بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على “تهديدات” غربية
ستشمل المناورات القوات الجوية والبحرية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو وأعلنت ضمّها في أعقاب الغزو.
أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإجراء مناورات نووية “في المستقبل القريب” تشارك فيها خصوصا قوات منتشرة قرب أوكرانيا، ردا على “تهديدات” قادة غربيين لموسكو، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع اليوم الإثنين.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وقتل ستة أشخاص وأصيب 35 آخرون صباح اليوم في هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة متفجّرة على منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا والتي تستهدفها القوات الأوكرانية بانتظام.
ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، ألمح بوتين مرارا إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي.
هذه المرة، تهدف المناورات إلى “الإبقاء على جاهزية” الجيش في أعقاب “تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن هؤلاء القادة الغربيين “تحدثوا عن الاستعداد وحتى النية لإرسال كتائب مسلحة إلى أوكرانيا، أي وضع جنود من حلف شمال الأطلسي في مواجهة الجيش الروسي”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد كرّر في الفترة الأخيرة موقفه بعدم استبعاد إرسال قوات غربية الى أوكرانيا بحال اخترقت روسيا “خطوط الجبهة”.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنه “خلال المناورات، سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية”.
هذه الأسلحة التي تسمى أيضا الأسلحة النووية التكتيكية، مصممة للاستخدام في ساحة المعركة ويمكن إطلاقها بواسطة صواريخ.
وأشارت الوزارة الى أن الإجراء يأتي بناء على “أوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية”، أي الرئيس بوتين.
وستشمل المناورات القوات الجوية والبحرية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو وأعلنت ضمّها في أعقاب الغزو.
ولم تحدد وزارة الدفاع الروسية موعد هذه المناورات أو مكانها.
وفي منتصف آذار/مارس، اعتبر بوتين أن الأسلحة النووية الروسية “أكثر تقدما” من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة، مؤكدا أن ترسانتها كانت دائما “جاهزة” لنزاع نووي، لكنه لم يفكر قط في استخدامها في أوكرانيا.
وأسفر هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة في قرية بيريوزوفكا الصغيرة في منطقة بيلغورود الروسية، عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين، وفق الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف.
وتعرضت شاحنتان صغيرتان “كانتا تقلّان موظفين نحو مكان عملهم وسيارة، من قبل الجيش الأوكراني بواسطة مسيّرات انتحارية”، حسبما أوضح المسؤول عبر “تلغرام”.
وأضاف “توفي ستة أشخاص (…) وأُصيب 35 شخصا بينهم رجل في وضع صعب” فيما أصيب الجرحى الآخرون “بجروح خطرة نوعًا ما بسبب الشظايا ونقلهم مسعفون إلى مراكز طبية في المنطقة”.
ووفق السلطات الإقليمية، المركبات المتضررة تابعة لشركة محلية لإنتاج اللحوم.
وتولت لجنة التحقيق الروسية، المكلفة بالتحقيقات الكبرى، فتح بحث في الواقعة.
وتتعرض منطقة بيلغورود لهجمات منتظمة من الجيش الأوكراني، وتقول كييف إنها تفعل ذلك ردا على القصف اليومي الذي تشنه القوات الروسية على المدن الأوكرانية منذ أكثر من عامين.
وفي 30 كانون الأول/ديسمبر 2023، تعرضت مدينة بيلغورود عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وتقع على بعد 60 كيلومترا من قرية بيريوزوفكا، لهجوم خلف 25 قتيلا ونحو مئة جريح.
ويأتي هذا الهجوم الأوكراني الجديد عشية تنصيب فلاديمير بوتين في الكرملين لولايته الخامسة الثلاثاء، وقبل ثلاثة أيام من احتفالات 9 أيار/مايو في ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية.
وألغت السلطات جزءا من هذه الاحتفالات التي تجتذب عموما حشودا كبيرة في جميع أنحاء البلاد، لأسباب أمنية مرتبطة خصوصا بالنزاع في أوكرانيا.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية الإثنين أن القصف الروسي لمنشآت الطاقة أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي خلال الليل في منطقتي سومي وخاركيف الأوكرانيتين المتاخمتين لروسيا.
وقالت الوزارة “في الليل، قصف العدو منشآت للطاقة في منطقة سومي. وانقطعت إمدادات الكهرباء عن أكثر من 400 ألف أسرة في سومي وبلدات وقرى أخرى في المنطقة”.
وأضافت أن إمدادات الطاقة “استعيدت جزئيا” في الصباح.
المصدر: عرب 48