تخوف وخطر يحدقان بنسبة كبيرة لانعدام الملاجئ
أعرب أهال من بلدة ترشيحا القريبة من الحدود مع لبنان عن تخوفهم وقلقهم إزاء احتمال التصعيد واندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله، وذلك في ظل عدم وجود ملاجئ كافية للمواطنين وسقوط قذائف وصواريخ اعتراضية بالمنطقة.
منظر عام في ترشيحا (عرب 48)
يعيش المواطنون العرب في الشمال وخصوصا في البلدات القريبة من الحدود مع لبنان، في حالة قلق وتوتر متواصلة خشية التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في ظل القصف اليومي المتبادل وفي أعقاب التفجيرات الأخيرة في لبنان.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وتُسمع صافرات إنذار ودوي انفجارات ناجمة عن سقوط قذائف وصواريخ اعتراضية بشكل يومي في بلدات عربية على مقربة من الحدود، في وقت تشهد فيه هذه البلدات من انعدام الملاجئ ويظهر حجم الفجوة بين خطورة الأوضاع الأمنية السائدة وسياسة تعامل السلطات الإسرائيلية مع المجتمع العربي.
وبهذا الصدد، قال رئيس قائمة التحالف في بلدية ترشيحا ومساعد رئيس البلدية، نخلة طنوس، لـ”عرب 48“، إننا “نعيش في الساعات الأخيرة بحالة استنفار عامة في البلدة في أعقاب التطورات بلبنان، حتى أننا نفحص إمكانية ترتيب الدوام المدرسي عن بعد”.
وأضاف أن “ترشيحا تبعد عن الحدود مع لبنان 7 كيلومترات هوائيا، ونحن نعيش أجواء الحرب والقصف بشكل يومي، ويشكل هذا الوضع تخوفات عديدة وشعورا مستمرا بالقلق من المستقبل، وخصوصا أن الحرب شكلت انعكاسات عديدة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي في البلدة”.
وأشار طنوس إلى أنه “هنالك 5 ملاجئ عامة في ترشيحا، وإذا قارنا ذلك بعدد السكان البالغ 5500 نسمة نستخلص أن ذلك بواقع ملجأ لكل 1100 إنسان، وهذا عدد غير كاف وفي حال تفاقم الأوضاع سيكون هناك نسبة كبيرة من أهالي البلدة ضمن دائرة الخطر المباشر ومن دون ملاجئ، بالإضافة إلى وجود 11 ملجأ متنقلا في الشوارع العامة وهذه النوعية من الملاجئ غير آمنة بدرجة كبيرة وقدرة استيعابها لا تتجاوز 10-15 شخصا”.
وأوضح أن “أكثر ما يقلقنا هو وضع المدارس في البلدة التي تضم أكثر من 1300 طالب بينما تحتوي على ملجئين فقط، وفي المقابل نرى في معلوت أكثر من 60 ملجأ إلى 19 ألف نسمة بواقع ملجأ لكل 300 إنسان”.
وختم طنوس بالقول إن “الأهالي يعيشون في ضغط مستمر، سيما وأن القصف يحدث بشكل متكرر في ساعات الفجر والناس نيام، ما يخلق حالة عامة من الهلع والخوف. هذه الأجواء لم تكن سابقا في حرب لبنان الثانية عام 2006، وهذه الحرب تختلف كليا لطول استمرارها ونحن لم نعتد أن نكون في خط المواجهة”.
وذكر غابي شاهين من ترشيحا، لـ”عرب 48“، أن “الأجواء في البلدة غير طبيعية، إذ يسود شعور عام بالخوف والتوتر بين المواطنين مع استمرار الحرب ودوي القصف الذي نسمع الانفجارات الناتجة عنه بشكل يومي، وإذا مر يوم دون أن نسمع ذلك نشعر بأن هنالك أمر غير طبيعي”.
وتابع أنه “في الفترة الأخيرة كان عدة حالات تصدي لصواريخ ومسيرات في أطراف البلدة، وسقطت بعض الشظايا على بعض الأحياء. نشعر بتخوفات كبيرة مع متابعتنا للأحداث والتوترات والتهديدات من قبل الحكومة الإسرائيلية وتلويحها بالدخول البري إلى جنوب لبنان، والحديث اليومي هنا هو حديث الحرب”.
وقالت دلال دكوّر من ترشيحا، لـ”عرب 48“، إنه “بعد أكثر من 11 شهرا على بداية الحرب، أستطيع القول إننا اعتدنا على دوي الانفجارات والقصف، وأصبحت الأمور مألوفة لنا وقد تأقلمنا مع هذه الظروف وعدم الخروج للطبيعة والمناطق المفتوحة في محيط البلدة”.
ولفتت إلى أنه “بالنسبة لأطفالنا فما زال هناك معاناة واضحة بالنسبة إليهم من الناحية النفسية والخوف والفزع، لكن بشكل عام بات هنالك نوع من الاعتياد وحتى مقدرة التفريق بين دوي الانفجارات، إن كان تصديا أو قصفا مدفعيا أو جويا”.
وأنهت دكوّر بالقول “هناك تخوفات كبيرة بالفترة الأخيرة إزاء تصاعد وتيرة التوترات والتهديدات، علمًا أن شظايا صاروخ اعتراضي سقطت قبل عدة أيام في ساحة منزلي لكن بلطف من الله لم تقع إصابات، وفي حال تفاقمت الأمور واندلعت حربا شاملة فإن الأمور ستكون صعبة وخطيرة للغاية”.
المصدر: عرب 48