تجدد الاشتباكات في السودان صبيحة العيد رغم الدعوات إلى هدنة
تهز الانفجارات والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العاصمة الخرطوم، منذ ساعات الصباح، على الرغم من الدعوات إلى هدنة من أجل المدنيين في أول ايام عيد الفطر.
أعمدة الدخان تتصاعد من أحياء الخرطوم (Getty Images)
تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، فجر اليوم، الجمعة، أول أيام عيد الفطر، في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم.
وهزت الانفجارات والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، العاصمة الخرطوم، في ساعات الصباح، على الرغم من الدعوات إلى هدنة من أجل المدنيين في أول ايام عيد الفطر.
وتحدث شهود عن إطلاق نار وغارات جوية قبل شروق الشمس كما يحدث كل صباح منذ 15 نيسان/ أبريل الجاري.
وأفاد شهود عيان بأن قصفا عنيفا شهدته عدة مناطق جنوبي الخرطوم. وذكر الشهود أن مناطق عدة في مدينتي بحري (شمالي العاصمة) وأم درمان (غربها) شهدت اشتباكات بين الطرفين.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية في منشور على “فيسبوك” أن مناطق متعددة من الخرطوم “تعرضت وما زالت تتعرض للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع”.
وأضافت أن هذه المواجهات في ليلة عيد الفطر “خلفت دمارا طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة”. وكانت الاتصالات الدبلوماسية قد تكثفت أمس، الخميس، في محاولة للتوصل إلى تهدئة.
وأعلنت قوات الدعم السريع، صباح اليوم، “موافقتها على هدنة لمدة 72 ساعة” اعتبارا من السادسة من صباح اليوم، لمنح فترة راحة للسودانيين الذين ما زالوا عالقين في تبادل إطلاق النار الذي أودى بحياة أكثر من 330 شخصًا حتى الآن.
في الوقت نفسه، ألقى قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خطابا موجها إلى السودانيين بمناسبة عيد الفطر عبر التلفزيون الحكومي، في أول ظهور له منذ بدء القتال، ولم يشر فيه إلى أي هدنة.
وقال البرهان، الذي ظهر ببزة عسكرية جالسا في مكتب بين علمين للسودان، “تمر على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة”.
وأضاف “يبقي الأمل الدائم في أننا مع شعبنا العظيم سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكا ويزداد هتافنا قوة جيش واحد شعب واحد”.
وتابع أن “قواتكم المسلحة تتقدم في حسم المتمردين”، مؤكدا أنه “على ثقة في تجاوز هذه المحنة بالحكمة والقوة وبما يحافظ على أمن ووحدة البلاد ويمكننا من الانتقال الآمن للحكم المدني”.
يأتي ذلك فيما يطلق كل من الجانبين إعلانات نصر واتهامات للطرف الآخر لا يمكن التحقق منها على الأرض، بسبب خطورة الوضع.
ويعيش سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يومهم السابع وسط الغارات الجوية والانفجارات والاشتباكات في الشوارع.
وألحقت عمليات إطلاق النار المستمرة أضرارا جسيمة بمستشفيات جديدة الخميس، وفقا لنقابة الأطباء. وقد أصيب أربعة منها في الأبيض الواقعة على بعد 350 كيلومترا جنوب الخرطوم.
وفي العاصمة، نفدت مؤن عدد كبير من العائلات ولم يعد لديها كهرباء أو مياه جارية. ويحاول عدد كبير منها الفرار بين نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع والجيش وسط جثث متناثرة على جانب الطريق.
ومنذ أن تحول النزاع على السلطة الكامن لأسابيع بين الضابطين الكبيرين إلى معركة ضارية، فر عدد كبير من المدنيين إلى الخارج أيضا.
وصل بين عشرة آلاف وعشرين ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال إلى تشاد المجاورة، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها في السودان، وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
وقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور في بداية القتال. ولم تعد الأمم المتحدة تحصي عمليات “النهب والهجمات” على مخزونها وموظفيها، وهي تدين “العنف الجنسي ضد العاملين في المجال الإنساني”.
وكان مركز الأبحاث “مجموعة الأزمات الدولية” قد حذر من أنه “لا البرهان ولا دقلو يريد الاستسلام على ما يبدو لذلك الوضع قد يزداد سوءًا”.
وأضاف أن “نزاعا طويل الأمد سيكون خرابًا للسودان” ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا وأحد من أفقر دول العالم يعاني أكثر من ثلث سكانه من الجوع.
وتابع “حتى لو استعاد الجيش في النهاية السيطرة على العاصمة وانسحب دقلو إلى دارفور فقد تنشب حرب أهلية” ومعها “احتمال زعزعة الاستقرار في البلدان المجاورة”.
وقال أطباء إن سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق السكنية لا يتردد في إلقاء القنابل، وأحيانا فوق المستشفيات.
وذكرت نقابة الأطباء أن “سبعين بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال توقفت عن العمل” إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
المصدر: عرب 48