتمانيّة عالية للأشخاص ذوي الدرجات الائتمانيّة المنخفضة، ممّا قد يؤدّي إلى مزيد من الديون.
اقرأ/ي أيضًا | كيف نعرف ما إذا كنا نعيش فترة كساد اقتصاديّ؟
وبحسب الدراسة، فإنّه غالبًا ما تستخدم شركات بطاقات الائتمان شروطًا وأحكامًا معقّدة، ممّا قد يجعل من الصعب على المقترضين فهم التكلفة الحقيقيّة لديونهم، إذ قد تقدّم بعض شركات بطاقات الائتمان معدّلات فائدة 0% لفترة محدودة، ولكن بمجرّد انتهاء الفترة الترويجيّة، يمكن أن ترتفع معدّلات الفائدة إلى حدّ بعيد، ممّا يؤدّي إلى دفعات شهريّة أعلى بكثير.
المصدر: عرب 48