ترامب يصل إلى الكونغرس لتأدية اليمين الدستورية
وسط إجراءات أمنية مشددة في واشنطن، يؤدي ترامب اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة لولاية ثانية، متعهدًا بإطلاق سلسلة من المراسيم التي تهدف إلى “وقف انحطاط أميركا”، مع وعود بإنهاء الحرب في أوكرانيا. التنصيب يأتي في ظل إشادات روسية وحذر أوروبي.
وصل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، إلى مبنى الكونغرس في العاصمة الأميركية واشنطن، استعدادًا لتأدية اليمين الدستورية وتنصيبه رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة في ولاية ثانية، خلفًا لجو بايدن.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وتأتي مراسم التنصيب وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما أعلن بايدن أنه ترك رسالة لخلفه ترامب في البيت الأبيض، دون الكشف عن تفاصيلها. يُشار إلى أن التنصيب يجري في أجواء احتفالية تقليدية تتخللها خطابات رسمية.
وعلى وقع وعود بالتحرك “بسرعة وقوة غير مسبوقتين” لوقف “انحطاط” أميركا، على حد تعبيره، ينصب دونالد ترامب الإثنين لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة، ليكون في الـ78 من العمر أكبر رئيس أميركي سنا يدخل إلى البيت الأبيض.
وسيقسم ترامب على كتاب مقدس ورثه من والدته على “حماية الدستور”، في مراسم تجري داخل قبة الكابيتول، الموقع نفسه الذي اجتاحه أنصاره في السادس من كانون الثاني/ يناير 2021 محاولين منع الكونغرس من المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات.
ويجري الحفل عادة في الخارج، لكن المراسم وخلافا للبروتوكول تُجرى هذه السنة داخل المبنى، بسبب موجة البرد التي تجتاح البلاد. وكانت الإطلالة الأولى لترامب قرابة الساعة الرابعة (بتوقيت القدس) عندما وصل مع زوجته ميلانيا إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض لحضور مراسم دينية تشكّل الانطلاقة الرسمية لمراسم التنصيب.
وبعد خطاب القسم، يحضر الرئيس الجديد العرض التقليدي الذي كان يفترض أن يجري في جادة بنسيلفانيا، غير أنه نقل هذه المرة إلى قاعة حفلات، على أن يختتم النهار بحفلات راقصة.
ويحظى ترامب بغالبية ضئيلة في الكونغرس، وبمحكمة عليا باتت يمينية بعد التعيينات التي أجراها في ولايته الأولى، ويسيطر بشكل تام على الحزب الجمهوري، واختار وزراءه ومستشاريه بناء على معيار جوهري هو ولاؤهم له.
لكنه إذ وصل إلى ذروة نفوذه، يفتتح أيضا مع ولايته الثانية بداية نهايته في السياسة، إذ يترتب عليه التسليم بأنه لن يكون بوسعه الترشح مجددا في ظل دستور يفرض سقف ولايتين رئاسيتين.
وحمل الناخبون ترامب إلى الرئاسة، غير آبهين للملاحقات القضائية التي طالته والإدانة التاريخية الصادرة بحقه في إحدى هذه القضايا، ولا للعنف الشديد في خطاب حملته الانتخابية، فحقق الملياردير الجمهوري نصرا واضحا في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر على نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ووعد دونالد ترامب بإصدار عدد غير مسبوق من المراسيم اعتبارا من الإثنين، ولا سيما لوقف ما يصفه بـ”غزو” المهاجرين غير القانونيين للبلاد. ويعتزم ترامب الذي أطلق توا عملة رقمية خاصة به ستضاعف ثروته الشخصية، التصدي لـ”جنون التحول الجنسي” والبرامج المدرسية للتوعية على العنصرية.
كما تعهد بالعفو عن المشاركين في الهجوم على الكابيتول الذين أدانهم القضاء، ورفع التدابير المتخذة لحماية البيئة من أجل تعزيز إنتاج النفط، وتشديد الرسوم الجمركية. ومن ضمن برنامجه أيضا، يعتزم ترامب وضع حد للحرب في أوكرانيا و”الانتقام” من خصومه السياسيين و”ضبط” الصحافة، كما يعتزم تطبيق اقتطاعات حادة من الإنفاق العام، واختار مستشارا له في هذا المجال رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك الذي بات شخصية محورية في الإدارة الجديدة.
وأعلن ترامب الأحد لأنصاره خلال تجمع أخير في واشنطن “غدا الظهر، سيُسدل الستار على أربع سنوات طويلة من الانحطاط الأميركي”. وفي ظلّ هذه التهديدات، أصدر جو بايدن قبل ساعات من انتهاء ولايته عفوا طال مجموعة من الشخصيات التي قد تتعرّض في رأيه “لملاحقات قضائية غير مبرّرة”، من بينها مارك ميلي، الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الأميركي المعروف بانتقاده اللاذع لترامب، وأنتوني فاوتشي المستشار الخاص السابق للبيت الأبيض لشؤون كوفيد-19، فضلا عن برلمانيين شاركوا في التحقيقات بشأن هجوم الكابيتول.
وقبل ساعات من انطلاق مراسم التنصيب، هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأميركي المنتخب معربا عن “انفتاح على الحوار” بشأن أوكرانيا للتوصّل إلى “سلام دائم” بعد قرابة ثلاث سنوات من الاجتياح الروسي.
أما رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايروـ فهو حذّر من أن فرنسا والاتحاد الأوروبي قد “يُسحقان” بسبب السياسة المعلنة لدونالد ترامب، إذا لم يتحركا.
وبعد الصدمة التي أحدثها انتخابه لأول مرة في الولايات المتحدة والعالم، يعود ترامب في ولايته الثانية وسط ما يشبه الإذعان، بدون خروج تظاهرات حاشدة منددة به في الداخل، فيما تجهد الدول الحليفة باستثناءات نادرة لإبداء حسن نية تجاه رئيس يتكلم صراحة عن ضمّ كندا.
وتوقّعت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن يكون خطاب ترامب الإثنين أقلّ قتامة ويتعهد “بحقبة نجاح”.
المصدر: عرب 48