تجدد المعارك في الفاشر بعد هجوم لقوات الدعم السريع
قال إبراهيم اسحق البالغ 52 عاما والذي فر من الفاشر الجمعة ووصل إلى بلدة طويله الواقعة على بعد 64 كلم إلى غرب المدينة إن “الأحياء أصبحت خالية تماما ولا تسمع سوى أصوات الانفجارات والقذائف”.
تجدّدت المعارك العنيفة السبت في الفاشر في جنوب غرب السودان حيث تشن قوات الدعم السريع “هجوما” دانته واشنطن.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم محاصرتها منذ أيار/مايو.
وكان حاكم إقليم دارفور، مني مناوي، قد لفت الخميس في منشور على منصة “إكس”، إلى أن الجيش “دحر مليشيات في هجومها السبعيني”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي كانت أشارت إلى أنها حقّقت تقدما وسيطرت على مواقع عسكرية في المدينة، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفاد شهود السبت بوقوع “عدة غارات لطيران الجيش على مناطق شرق وجنوب الفاشر” وبـ”سماع أصوات المضادات الأرضية”.
وأعرب المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو عن “قلق بالغ إزاء الهجمات الجديدة لقوات الدعم السريع”، داعيا إياها إلى “وقف هجومها” وذلك في منشور السبت على منصة “إكس”.
وتعذّر على الفور تحديد حصيلة الضحايا.
وقال إبراهيم اسحق البالغ 52 عاما والذي فر من الفاشر الجمعة ووصل إلى بلدة طويله الواقعة على بعد 64 كلم إلى غرب المدينة إن “الأحياء أصبحت خالية تماما ولا تسمع سوى أصوات الانفجارات والقذائف”.
وأضاف “تحولت منطقة السوق الرئيسي وسط المدينة إلى مكان لا يطاق من شدة الانفجارات”.
واستنادا بشكل خاص إلى صور للأقمار الاصطناعية أتاحت رصد آثار القصف الجوي ونيران المدفعية، أفاد مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل في الولايات المتحدة بوقوع “معارك واسعة النطاق وغير مسبوقة بين الجيش وقوات الدعم السريع”.
وحذر المختبر الجامعي في بيان الجمعة من أنه “بغض النظر عمّا ستؤول إليه معركة الفاشر، فمن المرجّح أن تحوّل شدة المعارك الحالية إلى ركام ما تبقى” من المدينة.
وفي الخرطوم، أفاد شهود السبت بسماع دوي “انفجارات قوية حول منطقة سلاح المدرعات جنوب العاصمة” وبـ”تصاعد كثيف للدخان وتحليق للطيران العسكري و (سماع) أصوات قصف في وسط الخرطوم”.
ومنذ نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان معارك مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأسفرت المعارك في السودان عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا لبيرييلو.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ودعا خبراء من الأمم المتحدة الجمعة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.
المصدر: عرب 48