تدمير أنفاق غزة قبل الاجتياح
في ظل “أزمة ثقة”، تأتي هذه الحملة في الشبكات الاجتماعية لمقربي نتنياهو مضادة للمواقف التي يعبر عنها الجيش الإسرائيلي خلال المداولات، ويدوّيها من خلال تسريبات لوسائل الإعلام
نتنياهو مع جنود عند الحدود اللبنانية، أمس (مكتب الصحافة الحكومي)
يقود مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حملة في شبكات التواصل الاجتماعي، تدعو إلى تأخير اجتياح بري لقطاع غزة ومواصلة القصف الجوي المكثف والشديد، الذي ينفذه الطيران الحربي الإسرائيلي في القطاع، منذ 16 يوما، والذي أسفر حتى الآن عن ارتقاء أكثر من خمسة آلاف شهيد، غالبيتهم العظمى من المدنيين الأطفال والنساء.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الإثنين، أنه يقود هذه الحملة مستشار نتنياهو الإعلامي السابق، ران بيرتس. وأفاد موقع “واينت” بأن عضو الكنيست عَميت هليفي، من حزب الليكود والمقرب من نتنياهو، هو الذي يقف وراء هذه الحملة.
وكتب المسؤولون عن هذه الحملة في منصة “إكس” (تويتر سابقا) أن “اختبارنا الأول هو تنكرنا للأخلاقيات المشوهة والقيود غير المعقولة التي كبلنا الجنود بها منذ أكثر من 30 عاما. وجنودنا مستعدون للمخاطرة بحياتهم من أجل الدولة، لكن واجبنا هو تقليص الخطر إلى الحد الأدنى الضروري. وقبل الدخول البري علينا القضاء من الجو على الأنفاق في غزة التحتا”.
ويعني ذلك أن هذه الحملة في الشبكات الاجتماعية لمقربي نتنياهو مضادة للمواقف التي يعبر عنها الجيش الإسرائيلي خلال المداولات، ويدوّيها من خلال تسريبات لوسائل الإعلام.
وتأتي هذه الحملة في ظل خلافات برزت مؤخرا كأنها بين المستوى السياسي وبين الجيش الإسرائيلي، الذي يطالب بشن الاجتياح البري فورا، فيما يطالب المستوى السياسي بتأخيره، بادعاء القضاء على أنفاق غزة، ومستغلا مطالبة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بحل قضية الأسرى الإسرائيليين الذي نُقلوا إلى قطاع غزة إثر الهجوم المفاجئ والواسع الذي نفذه مقاتلو حماس، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، بأن “أزمة ثقة” حاصلة بين نتنياهو وبين الجيش الإسرائيلي وداخل “كابينيت الحرب” والكابينيت الموسع أيضا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن وزير عضو في الكابينيت الموسع وصفه نتنياهو بأنه “جبان” وأنه “يرفض أي مقترح هجومي يم طرحه”.
وأشارت الصحيفة إلى علاقات عكرة بين نتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، وإلى أن انضمام كتلة “المعسكر الوطني” إلى حكومة الحرب، وضم رئيسها بيني غالنتس وعضو الكنيست غادي آيزنكوت، إلى “كابينيت الحرب” لا يؤثر على القرارات.
المصدر: عرب 48