تجدُّد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة في لبنان رغم إعلان هدنة ونزوح أكثر من ألفي شخص
قالت “أونروا”، إن “الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة، أجبرت أكثر من 2000 شخص على الفرار”. وأشارت إلى “تعرُّض مدرستين تابعتين للوكالة، لأضرار، نتيجة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة”.
تواصل الاشتباكات في المخيم (Getty Images)
تجدّدت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي لبنان، رغم اتفاق الهدنة الذي توصل إليه مسؤولون لبنانيون وممثلون عن الفصائل الفلسطينية في المخيم، اليوم الإثنين، فيما أكّدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (“أونروا”)، أن أكثر من ألفي شخص أُجبروا على ترك منازلهم، من جرّاء الاشتباكات.
وقالت “أونروا”، إن “الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة، أجبرت أكثر من 2000 شخص على الفرار”. وأشارت إلى “تعرُّض مدرستين تابعتين للوكالة، لأضرار، نتيجة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة”.
وتصاعدت الاشتباكات في المخيم “بشكل عنيف، وتفاقمت حدتها واتسع نطاقها، بالرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين”، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول” للأنباء.
وجاء ذلك عقب إعلان النائب في البرلمان اللبناني عن مدينة صيدا، أسامة سعد، في مؤتمر صحافي، التوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل الفلسطينية في المخيم، على “وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وسحب كافة المسلحين”.
واتفقت الأطراف على الهدنة بعد يومين من اشتباكات أدت إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل، بينهم القيادي في حركة فتح أبو أشرف العرموشي و3 من مرافقيه، وإصابة أكثر من 40 آخرين بينهم أطفال.
وفي السياق، كشف سعد عن بدء جبهة العمل الفلسطينية التي تعمل على الاتصال مع الفصائل داخل المخيم لتهدئة الأوضاع، في اتخاذ إجراءات من شأنها “تسليم المتورطين” في عملية اغتيال العرموشي إلى القوات الأمنية اللبنانية.
وكان الجيش اللبناني، قد أغلق في وقت سابق من اليوم، جميع مداخل مخيم عين الحلوة، إثر تجدد الاشتباكات داخله، ووصول الرصاص الطائش إلى الأحياء المجاورة للمخيم في مدينة صيدا، ما دفع الأهالي إلى النزوح.
ميقاتي: لا نقبل استخدام الساحة اللبنانيّة لتصفية الحسابات الخارجيّة
وفي سياق ذي صلة، قال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، اليوم إن حكومته لا تقبل استخدام الساحة المحلية لتصفية الحسابات الخارجية.
جاء ذلك في تعليق ميقاتي على الاشتباكات المسلحة الدائرة في المخيم، خلال افتتاح جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في مقر الحكومة وسط العاصمة بيروت، بحسب بيان لمكتب رئيس الحكومة الإعلامي.
وقال ميقاتي: “نحن نتابع مع الجيش والقوى الأمنية هذا الملف، ونسعى لوقف هذه الاشتباكات، ولا نقبل استخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين”.
وأضاف أن “الجيش يقوم بواجبه لمعالجة هذه المسألة، وما يحصل مرفوض بالمطلق لكونه يكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة”.
وتابع رئيس الوزراء اللبناني، أن “على كل مقيم على الأراضي اللبنانية أن يحترم السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة”.
وأشار إلى أنه تواصل مع الجهات الأمنية ومخابرات الجيش، وتبين أن هناك وقفا جديا لإطلاق النار؛ “لكن هناك جهات خارج هذا الاتفاق تقوم بخرقه بصورة مستمرة”، وفق وصفه.
والسبت، بدأت الاشتباكات في المخيم، بين مجموعات مسلحة، وقوات الأمن التابعة لحركة “فتح”، عقب عملية إطلاق نار استهدفت الناشط الإسلامي محمود أبو قتادة، ما أدى إلى إصابته بجروح، وفقا لوكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.
ويعد عين الحلوة، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضمّ نحو 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف، يتوزعون على 12 مخيما.
المصدر: عرب 48